المؤتمر الدولي لمعهد الأورام يناقش صياغة مستقبل علاج السرطان
ينظم المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، مؤتمره السنوي في الفترة من 30 نوفمبر وحتى ديسمبر، تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبحضور مستشار الرئيس الدكتور محمد عوض تاج الدين، وبرئاسة الدكتور محمد عبدالمعطي سمرة عميد المعهد القومي للأورام، وتتولى الدكتورة علا خورشيد رئيس قسم طب الأورام بالمعهد القومي للأورام- سكرتير المؤتمر، ود. طارق خيرى – وكيل المعهد القوللأورام لشؤون الدراسات العليا والبحوث - نائب رئيس المؤتمر، الذي يعقد تحت عنوان "صياغة مستقبل علاج الأورام".
يحضر المؤتمر رموز وأطباء من الجامعات المصرية والعربية والدولية ومراكز علاج الأورام في مصر، وخبراء الأورام من مختلف أنحاء العالم، وبالتعاون مع الجمعيات الدولية لأبحاث السرطان.
صرح الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن المؤتمر السنوي لمعهد الأورام، يناقش عدة محاور مهمة، من أبرزها التوعية بأهمية الكشف المبكر والفحص الدوري للأورام، وتسليط الضوء على أحدث أساليب العلاج الإشعاعي في علاج الأورام، واستعراض الوسائل المعملية الحديثة المستخدمة في تشخيص الأورام، وتحسين جودة الرعاية الصحية والخدمات المقدمة للمرضي، ومناقشة الأنماط المستحدثة في العلاج الإشعاعي والمناعي والكيميائي والعلاج الموجه للسرطان.
كما يتضمن عقد عدة جلسات متخصصة في مجالات العلاج التدعيمي للسرطان، ويناقش طرق النهوض بعلوم الأورام المختلفة، ويهدف لتبادل الخبرات البحثية بين المؤسسات الدولية والمحلية، ويضع توصيات موحدة لتشخيص وعلاج الأورام، كما يستعرض المشروعات الجديدة والتطويرات والتوسعات الجاري تنفيذها في مستشفيات المعهد المختلفة.
وأكد على أهمية المؤتمرات العلمية التي يعقدها المعهد القومي للأورام، باعتباره صرحا طبيا كبيرا في مجال علوم الأورام المختلفة، ويقدم خدمات طبية بمستوى جودة عالية، ويضم نخبة متميزة من الكوادر الطبية تتبع أحدث النظريات العالمية في علاجات الأورام المختلفة بما يعود بالنفع على المرضي، مشيرًا إلى أن المؤتمر السنوي للمعهد القومي للأورام، يستهدف اتباع خطوات العلاج الحديثة وتطبيقها، لتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة وزيادة معدلات الشفاء لمرضى الأورام.
وقال الدكتور محمد عبدالمعطي سمرة، عميد المعهد القومي للأورام، ورئيس المؤتمر، أن المؤتمر سوف يشهد حضور العديد من الخبراء المتخصصين في علاج الأورام في مصر والعالم، لوضع آليات لتحسين الجودة والرعاية لمرضى الأورام، باستخدام مناهج مبتكرة من خلال تبادل الخبرات على المستوى الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى تقديم أفضل الممارسات في علم الأورام السريري، لتقديم خدمات طبية متميزة، مضيفًا أن المعهد القومي للأورام يدعم مرضى الأورام بجميع فئاتهم، خلال جميع مراحل التعامل معهم، بتقديم مختلف الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتدعيمية، عن طريق فرق عمل فعالة باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا، لتقديم رعاية صحية متكاملة ذات جودة عالية طبقا للمعايير العالمية.
وتتركز أهم أهداف ومحاور جلسات وورش عمل المؤتمر، في التوعية بأهمية الكشف المبكر والفحص الدوري للأورام، وتحسين جودة الرعاية الصحية والخدمات المقدمة لمرضى السرطان في مصر، واستعراض الوسائل المعملية الحديثة المستخدمة فى تشخيص الأورام، وكذا مناقشة الأنماط المستحدثة في العلاج الإشعاعى والمناعي والكيميائى والعلاج الموجه للسرطان.
