السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

وتبقى لندن مركزًا علميًا وثقافيًا، ودافعًا للملهمين، والمشاهير، والمؤثرين في رسم المستقبل وإنماء المجتمع، ومقرًا لأصحاب النفوذ والثروة، إلى جانب دورها السياسي والاقتصادي، وما تلعبه في شن وإدارة الحروب النفسية، والدعائية، ومستنقع لتصارع المصالح، وتفجير الاحتقانات، وملجأً للمعارضين، وتجار السلاح والمتآمرين.

 

والنجاح فى بلاد الغربة ليس بالحظ والمصادفة، بل ملحمة من الكفاح، والعقول المصرية مميزة، والشخصية المصرية عندما تتسلح بالعلم والعمل والمثابرة تتميز وتبدع وتتفوق، كل حسب قناعاته، ومن نماذج الإلهام والنبوغ بصرف النظر عن قناعات وأسلوب كل منهما، وما له وما عليه، وما قيل وقال، والاختلافات في أنماط السلوك البشري، فنحن أمام شخصيتين مختلفتين، كلاهما كانت له نظرته، اقتصاديات السلام كانت آمالها، والآخر المال والثروة كانت هدفًا.

                                                                 

هى واحدة من نساء عصر تمكين المرأة المصرية، ووصلت إلى منصب عالمي مرموق، واحدة من أكثر 100 امرأة نفوذًا في العالم عام 2015، وكانت في المرتبة 66 حسب تقييم مجلة "فوربس" هي الدكتورة نعمت شفيق، تولت مؤخراً منصب رئيس جامعة كولومبيا الشهيرة لأول مرة في تاريخ الجامعة، التي اشتهرت بتخريج أكثر الحائزين على جائزة نوبل في العلوم من أي جامعة أمريكية أخرى، لتكون أول مرأة في التاريخ تتولى هذا المنصب المرموق. نعمت طلعت شفيق حنطور  مواطنة مصرية، بريطانية، أمريكية من أصل مصري ولدت عام 1962 بالإسكندرية لوالدها الأستاذ الدكتور طلعت شفيق حنطور، الذي كان يحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء، ويعمل أستاذًا جامعيًا لكيمياء المبيدات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وجدها شفيق بك حنطور، الذي شغل منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم، وأسس نادي مالية كفر الزيات، وتبلغ من العمر 61 عاما.  

 

تعد نعمت شفيق التي تُلقبها الصحف الأجنبية باسم "مينوش"، إذ أطلق هذا اللقب عليها بسبب عدم رضا زوجها عن اسمها. فعرفت  بـ"مينوش شفيق"، الخبيرة الاقتصادية المصرية التي تتولى رئاسة جامعة كولومبيا لأول مرة في تاريخ الجامعة، كما تشغل منصب رئيس كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

 

نجمة مقالي ولدت في الإسكندرية، وارتادت مدرسة شوتز الأمريكية، وانتقلت عائلتها إلى ساڤانا، جورجيا في منتصف ستينيات القرن العشرين. عادت إلى مصر في سن الخامسة عشرة، وحصلت على بكالوريوس العلوم من جامعة مساتشوستس في أمهرست عام 1983، ثم ماجستير في العلوم من جامعة لندن عام 1986 ثم حصلت على درجة الدكتوراه من كلية سانت أنطوني، جامعة أكسفورد. 

 

انضمت شفيق إلى البنك الدولي بعد أكسفورد وشغلت مناصب عدة، بدءًا من قسم الأبحاث حيث عملت على وضع النماذج الاقتصادية العالمية والتنبؤ ثم فيما بعد عملت على القضايا البيئية. اتجهت لأعمال الاقتصاد الكلي في أوروبا الشرقية خلال الفترة الانتقالية وفي الشرق الأوسط، حيث نشرت عددًا من الكتب والمقالات حول المستقبل الاقتصادي للمنطقة، واقتصاديات السلام وأسواق العمل والتكامل الإقليمي وقضايا النوع الاجتماعي. 

 

وأصبحت شفيق أصغر نائب رئيس على الإطلاق في البنك الدولي في عمر 36. ذهبت في البداية إلى وزارة التنمية الدولية التابعة للحكومة البريطانية على سبيل الإعارة كمدير عام للبرامج القطرية، حيث كانت مسؤولة عن جميع مكاتب وزارة التنمية الدولية في الخارج والتمويل عبر إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأوروبا الشرقية. وتم تعيينها السكرتيرة الدائمة لوزارة التنمية الدولية البريطانية في عام 2008 حيث أدارت برنامج مساعدات ثنائية في أكثر من 100 دولة، بالإضافة إلى السياسات والتمويلات المتعددة الأطراف للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية، وسياسة التنمية الشاملة والبحث، مسؤول عن 2400 موظف وميزانية قدرها 38 مليار جنيه استرليني "نحو 60 مليار دولار أمريكي" للفترة 2011-2014، خلال فترة ولايتها. 

