مصطفى زكريا يكتب: رسالة تقدير لعمال مصر الشرفاء
نحتفل والعالم في الأول من مايو بعيد العمال، تلك المناسبة التي جري تعظيمها وقت حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر صاحب فكرة الاحتفال الرسمي بعيد العمال في مصر، وأقيم أول احتفال في ميدان الجمهورية عام 1964، وظل هذا الميدان شاهدًا على احتفالات عيد العمال حتى عام 1966.
وعقب نكسة 1967 انتقلت الاحتفالات إلى داخل المصانع، حيث ألقى عبدالناصر في 2 مايو 1967 كلمة الاحتفالية من منطقة شبرا العمالية.
وكان لعمال مصر النبلاء دور بالغ الأهمية وقت الأزمات، وقد ظهرت مواقفهم البطولية أثناء حرب الاستنزاف حيث رفعت الدولة في هذا الوقت شعار “من لا يملك قوته لا يملك قراره” فبدأت شركات القطاع العام في حرب إنتاج حيث دارت عجلة الإنتاج علي مدار الساعة لتوفير احتياجات المعركة واحتياجات الشعب المصري وقتها، بل والتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة، وكان عدد السكان وقتها 34 مليون مواطن فقط فى أكتوبر 1973، وكانت بيجامات المحلة المقلمة أزرق وبنى فى كل بيت وثلاجات إيديال وسخانات المصانع ومنتجات قها عبر منافذ صيدناوى وبنزايون وعمر أفندى وهانو وبيع المصنوعات، وكذلك منتجات شركة السكر والصناعات التكاملية التي أمنت الجبهة الداخلية، ولم تتوقف عملية الإنتاج رغم الحصار الاقتصادي المفروض وقتها فكان البديل التصنيع المحلي لقطع الغيار فكانت الشركات توفر احتياجات الشعب وتقوم بالتصدير.
في كل احتفال وطني بمناسبة تحرير سيناء، يقفز الي ذهني صورة العامل المصري الذي وقف علي ماكينة داخل مصنع يداوم العمل ليل نهار، ليؤدي دورا لا يقل أهمية عن دور المقاتل علي الجبهة.
وكانت أزمة وباء كورونا كاشفة، فظهر معدن العامل المصري الأصيل الذي واجه الوباء والغلاء، فلم تتوقف ماكينة واحدة عن العمل للحظة، فلم نشعر بغياب السلع في الاسواق ولم يرتفع سعرها.
ولأن العمال يشكلون قطاعا عريضا داخل المجتمع، كانت مطالبهم مشروعة، بتحقيق حد أدني للأجر يكون عادلا وكافيا، كذلك قانون جديد للعمل والذي أقره مجلس الشيوخ وأرسل للنواب يقضي علي سلبيات القانون القديم، مع وجود ضمانات لبيئة عمل آمنة.



