الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

قال تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم.

أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية الكريمة لكي تؤكد المكانة العظيمة التي ينالها الشهيد وهي أنه حي يرزق في رحاب الله عز وجل كما أكرمه الله تعالى بالرحمة والمغفرة وأنعم عليه أيضًا بجنة الخلد.

الشهيد هو الذي يضحي بروحه وحياته دفاعًا عن دينه أو عرضه أو وطنه وفي سبيل الله عز وجل.

وينقسم الشهداء إلى عدة أنواع مختلفة ولكن أعلاها منزلة "الشهيد في سبيل الله عز وجل"، وفي حديث شريف عن جابر بن عتيك عن رسول الله ﷺ: "الشهداء سبعة أنواع سوى القتل في سبيل الله تعالى "المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة (الحامل)".

وينبغي هنا أن نفرق في الجزاء بين الشهيد الذي قتل في المعركة دفاعًا عن دينه أو وطنه، وله حكم الشهداء في ثواب الآخرة، وفي أحكام الدنيا: لا يغسل ولا يصلى عليه، أما المبطون، والمطعون، وصاحب الهدم، ومن قتل دون ماله، وغيرهم ممن جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيدًا، فليس له في أحكام الدنيا، بمعنى أنه: يغسل، ويصلى عليه، وله في الآخرة ثواب الشهداء، ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول.

خلال الأيام القليلة الماضية شهدت محافظات مصر بكل أرجائها احتفالات بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر العظيم، الذي يعد من أعظم الانتصارات في التاريخ، والتي خاضها أبطال تمكنوا من تخليد أسمائهم بأحرف من نور في كتب التاريخ، حيث قدم هؤلاء الشهداء حياتهم فداءً لوطنهم، وضحوا بأرواحهم في سبيل استعادة أراضيهم.

للشهيد فضائل عديدة ذكرها النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: "للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة ويَرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع في سبعين من أقاربه".

كما أوضح العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فضل ومكانة الشهداء، والعلامات التي تظهر بعد موتهم والتي تدل على صدقهم وقبول الله لهم، ومنها أن رائحة المسك تفوح من بعضهم، ومنهم من يتوفى وهو مبتسم، وآخر نلاحظ على وجهه الطمأنينة والنور، وغيرها من العلامات الربانية.

قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". وفي حديث شريف قال رسول الله ﷺ: "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة، وفي رواية: لما يرى من فضل الشهادة".

وأخيرًا تحية احترام وإجلال لكل الشهداء الذين قدموا حياتهم وأرواحهم فداءً للوطن حتى تحيا الأجيال القادمة، فالشهادة التي حصلوا عليها شاهدة على وفائهم لله ولوطنهم، هذا وستظل أسماؤهم محفورة في سجلات التاريخ كالعناقيد التي تلألأ في سماء المجد، كما يفخر الوطن وتتغنى الأجيال الصاعدة بتضحياتهم في سبيل الحرية والعزة والكرامة، فهم يرحلون جسدًا ويتركون إرثًا عظيمًا لمن خلفهم يفخرون به. 

اللهم قد ترك الشهداء أهلهم وودعوا أحبابهم وفارقوا ذويهم، فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جنانه ويرحم أمواتنا جميعًا وأن يصبر قلوب ذويهم.

 

تم نسخ الرابط