عاجل.."بلد" كان يعاني نقصًا خطيرًا من الكهرباء وفجأة أصبح يواجه فائضًا
تتعامل فنلندا مع مشكلة غير عادية، إمداد الكهرباء النظيفة وفير للغاية لدرجة أنه يتسبب في انخفاض أسعار الكهرباء إلى الصفر أو انخفاضها.
ذكرت مجلة "بيزنس إنسايدر" أنه بينما تواجه معظم أنحاء أوروبا أزمة طاقة، أعلنت الدولة الاسكندنافية أن سعر الكهرباء قد انخفض إلى ما دون الصفر.
في الواقع، لن يحصل الفنلنديون على كهرباء مجانية، بل يتعين عليهم دفع رسوم محدودة لاستخدام الكهرباء.
كان الانخفاض في أسعار الكهرباء ناتجًا عن فائض غير متوقع في إمدادات الطاقة المتجددة، جنبًا إلى جنب مع الفنلنديين الذين خفضوا استخدامهم للطاقة بسبب أزمة الطاقة المستعرة في جميع أنحاء أوروبا.
قال جوكا روسونين، الرئيس التنفيذي لشركة Fingrid لمشغل الشبكة "الآن، لدى فنلندا ما يكفي من الكهرباء وتقريباً منعدمة الانبعاثات"، مضيفًا أن الفنلنديين يمكنهم "الشعور بالراحة عند استهلاك "الكهرباء".
من نقص الكهرباء إلى فائض في بضعة أشهر فقط
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة "Fingrid" أن هذه الأخبار هي نقطة تحول ملحوظة لبلد كانت الحكومة فيه قبل بضعة أشهر فقط تحاول حث الناس على توفير الكهرباء، مؤكدا أن في الشتاء الماضي، كان الشيء الوحيد الذي يناقشه الناس هو مكان الحصول على الكهرباء الإضافية، الآن يعملون على كيفية الحد من الإنتاج، لقد انتقلوا من وضع إلى آخر".
في أعقاب أزمة الطاقة على مستوى أوروبا، قامت هولندا في إبريل بتشغيل مفاعل نووي جديد ووفرت مصدرًا جديدًا مهمًا للطاقة لسكان يبلغ عددهم حوالي 5.5 مليون شخص.
وخفض "Olkiluoto 3 "، أول مفاعل نووي جديد تم افتتاحه في أوروبا منذ أكثر من 15 عامًا، أسعار الكهرباء في فنلندا بنسبة 75٪، من 245.98 يورو / ميجاوات ساعة إلى 60.55 يورو / ميجاوات ساعة، وفقًا لصحيفة The National.
وتهدف فنلندا إلى أن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2035 وتعزز حلول الطاقة المتجددة.
وقال روسونين إن فنلندا تريد أن تجعل الرياح مصدرها الرئيسي للطاقة بحلول عام 2027.
خسائر المنتج
بالإضافة إلى ذلك، فإن ذوبان الجليد بسرعة، مما أدى إلى تحذيرات من حدوث فيضانات في العديد من بلدان الشمال الأوروبي، يدفع محطات الطاقة الكهرومائية الفنلندية إلى زيادة السرعة، مما يؤدي إلى وفرة الكهرباء.
وأوضح روسونين أنه أثناء فيضانات الربيع، غالبًا ما يكون هناك وضع إنتاج قسري مثل هذا لأنه لا يمكن إبطاء الإنتاج. نظرًا لكمية المياه الكبيرة، غالبًا ما يتم تنظيم محطات الطاقة الكهرومائية بشكل سيئ في الربيع".
وفقًا لصحيفة الجارديان، لم تسجل فنلندا وهولندا فحسب، بل أيضًا عدد من الدول الأوروبية الأخرى، طاقة فائضة.
وقال محلل الطاقة جيرارد ريد "دول مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا والدنمارك والسويد تشهد أسعار كهرباء صفرية أو سلبية بسبب فائض الإنتاج".
ووفقًا له، فإن الانخفاض في أسعار الكهرباء إلى الصفر أو إلى السلبية في شمال أوروبا يرجع إلى ذوبان الثلوج بشكل كبير في النرويج والسويد وفنلندا، مما يوفر مصدرًا كبيرًا للوقود للتوربينات الكهرومائية ويولد كميات كبيرة من الكهرباء.
بالاتفاق مع ريد، أضاف خبير الأرصاد الجوية ثيو جكوساروف أن الأحوال الجوية الدافئة الأخيرة أدت إلى أسعار الكهرباء السلبية.
"منطقة الضغط المرتفع السائدة في معظم وسط وشمال غرب أوروبا أدت إلى زيادة حادة في قدرة توليد الطاقة الشمسية في جميع أنحاء المنطقة”.
ومع ذلك، فإن حالة انخفاض أسعار الكهرباء تجعل من الصعب على مشغلي الطاقة عندما يكون سعر الإنتاج أقل من تكلفة الإنتاج.
وقال روسونين: "الإنتاج غير المربح بهذا السعر غالبًا ما يتم إزالته من السوق".