روابـط تاريخــية وثيقـة
وفى شأن العلاقات الخارجية، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالعلمين الجديدة كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان.. فى أول زيارة له للمنطقة بعد إعادة انتخابه وتشكيل حكومته الجديدة.
عُقِدت مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بزيارة رئيس الوزراء اليونانى، مجددًا التهنئة على الفوز الانتخابى الذي حققه الحزب الحاكم فى الانتخابات البرلمانية اليونانية وجاءت نتائجها لتؤكد ثقة الناخب اليونانى فى قيادة ميتسوتاكيس.
وأشاد الرئيس السيسي بعمق وثبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذي يشهده التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسى بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع الإعراب عن التقدير لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار الاتحاد الأوروبى، إلى جانب التعاون المثمر على صعيد آلية التعاون الثلاثى مع قبرص.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليونانى رسوخ الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، مرحبًا بالتقدم الملحوظ فى مستوى التعاون خلال السنوات الماضية، ومعربًا عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع على مختلف المستويات، خاصةً فى ضوء الدور المصري البارز فى مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط.
وحرص رئيس الوزراء اليونانى على تقديم الشكر والتقدير إلى مصر عقب إرسالها طائرات للمساعدة فى عمليات إخماد حرائق الغابات فى بلاده، فى حين أعرب الرئيس عن خالص التعازى والتضامن مع اليونان فى مواجهة آثار وتداعيات حوادث حرائق الغابات، مؤكدًا وقوف مصر بجانب اليونان فى مواجهة تلك الأزمة.
وشهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين، حيث تم تأكيد الحرص المتبادل على سرعة تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، واستمرار دفع التعاون فى مجالات التعاون العسكرى والاقتصادى والثقافى، إلى جانب ملف الطاقة وما يتعلق بالغاز الطبيعى والربط الكهربائى، وكذا التعاون فى قطاعات التحول الأخضر.
من ناحيةٍ أخرى، شهدت المباحثات تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، واتساق مواقف الدولتين فى منطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات فى هذا الإطار.
وناقش الزعيمان تطورات ظاهرة الهجرة غير الشرعية فى حوض البحر المتوسط، حيث ثمَّن رئيس الوزراء اليونانى ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة فى ضوء ما تفرضه من أعباء بسبب استضافة ملايين اللاجئين على أرض مصر.
كما تناولت المباحثات عددًا من القضايا ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها التبعات العالمية لتطورات الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، فضلاً عن مستجدات الأزمات القائمة فى المنطقة، خاصةً ليبيا، حيث أكد الرئيس موقف مصر بدعم المسار السياسى وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابى الرئاسى والبرلمانى، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.
واتفق الجانبان فى هذا الصدد على مواصلة التنسيق المكثف لمواجهة مختلف التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها فى العيش فى سلام وأمن واستقرار.



