وزير الشؤون الدينية الباكستانية يؤكد على ضرورة أن ندرك التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية
أكد أنيق أحمد وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان بباكستان على ضرورة أن تشمل لجان الفتوى علماء مؤهلين يمتلكون خبرة في الفقه الإسلامي التقليدي والقضايا المعاصرة، وأن تكون المنصات عبر الإنترنت أدوات قوية لنشر الفتاوى بشكل موثوق ومفهوم مع الحفاظ على قيمنا وثقافتنا الإسلامية.
وقال وزير الشؤون الدينية الباكستاني - خلال كلمته في الجلسة الوفود الرسمية للمؤتمر العالمي الثامن لدار الإفتاء تحت عنوان (الفتوى و تحديات الألفية الثالثة) - إنه من الأمور الحاسمة أن ندرك التحديات المتعددة التي تواجه الأمة الإسلامية في هذا العصر؛ مشيرا إلى أن الألفية الثالثة جلبت تغيرات لم يسبق لها مثيل في طريقة حياتنا وتواصلنا وتوجيه إيماننا ، لافتا إلى أن الفتوى تعتبر أداة توجيهية للمسلمين في مختلف الأمور المتعلقة بالحياة اليومية.
وأشار إلى أن الفتوى توجه المسلمين للتعامل مع تعقيدات الحياة مع الحفاظ على مبادئهم الدينية ، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون."
وأكد على أهمية أصول الإسلام في منهجية إصدار الفتاوى، وكذلك على وجوب أن تظل أصول الإسلام، بما في ذلك القرآن والسنة هي الأساس الذي تقوم عليه الفتاوى، ومن خلال فهم دقيق لهذه الأصول يمكن للفتاوى الحفاظ على جدواها وأصالتها.
وأوضح أن أحد التحديات الملحوظة في عصرنا الحالي التقدم السريع في مجال التكنولوجيا؛ فقد غير الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الطريقة التي نحصل بها على المعلومات ونتفاعل بها فيما بيننا، حيث إن هذا يحمل جوانب إيجابية وسلبية، على سبيل المثال: قضية التحرش عبر الإنترنت، والتنمر الإلكتروني، من القضايا التي أصبحت واسعة الانتشار، مسببة ضررا للأفراد والمجتمعات.
ودعا العلماء المسلمين ولجان الفتوى لإصدار إرشادات حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، مؤكدين على المبادئ القرآنية للرحمة والصبر والمغفرة، وتكييفها مع العالم الرقمي.
وتطرق الوزير الباكستاني إلى قضايا وتحديات أخرى كالتحديات الاقتصادية المعاصرة، وقضايا الحوكمة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وقضية الأخلاقيات الحيوية والحفاظ على البيئة وتغير المناخ، مشيرًا إلى دَور مؤسسات الفتوى في مواجهة هذه السياقات.
وأكد على أن وحدة الأمة أمر غاية الأهمية في مواجهة التحديات الحديثة، فيجب أن نتحد ككيان جماعي لمواجهة القضايا الملحة التي تواجه المسلمين في جميع أنحاء العالم مقترحا إقامة اجتماعات سنوية لعلماء الفتوى وعلماء الشريعة المشاهير من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويفضل أن تكون في مناسبة الحج، منصة لاستعراض ومناقشة القضايا الأكثر حرجا التي تواجهها الأمة الإسلامية.
من جانبه ،قال الشيخ نور الدين خاليق نظروف مفتي أوزبكستان إن الأخطار المعلوماتية لا تعرف الحدود، وهذا يقلق العالم عامة، والعالم الإسلامي خاصة ، ونتيجة لذلك تنشأ خلافات ومشاكل مختلفة ، فمكانة دور الإفتاء في إيجاد الحلول لمثل هذه القضايا كبرى للغاية.
وأوضح مفتي اوزبكستان أن للفتوى أهمية جسيمة في حياة البشرية والسلم والاستقرار في العالم الإسلامي ووحدة المجتمع الإسلامي.
أضاف أن كثيرًا من المشاكل التي تواجهنا تسببها الفتاوى المتناقضة والمتحيزة التي تصدر من أشخاص غير متمكنين في العلم، تترك بين المسلمين خلافًا وتضلهم عن سواء السبيل .
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بعدة جوانب منها نشر قيم الوسطية على أوسع نطاق، فالإسلام دين الاعتدال والتسامح، وكل الأحكام فيه مبنية على الوسطية والتيسير ، فالابتعاد عن الاعتدال يورث ظواهر سلبية مثل الإسلاموفوبيا والكراهية من ناحية، والتطرف والتكفير والتعصب والطائفية من ناحية أخرى.
وشدد على أن السنة هي المصدر الثاني للإسلام، ولا يمكن الاستغناء عنها إذ إنها جاءت مبينة للقرآن العظيم ،مؤكدا أن الجماعات المتطرفة ما زالت تنشر دعايتها التكفيرية وأفكارها المتعصبة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية، لذلك يظل تحذير المسلمين من هذه المخاطر الجسيمة من أكبر مهام علماء الدين.
واستعرض بعض التغيرات الإيجابية في المجال الديني في أوزبكستان في السنة الماضية، منها إنشاء مركز للفتوى الذي يعمل فيه 25 متخصصًا في الإفتاء، ويجيبون عن الأسئلة والاستفتاءات كتابيا وشفويا ومن خلال "مركز الاتصال" ومواقع التواصل الاجتماعي، كما قام المركز بجمع 500 فتوى بناء على الأسئلة الواردة إليه وتم إصدار المجلد الأول من كتاب "مجموع الفتاوى" الذي يعد مرجعا هاما لتزويد المعرفة الدينية للشعب الأوزبكي وتوعيتهم، وإيجاد حلول للقضايا المثيرة للجدل.



