السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"فينيسيوس" القطرة التي أفاضت الكأس.. هتافات عنصرية وآلام نفسية بالملاعب الأوروبية

بوابة روز اليوسف

تستمر الممارسات العنصرية بالملاعب الأوروبية دون انقطاع، وبكل موسم يصل فيه أبناء البشرة السمراء أو اللاعبون العرب للتألق غير العادي، حينها، يواجهون صعوبات أكثر من مجرد المنافسة الشرسة بكرة القدم، بسبب الضجيج المستمر بالمدرجات والأصوات المعادية المليئة بالكراهية والمنافية للحريات التي يطالبون بها في المجتمع الرياضي.

 

 

بشرة فينيسوس ضحية جديدة للعنصرية بالملاعب الأوروبية

وتعرض الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد الإسباني، لألم نفسي كبير، بعد انتهاء مباراة فريقه ونظيره فالنسيا، حيث شهدت المباراة أحداثًا مؤسفة عندما دخل فينيسيوس، في مشادة قوية مع جمهور فالنسيا، بعد تعرضه لهتافات عنصرية مسيئة من قِبل البعض.

 أنشيلوتي يوضح سبب انهيار فينيسيوس

وقال الإيطالي أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد، انه سمع هتافات «مونو»، أو «قرد» باللغة الإسبانية، ما دفع ريكاردو دي بيرغوس بينغوتشيا حكم المباراة، للتحدث مع مسؤولي الملعب الذين طالبوا بإيقاف الإساءات العنصرية فورًا قبل أن تُستأنف المباراة بعد عشر دقائق.

 «فيني» يفضح الليجا الإسبانية

وكتب فينيسيوس، على حسابه عبر موقع انستجرام «ما ربحه العنصريون هو طردي بالمباراة.. هذه ليست كرة قدم.. العنصرية أمر طبيعي في الليجا (الدوري الإسباني).. لم تكن المرّة الأولى، ولا الثانية أو الثالثة، أنا حقًا حزين، البطولة التي كانت ملكًا لرونالدينيو، رونالدو، وكريستيانو وميسي، باتت ملكًا اليوم للعنصريين».

 رد الفيفا

وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في بيانه الرسمي: "نتضامن مع فينيسيوس، لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، الفيفا يقف بجانب كل اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف.. وكان من الأفضل أن ينفذ حكم المباراة البروتوكلات المعمول بها والتي أقرتها الفيفا وهي كالتالي:

- إيقاف المباراة والإعلان سبب إيقافها لكل الجماهير المتواجدة.

- إذا استمرت الهتافات، يغادر اللاعبون الملعب ويعلن المتحدث الداخلي أنه في حال استمرار الإساءات، سيتم إيقاف المباراة، وبعد ذلك للحكم أحقية إيقافها إذا استمرت الهتافات.

- أخيرًا يتم إيقاف المباراة ويتم الإعلان بفوز الخصم الذي تعرض للتنمر والهتافات المسيئة، ويزيد رصيده 3 نقاط في جدول الترتيب.

- إجراءات ضعيفة من الاتحاد الإسباني تجاه الواقعة.

وفورًا رفعت لجنة السلوك في الاتحاد الإسباني لكرة القدم مساء أمس الثلاثاء، عقوبة الإيقاف عن مهاجم ريال مدريد، البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور بعد البطاقة الحمراء التي تلقاها في مباراة فريقه ضد فالنسيا بعد أن تعرض لهتافات عنصرية حادة.

 رد فعل نادي فالنسيا تجاه الفئة العنصرية من جماهيره

وقرر نادي فالنسيا عدم دخول هذه الفئة الشاذة من جماهيرها، لحضور أي مباراة تخص الفريق، مدي الحياة، ودعم كل أصحاب البشرة السمراء مؤكدًا دوره الهام بالمجتمع الرياضي العالمي وأهمية الانحرافات السلوكية بالملاعب الرياضية، وفقًا لما تم إعلانه بالبيان الرسمي.

 

 وقائع عنصرية حادة بالملاعب الأوروبية

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى بالملاعب الأوروبية، ليست سوى الحلقة الحديثة في سلسلة طويلة من الاعتداءات العنصرية التي تطال لاعبي كرة القدم منذ عقود طويلة، حيث سبق وتم توجيه هتافات مسيئة للمسلمين والعرب أمثال: أحمد حسام "ميدو" ومحمد صلاح ورياض محرز، وحكيم زياش، والجزائري جوان حجام، الذي رفض الإفطار في نهار رمضان، ليقرر مدربه طرده من قائمة الفريق، وكذلك الدولي السنغالي أجانا جي الذي رفض حمل علم المثليين وفرضت عليه عواقب، أبرزها الخروج من الدوري الفرنسي، لينضم الى ايفرتون بالدوري الإنجليزي الممتاز، والأمثلة كثيرة، وأبرزهم الدولي المصري محمود "تريزيجيه" الذي بصق عليه سامت أكايدين لاعب فنربخشة التركي، خلال سجوده بعدما أحرز هدفًا.

وفي حالات أخرى للبشرة السمراء أبرزها: 

- عام 1989، عندما تعرض حارس المرمى الكاميروني جوزيف أنطوان بيل، لهتافات عنصرية، حتى وصلت الرشق بالموز من جماهير نادي مرسيليا، خلال ثلاثة أعوام متتالية دون التحرك لإنقاذه، خلال الفترة من 1988-85.

