رئيس البرلمان العربي : مصر رمانة ميزان المنطقة.. وهناك طفرة بالمشروعات القومية في عهد الرئيس السيسي
أكد عادل العسومي رئيس البرلمان العربي، حرص القيادة السياسية المصرية على تعزيز آليات التعاون العربي المشترك، ليس فقط على المستوى الجماعي، ولكن على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف.
أشار في حواره مع بوابة روزاليوسف إلى أنه يبذل جهودا مضنية للمساهمة في حلحلة الأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فهى القضية المركزية.. وإلى نص الحوار
-كيف تقرأ الحراك السياسي والدبلوماسي الحالي الذي تشهده المنطقة لاحتواء التوترات والأزمات ونبذ الخلافات؟
بالفعل هناك حراك سياسي كبير تشهده المنطقة لتعزيز التضامن العربي وحلحلة الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة ، والبرلمان العربي هو أحد مؤسسات العمل العربي المشترك، ومن أبرز الأذرع الداعمة لتعزيز التضامن العربي ومسيرة العمل العربي المشترك على المستويات كافة.
ونحن في البرلمان العربي ندعم بكل قوة الجهود الحثيثة التي يبذلها القادة العرب من أجل لم الشمل العربي وبلورة رؤية عربية مشتركة للتعامل مع التحديات الخارجية، والتي من أبرزها التدخلات الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تجد في أي خلافات بين الدول العربية بيئة خصبة لترسيخ تدخلاتها في شؤوننا الداخلية.
كذلك فإن البرلمان العربي يسعى إلى أن يكون له دور إيجابي ومؤثر على الساحة العربية، خاصة أن التحديات التي تواجه الوضع العربي صعبة وكثيرة وتحتاج إلى التكاتف والتكامل بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية.
والحقيقة، أن الدبلوماسية البرلمانية في عالمنا المعاصر أصبح لها دور كبير جداً ومهم، لا سيما أنها لا تتقيد ببعض القيود والتوازنات التي تحكم الدبلوماسية الرسمية، وهذا ما يراهن عليه البرلمان العربي في إطار جهوده لتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية في رأب الصدع العربي، ونتمنى أن تجد هذه الجهود صدى وتحقق نتائج إيجابية.
-وعلى صعيد الدور المصري بالمنطقة... التقيتم أكثر من مرة وفي مناسبات مختلفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.. كيف تنظرون إلى الدور الذي تقوم به مصر لدعم القضايا العربية والعمل العربي المشترك وتعزيز منظومة الأمن القومي العربي؟
بالطبع مصر هي رمانة ميزان المنطقة، ولا يمكن الحديث عن أي عمل عربي مشترك بدون دور فاعل لمصر في الدفاع عن المصالح العربية ومواجهة التحديات الخارجية، وفي مقدمتها التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولا شك أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تقوم بدور محوري في دعم العمل العربي المشترك باعتبارها قلب الأمة النابض والتي تصون الأمن القومي العربي تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي.
في مصر. وفي كل الأزمات العربية، دائما ما تكون مصر حاضرة وداعمة لكل ما يحقق مصالح الشعب العربي الكبير. وهذا ما نجده في الدور الرائد الذي تقوم به مصر تجاه القضية الفلسطينية، وحرص القيادة السياسية المصرية على تعزيز آليات التعاون العربي المشترك، ليس فقط على المستوى الجماعي، ولكن على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف. وهذا ما نجده في آلية التنسيق الثلاثي بينمصر والأردن والعراق على سبيل المثال. ولا يفوتنا أن نشيد في هذا السياق بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي والدعم الذي تقدمه الدولة المصرية بكافة مؤسساتها للبرلمان العربي من خلال استضافتها مقره في القاهرة وتوفير كافة السبل اللازمة لإنجاح عمله والقيامبالدور المنوط به في خدمة مصالح الشعب العربي.
-وماذا عن الدور الهام الذي يقوم به البرلمان العربي والجميع يشهد أنه شهد تحت قيادتكم حراكا كبيرة ودور هام في اطار الدفع بجهود العملالعربي المشترك؟
البرلمان العربي هو أحد المؤسسات العربية المهامة ومن أبرز الأذرع الداعمة لتعزيز التضامن العربي ومنظومة العمل العربي المشترك ونحن نسعى دائما للتواجد بشكل فاعل وقوي في كل الأزمات العربية، فاللجنة الشؤون الخارجية والسياسية والامن القومي التابعة للبرلمان العربي تقوم بعمل تقارير رصد لهذه الازمات ومناقشتها ودعم كافة الجهود الرامية لحلحلة هذه الازمات كذلك قام البرلمان العربي مؤخرا بإقرار أول قانون عربي استرشادي لحماية وتعزيز الأمن السيبرني في الدول العربية وذلك لدعم الجهود العربية في وضع إطار قانوني شامل لمواجهة الجرائم السيبرانية وتأمين ما تقدمه من خدمات وما تحتويه من بيانات من أي أعمال غير مشروعة.
