بالصور.. هزمت المرض وتحدت الظروف.. سلوى من الدبلوم للقب الأم المثالية
سلوى جرجس أيوب أم مصرية كان لها من اسم جدها نصيب، فهي كانت صابرة على معاناة طفلها الثالث وساعدته حتى أكمل تعليمه وأصبح بطل الجمهورية.. وصبرت على معاناة شريك عمرها ووقفت بجواره حتى أتم الله شفاءه، وتحدت الظروف وهزمت المرض الذي أصابها.
سلوى مثال للأم المخلصة المحبة المتفانية في رعاية ابنها وتشجيعه على تخطي الصعاب والتميز في حياته. سلوى هي الأم المثالية على مستوى محافظة الجيزة 2023.
وفي السطور التالية نلقي الضوء على رحلة سلوى، التي امتدت لـ32 سنة من الدبلوم إلى الأم المثالية.
بعدما حصلت على دبلوم معلمات نظام الخمس سنوات ١٩٩١، واصلت دراسة الحاسب الآلي وتمكنت من الحصول على شهادة Icdl "الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر"، وكذلك دورتي المبرمج فيس 2&1، ودورة الاعتماد والجودة، ودورة اللغة العربية والرياضيات للصفوف الاولى ٣ سنين على التوالي.
وبعد ٣٢ سنة من العمل الدؤوب المنتج وتخريج الكوادر وصلت لدرجة "مدرس خبير" بمدرسة مصطفى كامل.
لكونها أمًا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، اكتسبت الخبرة في التعامل والتعليم لذوي الإعاقة، فطبقت سلوى الدمج بشكل عملي منذ أكثر من ١٨ عامًا ما جعل فصولها مرغوبة من أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعملت على دمجهم مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة.
ولم تكتف سلوى بذلك بك قامت بأعمال تطوعية عديدة، منها ورشة عمل بالمركز الثقافي بأسوان عن إعادة التدوير والتشكيل بالورق، وورشة عمل بدار الأوبرا المصرية لذوي الاحتياجات عن إكسسوارات النحاس، وورش متعددة عن التشكيل بالورق وتعليم مبادئ الكروشيه تعليم الرسم على الزجاح للاحتياجات الخاصة، وموزاييك وتدوير ورق وحلى نحاس.
وتم تكريم سلوى بلقب الأم المثالية لهذا العام من المركز الثقافي القبطي وبيد البابا تواضروس الثاني مع عظيمات مصر مثل وزيرة البيئة وعميدة كلية طب وسفيرة مصر للسلام الدولي.
كما حصلت عام ٢٠٢٣ على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الجيزة من اللواء أحمد راشد، ولقب الأم المثالية من الوزيرة نيفين القباج ومن النائبة مايسة عطوة.
وعلى الصعيد العائلي، سلوى جرجس أيوب هي أم لشاب مبدع يدعى انطون ماجد، وهو أول مدرب للفن التشكيلي من ذوي الإعاقة الذهنية.
سلوى دعمت ابنها في تطوير مواهبه الفنية والرياضية، وساعدته على تحقيق إنجازات عديدة في مجالات الفروسية والألعاب القوى والموزاييك وإعادة تدوير الورق.
وتعد سلوى أمًا لثلاثة أولاد، الأولى حاصلة على بكالوريوس نظم معلومات جغرافية، أما الثاني فأصبح مهندس مدني ويستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه، فيما الثالث من ذوي الهمم وحصلت له إعاقة ذهنية بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، وبعد رحلة طويلة مع المرض والعلاج حصل على ليسانس آداب اجتماع من جامعة القاهرة، وأصبح بطل الجمهورية في ألعاب قوى وفروسية وتزلج على الجليد، وفي الوقت نفسه هو فنان تشكيلي درس بكلية فنون جميلة القسم الحر جرافيك ونحت وموزييك والان له اعمال مميزة محليا ودوليا.
شريك العمر.. جلطة ودعامات
سلوى مثال لمن يواجه المصائب واحدة تلو أخرى، فلم تكد ترتاح من شفاء أنطون واستجابته حتى عانى سندها وشريك عمرها في سنة ٢٠١٥ من جلطة في الشريان التاجي وأجريت له عملية دقيقة وتم تركيب دعامات وبالون بالشرايين الرئيسية بالقلب، لكن الله سلّم وأتم شفاءه.
نزيف واستئصال الرحم
ولم تلبث سلوى أن أصيبت بنزيف وتم استئصال الرحم وجزء من المعدة، إضافة إلى ٦ انزلاقات بالفقرات مع هشاشة بالعظام وقصور في عمل الغدة الدرقية وأنيميا حادة.. لكنها هزمت المرض وأصبحت بخير وعافية.
والآن بعد أن أتمت سلوى أيوب مهمتها مع أبنائها، تشارك في رعاية أحفادها.