 

 

شغلت شفيق منصب نائب محافظ بنك إنجلترا في الفترة من أغسطس 2014 إلى فبراير 2017. وقبل ذلك، كانت السكرتير الدائم لوزارة التنمية الدولية من مارس 2008 وحتى مارس 2011، ثم أصبحت نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي.

 

 

كانت مسؤولة عن عمل صندوق النقد الدولي في أوروبا والشرق الأوسط، والميزانية الإدارية البالغة مليار دولار، والموارد البشرية لموظفي الصندوق البالغ عددهم 3000 موظف، وتدريب الصندوق والمساعدة الفنية لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، انضمت شفيق إلى بنك إنجلترا كأول نائب محافظ للأسواق والمصارف مسؤول عن الميزانية العمومية للبنك البالغة 500 مليار جنيه استرليني وعملت كعضو في لجنة السياسة النقدية. 

 

ولجنة السياسات المالية ومجلس إدارة هيئة الرقابة المالية. قادت مراجعة البنك العادلة والفعالة للأسواق لمعالجة سوء السلوك في الأسواق المالية. في 12 سبتمبر 2016، أُعلن عن تعيين شفيق في منصب المدير التالي لكلية لندن للاقتصاد  London School of Economics  لتحل محل عالم الاجتماع كريج كالهون. 

 

تولت المنصب في 1 سبتمبر 2017. منحتها ملكة إنجلترا العضوية الدائمة في مجلس اللوردات البريطاني وعليه حازت على لقب "بارونة". ولديها توءم من زوجها رافائيل جوفين عالم المناخ، وترعى أبناء زوجها الـ3. 

 

 ألفت كتابا بعنوان "ما ندين به لبعضنا البعض.. عقد اجتماعي جديد من أجل مجتمع أفضل".  سافرت إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وتمارس رياضة اليوجا وتستطيع الوقوف على يديها لمدة طويلة وتلعب تنس الطاولة "بينج بونج" بشكل مذهل، بحسب الصفحة الرسمية لجامعة كولومبيا.

 

خلفت لي بولينجر  Lee Bollinger العميد التاسع عشر  لجامعة "كولومبيا" لرئاستها، الذي أشاد باختيارها، والذي استقال في يونيو بعد أكثر من عقدين في منصبه، وقال في بيان: "لو بحثت في جميع أنحاء العالم عن أفضل شخص لخلافتي في قيادة جامعة كولومبيا، لكنت اخترت مينوش شفيق".

 

ويوم تنحي ديفيد مالباس  David Malpass رئيس مجموعة البنك الدولي في يونيو حزيران تاركا وظيفة مفتوحة تشرف على تمويل بمليارات الدولارات، ولها تأثير مباشر على الفقر والاستعداد لتغير المناخ والمساعدات الطارئة، وغيرها من القضايا في البلدان النامية حول العالم. وطُرح عدد من الأسماء المرشحة لخلافة ديفيد مالباس في البنك الدولي، كان أبرزهم نعمت شفيق.

 

ويبقي السؤال هل ستعود شفيق لمجموعة البنك الدولي رئيسًا له؟                                                                      

أما البليونير فهو رجل منحه الله من المال ما يحلم به أي إنسان، أن ينعم ببيوت فارهة، تحفها المروج الخضراء، ويمتلك السيارات الفارهة، ومبالغ طائلة من المال يفعل بها ما يشاء وقتما يشاء، لكن يكتشف أن سلبيات الثراء تفوق إيجابياته، فقد تثير الملايين الشهية لمزيد من الأموال، فيصبح الإدمان غير كافٍ، وتتلاشي معه الراحة وهي نعمة من النعم والرضا، فإن رضيت.. هانت عليك الدنيا، وهنا بطل قصتنا أعطته الحياة المال، ولكن لم تمنحه الاستقرار وراحة البال، وعاش في صراع مع النفس، بين إيمانه بدينه وتعاليمه، والغرق في بحار الصفقات والتحالفات.  كان الرجل هادئا، قليل الكلام، يعمل في الظل ويصنع الخير.

... وسأحكي المزيد عنه.

 

 

تم نسخ الرابط