كذلك دشنا المركز العربي لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وهو الأول من نوعه على المستوى العربي لدعم الجهود البرلمانية في مجال مكافحة الارهاب خاصة في ظل موجات الارهاب والتطرف التي تتعرض لها العديد من بلدان المنطقة العربية وأثرت بشكل سلبي على مقدراتها ايضا اطلق البرلمان العربي مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية للتكامل مع الدبلوماسية الرسمية، فالدبلوماسية البرلمانية لها أهمية كبرى خاصة مع تطور العمل الديموقراطي ، لذلك سعينا ان يكون لنا دور في زيادة خبرة اعضاء البرلمانات العربية ، هذا بالإضافة الى انه تم اطلاق المرصد العربي لحقوق الانسان وذلك لمتابعة ورصد حالة حقوق الانسان العربية ومواجهة الحملات المشبوهة من قبل المنظمات الدولية التي تصدر تقارير مغلوطة عن حالة حقوق الانسان بالدول العربية.
-وعلى صعيد المستجدات بالمنطقة العربية ماهو دور البرلمان العربي لحلحلتها؟
منطقتنا العربية تمر بتحديات كثيرة ومعقدة كما ذكرنا أبرز تلك التحديات القضية الفلسطينية وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأرضه التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي هذا بالإضافة الى ما تشهده السودان ونحن هنا نجدد دعوتنا للأطراف السودانية للعمل على الانصياع لصوت العقل والتفاوض وصولا لحل سلمي للازمة بدلا من استخدام العنف التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، فضلا عن الأزمة اليمنية والليبية والأوضاع المتردية في الصومال من موجات جفاف ومجاعة الى ما تتعرض له من موجات إرهاب، وغيرها والتي تتطلب منا جميعا العمل سويا وفق رؤية واضحة للتصدي لتلك المخاطر المحدقةبالوطن العربي.
ونحن نعكف في البرلمان العربي على إطلاق مبادرات تساهم في حلحلة ومواجهات تلك التحديات والنهوض بأوضاع شعوبنا العربية فالبرلمان العربي هو صوت من أصوات العرب في المحافل الدولية وهو المعبر عن صوت وضمير الأمة العربية. وقد عملنا في الاستراتيجية الجديدة للبرلمان العربي على اطلاق عدد من البرامج والآليات التي تعطي أولوية للقضايا التي تهم الشعوب العربية وتحقق مصالحها على كافة المستويات ليظل البرلمان العربي داعماً ومساندا للدول والمجتمعاتالعربية، ومدافعا عن مصالح الشعوب العربية وقضاياها.
-كيف ترى مخرجات القمة العربية التي عقدت بجدة؟
بالطبع القمة العربية في جدة جاءت في توقيت هام حتى يجلس القادة العرب على طاولة واحدة لبحث ومناقشة قضايا الامة العربية وهموم المواطن العربية والسعي الحثيث للمساهمة في تحقيق تطلعاته في العيش الكريم، ونتطلع إلى أنتمثل القمة العربية في السعودية انطلاق مرحلة جديدة ترتكز على الفهم المشترك للتعامل مع تحديات الأمن والاستقرار والعمل العربي الجماعي المشترك والتعاون في المجالات كافة، لا سيما في مجالات التعافي من آثار جائحة كورونا وتعزيز الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتصدي للتدخلات في شؤون الدول العربية والدفاع عن مصالحها ودعم مسارات التنمية المستدامة
ونثق في أن هذه القمة ستمثل نقطة تحول جوهرية في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات العربية والإقليمية والدولية الراهنة وتحقيق تطلعات الشعبين العربي والصيني في التقدم والتنمية.
-وكيف ترون الحل للازمة السودانية والحفاظ على الدولة من الانهيار أو التقسيم؟
من أخطر الأزمات التي تواجه الأمة العربية ما يحدث الآن على الساحة السودانية وهو ما يدعو للقلق البالغ على مستقبل هذه الدولة ولهذا دعونا الأطراف السودانية مرارا وتكرارا للانصياع لصوت العقل والحكمة والجلوس على مائدة المفاوضات والابتعاد عن العنف ، ما يحدث الان عواقبه وخيمة وجميع الأطراف ستكون خاسرة ولابد ان تضع الأطراف كافة مصلحة الشعب السوداني على رأس أولوياتها والابتعاد عن المصالح الشخصية ما يحدث في السوادن يعرض الامن القومي العربي للخطر.
-شهدتم الكثير من المشاريع العملاقة داخل الأراضي المصرية.. كيف تنظرون لمثل تلك المشروعات الضخمة والإنجازات الكبيرة؟
بالطبع شهدت مصر طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر في كافة المجالات، ولا يخفى على أحد إنجازاته العظيمة على كافة المستويات.
