الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

رغم ما حدث وما زال يحدث من خراب ودمار وانتهاكات صارخة ضد الإنسانية في حق المدنيين العزل بقطاع غزة، ورغم مباركة المجتمع الغربي لما يفعله الكيان الصهيوني من إبادة جماعية بطريقة وحشية تتنافى مع قانون البشرية وحقوق الإنسان. إلا أن غزة انتصرت بإرادتها وصمودها وعزيمتها، وبإيمان شعبها بقضيتهم وعقيدتهم الراسخة التي تقف حائلاً أمام تحقيق العدو الغاشم لآماله رغم كل الإمكانيات المسخرة له لعدة سنوات.

  أحداث وتحديات لم تستطع طمس أو تسويف القضية الفلسطينية، حينما انتفضت وتجددت القضية الفلسطينية، أنقسم العالم بين "مؤيد ومعارض"، لكن الكل في النهاية مهتم وحريص على متابعة مجريات الأحداث اليومية على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى مدار الساعة الكل يبحث عبر محركات البحث الإلكترونية والقنوات المختلفة من أجل الوقوف على آخر تطورات الوضع الراهن.

 استطاعت الأحداث المأساوية أن تعيد الحياة للقضية الفلسطينية، من منا على سطح الكرة الأرضية لم يتابع تلك الأحداث الدامية واللاإنسانية التي تنفذ في حق المدنيين العزل على أرض غزة أمام أعين العالم، الذي أصابه الجمود والتبلد في المشاعر والخرس والصمت أمام كلمة الحق. 

ورغم ذلك تمكنت القضية الفلسطينية من تحقيق بعض المكاسب والانتصارات ومنها: إعادة إحياء القضية الفلسطينية من جديد، وازدياد الوعي بها، وشغف الأجيال المختلفة بالمجتمعات العربية والدولية بالاطلاع عليها وتداولها، والإقبال على قراءة تاريخ القضية الفلسطينية، والغوص في تفاصيلها التي بدأت منذ عام ١٩٤٨ حتي يومنا هذا، مرورًا بمتابعة الأحداث التي تمت خلال الحقبة الزمنية الماضية.

  كما حازت القضية على تضامن المواطنين مع أهالي غزة، الذين انعكست مشاعرهم وإيمانهم بالقضية الفلسطينية في ملاعب كرة القدم التي رجت بالهتافات للشعب الفلسطيني فى المدرجات، ومقاطعتهم لسلع ومنتجات الدول الداعمة للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى موقف عدد من النجوم والشخصيات البارزة والمؤثرة بالتضامن وتسجيل موقفه تجاه الأحداث الجارية بفلسطين، سواء بكلمة أو موقف معين، الكل اتفق على رفضه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير أهلها خارج أراضيهم بأي صورة من الصور. كما نددت الدول العربية بما يحدث بفلسطين وعلى رأسهم مصر التي أعلنت أن موقفها تجاه القضية الفلسطينية ثابت لن يتغير، وانتفضت محافظات مصر مع تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تؤكد على أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، كما أعرب الرئيس عن دهشته البالغة من موقف العالم الذي يقف مكتوف الأيدي أمام الأزمة الكارثية التي يتعرض لها المدنيون العزل بغزة.  

جدير بالإشارة أن الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية ضد أهل غزة تدخل في يومها السابع والعشرين بحجة استهداف حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ولذلك استعان المحتل بكافة أشكال وإمكانيات الحرب من قصف جوي وبحري وبري يستهدف المنازل والمستشفيات وتجمع الأسر من المدنيين دون رحمة.

الأمر الذي أسفر عن مجازر وإبادة جماعية بمناطق متفرقة بقطاع غزة، لذلك لجأ الكيان المغتصب إلى استخدام أساليب عديدة لإخفاء جرائمه عن أعين الوسائل الإعلامية من خلال قطع وسائل الاتصال والكهرباء والحصار والتجويع وممارسة الضغوط العنيفة من أجل التهجير القسري. 

الأمر الذي دفع أهالي غزة إلى تدوين أسمائهم على أجسادهم لتحديد هويتهم في حال استهدافهم، وهناك أسر تضع علامات على أيدي أفراد الأسرة ليتعرفوا على جثثهم في حال استشهادهم، صور استوقفتني وجعلتني أقف أمامها دامع العينين، تائها بين تفاصيل هذه الصور التي تعكس صلابة وقوة إيمانهم بقضيتهم  وارتباطهم بأرضهم، لسان حالهم يقول "الدنيا بأرضنا أو الآخرة بدمنا"، رافضين الاستسلام أو التفريط في أي شبر من أرضهم حتر ولو على حساب أرواحهم.

وفي الختام.. "أدعو الله أن يحفظ أهل فلسطين والمسجد الأقصى من كيد الظالمين، وأن يؤيدهم بنصره وقوته، اللهم انصر أهل فلسطين، اللهم ثبت الأرض تحت أقدامهم، اللهم اجعل نار أعدائهم بردًا وسلامًا عليهم.

اللهمَّ اجعل فلسطين بلدًا آمنًا مزدهرًا، يعيش أهله في سلامٍ واستقرارٍ. اللهم لا ترفع للصهاينة راية، ولا تحقق لهم في غزة غاية، اللهم أغِث أهل القدس وأهل غزة و فلسطين".

 

تم نسخ الرابط