السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

واشنطن بوست تحذر الولايات المتحدة وحلفاءها من محور "بكين وموسكو"

الرئيس الصيني يلتقي
الرئيس الصيني يلتقي بوتن في موسكو

حثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الولايات المتحدة وحلفاءها على الحذر من العلاقة بين روسيا والصين أو محور "بكين وموسكو". 

وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الالكتروني، إنه في الجغرافيا السياسية في سبعينات القرن الماضي، كان القرار المزلزل للولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع الصين الشيوعية ورفع الحظر على مبيعات التكنولوجيا العسكرية الحساسة لبكين يُعرف باسم "اللعب ببطاقة الصين" لإحباط الاتحاد السوفييتي.  وأشارت إلى أنه مع الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو الشهر الجاري واستغرقت ثلاثة أيام، أظهرت الصين أنها مستعدة للعب بما يمكن تسميته "بطاقة روسيا" لمواجهة ما يعتبره شي محاولات أمريكية لتطويق الصين واحتواء اقتصادها وصعودها العسكري.

 

ورأت الصحيفة أن هذا التحالف المتنامي بين أكبر منافسين استراتيجيين وعسكريين للولايات المتحدة لديه القدرة على تغيير النظام العالمي بشكل كبير كما فعلت الولايات المتحدة قبل نصف قرن، مؤكدة أنه من الأفضل أن تكون أمريكا وحلفاؤها الديمقراطيون مستعدين للرد.

وقالت إن الصين وروسيا تتشاركان في مخاوف بشأن فرص حصار عليهما من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. فروسيا تعتبر توسع الناتو باتجاه الشرق تهديدا وجوديا - وكان هذا هو التبرير الرئيسي المعلن لغزوها لأوكرانيا. وفي غضون ذلك، تخشى الصين من أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء "ناتو لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" بسلسلة من اتفاقيات الدفاع الآسيوية من الفلبين إلى أستراليا. وأشارت الصحيفة إلى أنه علاوة على ذلك، تشعر كل من الصين وروسيا "بالازدراء" تجاه القيم الديمقراطية والنظام العالمي القائم على القواعد، إذ تريان أنه عفا عليه الزمن وتهيمن عليه الولايات المتحدة.  وأضافت أن روسيا والصين تمتلكان أيضا أكبر وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية في العالم. وتعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية في محاولة للوصول إلى التكافؤ مع الولايات المتحدة في غضون العقد المقبل. وقالت الواشنطن بوست إنه من الواضح أن روسيا الآن هي الشريك الأصغر في هذه الصداقة "بلا حدود" بين موسكو وبكين، فبعد حرمانها من الأسواق الغربية وتضرر اقتصادها جراء العقوبات، تحتاج روسيا إلى الصين لزيادة مشترياتها من النفط والغاز والحبوب.

 

كما واصلت الصين إمداد روسيا بطائرات بدون طيار وقطع غيارها، فضلا عن أشباه الموصلات. لكن لم ترد تقارير حتى الآن عن قيام بكين بتقديم أسلحة فتاكة - وهو أمر حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه سيكون تجاوزا للخط الأحمر. ومضت الصحيفة تقول إن بايدن صاغ الحرب في أوكرانيا على أنها "معركة بين الديمقراطية والاستبداد، بين الحرية والقمع، بين نظام قائم على القواعد ونظام تحكمه القوة الغاشمة".

 

وفي حين أن حجته صحيحة، إلا أنها محدودة الإقناع مع الرئيس الصيني، الذي يحاول الترويج لفكرة الديمقراطية على النمط الغربي كقوة مستهلكة. ومع ذلك، رأت الصحيفة أن اللعب على وتر المصلحة الذاتية قد يساعد في إقناع شي جين بينج باستخدام صداقته المتزايدة مع بوتين للدفع من أجل حل حقيقي للصراع. 

 

وأكدت أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأوروبا تعد أكثر أهمية بكثير من العلاقات مع روسيا، وينبغي تذكير شي بذلك كلما التقى بالمسؤولين الأوروبيين الزائرين، بدءا من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي سيتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي هذا العام والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقرر أن يزور الصين الشهر المقبل. 

 

وشددت الصحيفة على أن الأوروبيين بحاجة إلى نقل رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن الصين بحاجة إلى استخدام نفوذها مع بوتين لإنهاء الصراع، وليس لتعزيز الاقتصاد الروسي.

تم نسخ الرابط