كما شهدت مصر خلال فترة وجيزة مشروعات تنموية عملاقة يشهد لها القاصي والداني، والذي يزور مصر في الوقت الحالي يلحظ بشكل كبير الطفرة التنموية الكبيرة التي تحققت خلال سنوات معدودة.
وقد تحققت هذه الإنجازات في وقت مربه العالم أجمع بالعديد من الأزمات المالية والاقتصادية، إلا أن مصر بفضل الله تعالى، وقيادتها الرشيدة وأبنائها المخلصين تمكنت من تحقيق هذه النقلة الكبيرة بالتوازي مع جهودها لمواجهة تلكالأزمات العالمية.
فالطفرة التي تحققت في مصر خلال هذه الفترة الوجيزة ليس فقط على المستوى الداخلي، ولكن أيضاً على المستوى الخارجي ونظرة دول العالم لمصر في الوقت الحالي، وتقديرهم واحترامهم للدور الذي تقوم به مصر على كافة المستويات. مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي أصبح لها حضور دولي ملموس ودور عربي وإقليمي راند.
-ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه البرلمان العربي في الصراع اليمني والليبي والقضية الفلسطينية؟
البرلمان العربي يبذل جهودا مضنية للمساهمة في حلحلة الازمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فهى القضية المركزية ، فقد وجههنا رسائل عديدة للمجتمع الدولي تؤكد دعمنا التام للسلطة الفلسطينية وللشعبالفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتهاإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وستظل القضية الفلسطينية هي القضية الأولى التي توحد جميع العرب، ونطالب في الوقت ذاته بمحاسبة القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) عن الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من إرهاب وتهجير ومصادرة للممتلكات وقتل وتطهير عرقي، واحتلال لأراضيه وبناء للمستوطنات عليها ، وانتهاك مستمر لحرمة المسجد الأقصى المبارك، والزامها بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وإنهاء احتلالهاالبغيض للأراضي الفلسطينية.
وقد قام البرلمان العربي بتحركات دبلوماسية كبيرة على كافة المستويات من أجل حشد الدعم الإقليمي والدولي لنصرة القضية الفلسطينية، والوقف الفوري للجرائم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ، كما دعونا الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة السجون الإسرائيلية، والوقوف على الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، وتقديم الدعم المالي اللازملوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وفيما يتعلق بالشأن الليبي : فإننا نتابع بمزيد من الاهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا وجهود إتمام الاستحقاقات السياسية للتوصل إلى حل نهائي للأزمة ونؤكد دعم البرلمان العربي لكافة المساعي المخلصة التي تهدف إلى لم الشمل وتجاوز الخلافات ونبذ الفرقة والعمل من أجل وحدة التراب الليبي كما نؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في أقرب وقت ممكن ودون أي تأخير يقوض مساعي الشعب الليبي في التعبير عن إرادته الحرة في اختيارقياداته وممثليه، وبعيداً عن أي تدخلات خارجية.
أما فيما يتعلق بالأزمة اليمنية فإننا نؤكد على دعم البرلمان العربي لكافة الجهود التي تبذل الآن لوضع الاستقرار لهذا البلد الشقيق وصولا إلى تسوية شاملة وفق المرجعيات الأساسية المتفق عليها ، كما نؤكد على موقفنا الثابت في مؤازرة ودعم وحدة اليمن واستقلاله وسيادته بعيداً البرلمان العربي ! العربي. عن التدخلات الأجنبية، باعتبار أن اليمن هو أحد ركائز الأمن القومي .
ونثمن الجهود المخلصة والمقدرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده والمبادرات البناءة للمملكة وسعيها الدؤوب في اليمن من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الصراع ويحقن الدماء ويضمن تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين .
وماذا عن استضافة البحرين للقمة العربية المقبلة؟
نؤكد ثقتنا التامة في أن استضافة مملكة البحرين للقمة العربية المقبلة على مستوى القادة العرب، ستجعل منها حدثاً استثنائياً ونوعياً في دعم وتطوير آليات العمل العربي المشترك، كمنها تأتي امتداداً لنهج الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين في دعم التعاون والتضامن العربي على كافة المستويات، ومواقفه المشرفة من أجل الدفاع عن القضايا العربية وتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب العربي، فضلاً عن دوره الرائد في تعزيز التكامل العربي في كافة المجالات.
كما أن الاستعدادات والتحضيرات التي ستقوم بها حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، من أجل التحضير لتلك القمة، ستوفر لها كافة عوامل النجاح، خاصة في ظل المواقف المشهودة لصاحب السمو الملكي ولي العهد، في دعم كل ما يعزز من مسيرة العمل العربي المشترك.