إضافة إلى استعراض آخر التطورات في علاج أورام الدم المختلفة بما فيها زرع النخاع والعلاج الخلوي لسرطانات الدم، وعقد الجلسات المتخصصة فى مجالات العلاج التدعيمى للسرطان، مثل علاج الالم والتغذية والدعم النفسي المرضي وذويهم، ومناقشة طرق النهوض بعلوم الأورام المختلفة، وتبادل الخبرات البحثية بين المؤسسات الدولية والمحلية، ووضع توصيات موحدة لتشخيص وعلاج الأورام في مصر، واستعراض المشاريع الجديدة والتطويرات والتوسعات الجارى تنفيذها فى مستشفيات المعهد المختلفة، ومدى مساهمتها فى دعم القطاع الطبي فى مصر.
المعهد القومي للأورام، يعد أكبر مركز علمي في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا متخصص في علاج مرضى السرطان، ويعد قبلة لمرضى الأورام بمختلف أنواعها، نظرا لما يضمه من قامات علمية متخصصة وإمكانيات على أعلى مستوى، ساهمت عبر الأجيال في وضع سياسة ناجحة وشديدة الفعالية في علاج ومكافحة السرطان، واستطاعت أن تبني للمعهد سمعته المميزة ومكانته المرموقة وريادته العربي
قالت سكرتير عام المؤتمر، رئيس أقسام علاج الأورام الدكتورة علا خورشيد، أن المؤتمر هذا العام يشهد حضور 30 عالما، يمثلون كبرى جامعات العالم في أوروبا وأمريكا، وحضور 10 علماء يمثلون جامعات من الدول العربية لطب وجراحات الأورام، بالإضافة لحضور رموز وخبراء طب الأورام من جامعات مصر، ويشهد المؤتمر 50 جلسة علمية و 3 ورش عمل مهمة في التشخيص والعلاج والاكتشافات الجديدة.
وذكرت أن السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريباً من كل 6 وفيات، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية .
أوضحت أن من أكثر أنواع السرطان شيوعاً سرطانات الثدي والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا، وأن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان بسبب التدخين ، السمنة وسوء التغذية ، وانعدام ممارسة الرياضة.
وطبقا للصحة العالمية فإن حالات العدوى المسبّبة للسرطان، مثل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد، مسؤولة عمّا يقارب 30% من حالات السرطان في دول المنطقة العربية وشرق المتوسط، وأنه يمكن الشفاء من مرض السرطان إذا تم الكشف عنه مبكرا.
أضافت سكرتير عام المؤتمر، أنه سوف يتم مناقشة أحدث أساليب علاج الأورام والوسائل المعملية المستحدثة فى التشخيص، وتحسين جودة الرعاية الصحية لمرضى الأورام، وطرق النهوض بعلوم الأورام المختلفة، وتبادل الخبرات البحثية بين المؤسسات الدولية والمحلية.
ذكرت أن من بين الجلسات التي سوف تعقد على مدار يومين، لكشف المبكر لعلاج الأورام واستخدام الذكاء الاصطناعي في إجراء الجراحات وأورام الجهاز الهضمي والرئة والبروستاتا وجراحة الروبوت والعلاجات الجديدة في أورام الثدي خصوصا في السن الصغير.
وأكدت أن الجلسات سوف تتضمن مناقشة علاج عقار جديد أدى إلى شفاء الأورام لأصحاب المرحلة الرابعة لسرطان الثدي المتقدم، بالاعتماد على الملف الجيني لكل مريضة، كما سوف يناقش علاجات مناعية في أنواع من أورام الثدي.
وأضافت أنه في إطار المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، تمكنت وزارة الصحة من توفير بروتوكولات علاجية جديدة لسرطان الثدي المتقدم، تتضمن توفير أحدث وأفضل الأدوية للمريضات في جميع أنحاء الجمهورية، وهو ما يمثل تقدمًا كبيرًا في ملف علاج سرطان الثدي المتقدم، خاصة خلال العامين الأخيرين، وهو ما كان حلمًا قديمًا ولكنه أصبح واقعًا الآن.
