ذكريات نصر أكتوبر 73 .. هذا مادار بين شارون وشموئيل جونين أثناء الحرب
تعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، هي درة الانتصارات فى تاريخ مصر الحديث وتاريخ الأمة العربية بأسرها، حيث اعتمدت تلك الحرب على براعة التخطيط ودقة التنفيذ وعزم الرجال واصرارهم على تحقيق الاهداف، حتى تحقق النصر واستطاعت الحرب ان تكون محط اهتمام جميع الخبراء والمحللين الاستراتيجين باختلاف جنسياتهم.
وفى ذكرى انتصارات أكتوبر، تنشر "بوابة روزاليوسف" أبرز كواليس تلك الحرب المجيدة، وما دار على ساحة المعركة، وصولا الى شهادات الأعداء عن حرب اكتوبر المجيدة.
إريل شارون
وفى هذا الصدد جاءت شهادة الجنرال إريل شارون، قائد الفرقة 142 عام 1973: "بعد 24 ساعة اتجهنا جنوبا عبر الصحراء، وكانت هناك حالة من الفوضي، وأحد الضباط الأصاغر نظر إلي بذهول وقال أن هذا الأمر لا يصدق ياسيدى، أننا لا نستطيع إيقافهم مؤكدا لا نستطيع إيقافهم لقد فقدنا فرقتى، مات حوالي 300 فرد وأصيب حوالي 1000 فرد، وكلنا من الجنود إلى قائد الفرقة أمضينا ليلة من أسوأ الليالي فى حياتنا.
وتابع شارون: "كان هناك اتصال بين الجنرال شموئيل جونين، والجنرال شارون أثناء الحرب، جونين ينتوى التغلب على موقع الطالية، وشارون يؤكد له أنه ليس لديه ما يتغلب به، وجونين يسأله بشأن تعزيزات اللواء 14، وشارون يؤكد له انه ليس لديه ما يفعله بأى حال من الاحوال، اما جونين، فيكلفه بالتغلب عليه، لكن شارون يؤكد له أنه ليس بامكانه، وجونين يؤكد له ان ذلك بمثابة عدم تنفيذ للامر، وشارون يقول له: دعنى وشأنى، وجونين، يعيد عليه تنفيذ الامر، وشارون يؤكد له انه لا يمكنه ذلك".
حرب أكتوبر المجيدة
جدير بالذكر أنه في السادس من أكتوبر 1973 – العاشر من رمضان، استطاع الجندي المصري تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعبر خط بارليف المنيع واسترد أرض سيناء، ليصنع بذلك الجندى المصري التاريخ، ويسجل فيه قصة أعظم الحروب في العصر الحديث، والتي اصبحت تدرس فى الكليات العسكرية في جميع أنحاء العالم .
حيث هزمت حرب اكتوبر المجيدة، الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية القومية في العالم ، ودفعت الخبراء والمتخصصين شرقا وغربا إلى اعادة حساباتهم على الأسس التي رسختها حرب أكتوبر، سواء فيما يتعلق بفن القتال واستخدام السلاح، أو فيما يختص بتكنولوجيا التسليح وتصميم الأسلحة والمعدات.
وعلى المستوى الاستراتيجى، استطاعت حرب أكتوبر 1973 أن تحطم نظرية الأمن الاسرائيلي وأن تهدر نظرية الحرب الوقائية، وعلى المستوى التعبوى التكتيكى تغلبت قواتنا المسلحة على أعقد مانع مائى ودمرت أقوى الدفاعات والتحصينات، ودارت معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع لم يسبق حدوثه في المنطقة، أيضا حققت المفاجأة ونجحت في خداع أحدث وسائل المخابرات، لذلك حفرت هذه الحرب مكانة بارزة في ذاكرة التاريخ العسكرى.