- عام 2010، تعرض الدولي الإيطالي ماريو بالوتيلي، (أول لاعب ذو بشرة سمراء في المنتخب الإيطالي) لهتافات عنصرية متكررة، حيث بدأت منذ ارتداءه قميص إيطاليا، ولم يكف الإيطاليين عند إيذاءه ورددوا له هذه العبارات في كل مكان يذهب إليه، "لا يوجد في إيطاليا لاعبين سود، القرد يركض دون فائدة".

ولكن بالوتيلي الذي تألق بشدة وكان من أفضل اللاعبين بمركز الهجوم في منتخب إيطاليا، تعرض للهتافات العنصرية مرارًا وتكرارًا واشتدت بمباراة روما، حيث قرر حكم المباراة إيقاف المباراة ولكن لم تهدأ الجماهير، وأخذ بالو في البكاء وانهار كثيرًا وقال حينها، لقد قررت أن ابتعد عن ملاعب كرة القدم إذا ماحدث هذا الشيء المهين مرة أخرى، ولكنه فضل أن يستمر في ممارسة كرة القدم لأنها الشيء الوحيد الذي يجيده في حياته وذهب لفريق صغير حتي يبتعد عن سباب الجماهير المناصرة للفرق المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

 عام 2014 تعرض الدولي البرازيلي داني ألفيش، نجم برشلونة، لهتافات عنصرية، عندما ألقت الجماهير العديد من الموز عليه تشبيهًا بالقرود، ولكنه برد فعل أكثر هدوئًا أخد أحد هذه الموزات وأكلها قبل أن ينفذ الضربة الركنية، دون التركيز مع الجماهير التي هدت بالفعل بعد قليل.

 عام 2017، تعرض الدولي الغاني سولي على مونتاري، لهتافات ضده بسبب البشرة السمراء واعتناق الدين الإسلامي، ولكنه فضل الإعتزال والإبتعاد بالشكل الذي يناسبه.

 عام 2018، تعرض الدولي السنغالي خاليدو كوليبالي، لهتافات مسيئة وقوية لدرجة أن الجماهير تنتظره ليلمس الكرة، حتى تتهافت بأصوات القرود، فتشتت فكره في إحدى المباريات وتحصل على بطاقتين وخرج مطرودًا من حكم المباراة الذي لم يدعمه بالملعب، ليخرج كوليبالي عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر" قائلاً: "أعتذر لكم عن التسبب في هزيمة فريقنا بسبب الطرد غير المبرر، ولا أعتذر عن عدم إعجابكم بي بسبب لون بشرتي السمراء".

 عام 2020، تعرض الدولي المالي موسى ماريجا لهتافات عنصرية شديدة في الدوري البرتغالي، حيث تتعالى صرخات القرود من قبل الجماهير اعتراضًا على لمسه للكرة، ووقتها شعر موسى بالغضب وترك الملعب ودخل حجرة تغيير الملابس وابتعد عن الملاعب الأوروبية وتعاقد مع نادي الهلال السعودي في قرار ليس بالسهل بأن يبتعد عن الاحتراف الأوروبي بكامل قواه العقلية.

 عام 2023، تعرض الدولي الفرنسي صاحب الأصول الإفريقية، صامويل أومتيتي، وزميله الدولي الزامبي لاميك باندا، لهتافات مسيئة للثنائي، جعلتهما يدخلان في نوبة بكاء شديدة.

 

  كلمة حق من فيفا لمشجعي كرة القدم حول العالم

ومن الممكن أن يتلفظ لاعب أوروبي في أحد الفرق المنافسة، ويخطأ في حق لاعب عربي أو صاحب بشرة سمراء، ولكنهم ينادون بالحريات والتواجد القوي للمثليين في العالم، فنرى أعلامهم في كل مكان وعلى شارة قادة الفرق الكبرى، وحين بدأت دولة قطر العربية، الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2022، باتت تخوض حروبًا ضد الأوروبيين حكومات ورياضيات، بسبب عدم رضاها على وجود أي شئ محذور مثل المشروبات الكحلية بالملاعب والأفعال الخادشة للحياء ودعم المثليين، وجهت كل الأسهم المعادية نحوها وكإنهم نسوا أن البطولة علي أرضها ولديها الحق في حفظ عروبتها وأسس دينها.

هذه الكلمات نطقها جياني إنفانتينو ‏ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو رجل سويسري-إيطالي، يحارب العنصرية الأوروبية بكل أشكالها، وقدم دعمه الكامل للدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد الإسباني، بعد ما حدث ضده في مباراة فريقه أمام فالنسيا في الدوري الإسباني.

 

وتسلط هذه الحادثة، الضوء على الحاجة الملحة لقرار منصف من الفيفا، تجاه اللاعبين أصحاب البشرة السمراء والعرب والمسلمين، وتنفيذ إجراءات صارمة ضد العنصرية في كرة القدم، سواء من قبل الأندية أو الاتحادات الرياضية أو الجهات الأمنية.

 

المشهد الكامل لأزمة فينيسيوس مع العنصريين  

 

https://fb.watch/kJ5inNYBoH/? mibextid=Nif5oz

تم نسخ الرابط