وفي جلسة أورام الرئة، يتم مناقشة كيفية استخدام العلاجات المناعية والموجهة قبل الجراحة، حتي في الأورام الصغيرة التي يتم التدخل بها جراحيا في الماضي، وقد أدى ذلك لارتفاع نسب الشفاء بصورة عالية قبل الجراحة .
ويرأس الجلسة خبير من ميلانو بجامعة فيرونا، متخصص في الجراحات الميكرسكوبية لأورام الرئة، وسوف يتحدث عن مدي التغيير الذي طرأ علي جراحات الصدر، باستخدام الجراحات الميكروسوبية، وسوف يتحدث عن جراحات الصدر والجراحات الدقيقة المتناهية الصغر، والتي تعد أحدث صيحة في علاج أورام الرئة، التي تعتمد في التشخيص على التحاليل الجينية، وتم اكتشاف أنواع أخرى، من هذا النوع الخلل الجيني، وعليه تم اكتشاف علاجات موجههة جديدة، رفعت نسب الشفاء في المرحلة الرابعة لأكثر من 80% ونسب الشفاء ل5 سنوات أكثر من 30% .
وفي جلسة أورام الجهاز الهضمي، قالت د. علا خورشيد أن استراتيجية العلاج تغيرت في العالم، وأصبح يتم إعطاء العلاجات الكيمائية والمناعية قبل الجراحة، حتي في الأورام الصغيرة في المراحل الأولى، وهذا أدى إلى رفع نسب الشفاء، وتناقش ورش العمل كيفية تشخيص الأورام عن طريق الحامض النووي عن طريق العينات السائلة بفحص الدم المعملي، وسوف يتم الإعلان عن دوائيين جديدين لعلاج أورام اللوكيميا الحادة والمزمنة، وهو عقار ذكي جديد لعلاج النوعين من اللوكيميا
ويشهد المؤتمر جلسة مهمة لمجلس الطب المصري، لوضع اطر واستراتيجيات موحدة لعلاج كل مرضى الأورام في مصر، وهناك جلسة أخرى لدعم الأطباء لرموز الوطن العربي وللتعاون الدولي والترابط العلمي والاقتصادي خصوصا لفلسطين ومرضي فلسطين، وجلسة تناقش دور المرأة في ريادة الأورام ودعمها لمواجهة التحديات.
من جانبه ذكر الدكتور طارق خيري، أستاذ جراحة الأورام ووكيل المعهد لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن مؤتمر هذا العام يسعي لتقديم توصيات موحدة للتشخيص وعلاج الأورام، انطلاقا من خصوصية وتميز معهد الأورام بخبرات كوادره التي تواكب أحدث التطورات العالمية فى مجالات علاج وجراحة الأورام، كما أننا نشكل مستقبل الأورام في مصر، ونسير جنبا إلى جنب مع العالم بكل تقنياته والتكنولوجيا الجديدة سواء في التشخيص والعلاج والجراحة، ونقدم أحدث البروتوكولات العالمية الطبية، بهدف حصول كل مريض على حقه في العلاج دون تمييز بين قادر أو غير قادر، مؤكدا على التطور الكبير الذي لحق بجراحات مثل أورام الجهاز الهضمي والرئة والثدي والبروستاتا والجراحات الخاصة بالروبوت والجراحات الميكروسكوبية، التي تمثل تقدماً كبيراً على الطرق الجراحية التقليدية، التي كانت تتطلب في بعض الأحيان اللجوء إلى عمل الشقوق الكبيرة، وفتحات في العظام، بالإضافة إلى صعوبة علاج بعض الحالات، لعدم تمكن الجراح من رؤية ما يفعله بشكل كافي، وبالتالي تعد الجراحة المجهرية أكثر دقة، وأقل توغلاً.
وتمكنت الجراحة المجهرية من مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الصدمات، والسرطان، والعيوب الخلقية في استعادة الشكل والوظيفة للأنسجة المتضررة.
وشهد المؤتمر جلسات علمية لخبراء الأورام بالعالم وورش عمل يترأسها علماء أجلاء تسلط الضوء على أحدث وسائل التشخيص والعلاج والاكتشافات والأبحاث في وجود 30 عالما من دول أوروبا وأمريكا .



