عاجل| جريمة في الفضاء العام.. سرقة بصمة الوجه
تقدمت تكنولوجيا بصمة الوجه للعالم منذ عدة سنوات، وهي تقنية تعتمد على تحليل بعض النقاط الحيوية في الوجه لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يتم استخدامه للتحقق من الهوية الشخصية.
ومع ذلك، فإن استخدام هذه التقنية للأغراض الإجرامية يمكن أن يكون مدمراً للأمن الإلكتروني والخصوصية.
وفي الآونة الأخيرة، تم الإبلاغ عن عدة حالات سرقة لبصمة الوجه للأغراض الإجرامية، حيث قام المتسللون بتسجيل البصمة باستخدام كاميرات مراقبة أو برمجيات خبيثة تم تثبيتها على الأجهزة المحمولة أو الكمبيوترات الشخصية. وتم استخدام هذه البصمات لإنشاء روبوتات على شكل الإنسان، وهذا يتيح للمتسللين تنفيذ الأنشطة الإجرامية بسهولة وبشكل متواصل دون الكشف عن هويتهم.
ومن المثير للقلق أن هذه التقنية يمكن استخدامها لتطوير أسلحة ذاتية الحركة والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للمتسللين السيطرة على هذه الأسلحة وتوجيهها بشكل مستقل، وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن العام.
والسؤال هنا: هل توافق على بيع بصمة وجهك مقابل 200 ألف دولار؟، إذا شاركت في برامج معينة أو تريند "شوف نفسك بعد 50 سنة"، أو قمت بتحويل صورتك الشخصية إلى كرتون بالذكاء الاصطناعي فلأسف بنسبة كبيرة تعرضت لسرقة بصمة وجهك، ولكن ولماذا تباع بصمة الوجه بهذه المبالغ الباهظة، كل هذا سنتعرف عليه في ذلك التقرير:
ما هي أشهر الشركات التي تقوم بشراء بصمة الوجه؟
تقوم شركات الذكاء الاصطناعي بشراء وجه البشر، لاستخدامها في تقنيات الـ "Deep Fake"، على سبيل المثال شركة "Hour One" التي تقوم بتصنيع وجه رقمية تتحدث وتتحرك عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وهناك شركة أخرى تدعى "Promobot" تقوم بشراء وجه الإنسان بـ 200 ألف دولار، مقابل التنازل عن حقوق استخدامه للأبد، حيث تستخدم بصمة الوجوه في تصنيع "روبوتات"، سيتم توظيفها في الفنادق والمولات بالمستقبل، وبالفعل قامت شركة Promobot بتصنيع الروبوت الشهير صوفيا الذي يشبه الإنسان.
ماذا فعلت تلك الشركات لجعلك تتنازل عن بصمة الوجه للأبد؟
سارعت العديد من الشركات المعروفة والمجهولة بعمل "تطبيقات" لجذب عدد كبير من المستخدمين، كما تقوم بأخذ موافقتهم أثناء الاشتراك في "الأبلكيشن" للتنازل عن بصمة وجهم للأبد.
وفي هذا السياق ، شدد مستشار الأمن السيبراني، "جيك مور"، على عدم الوثوق في أي "أبلكيشن" نقوم بالاشتراك به، حيث تتضمن سياسات الخصوصية، التي تقوم بالموافقة عليها بنفسك، على تجميع بيانات خاصة بالمستخدم وتخزينها في سيرفرات الشركة، و يقوم الكثير من الأشخاص بالموافقة على هذه السياسات بدون قرأتها.
هل تطبيق face app يسرق بصمة وجهك؟
نعم، فتطبيق face appمن أشهر البرامج الذي تخترق بياناتت المستخدم، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2017، وتم تداوله بشكل واسع جدًا واستخدمه الكثيرين، فإذا كنت منهم وقد شاركت في تريند "شوف نفسك بعد 50 سنة"، فللأسف تضم سياسات الخصوصية الخاصة بهذا البرنامج، التي قمت بالموافقة عليها، أنه بالإضافة إلى صورتك الشخصية فأن البرنامج يقوم بتجميع البيانات والمعلومات، التي تقوم بالتطوع بها، "على حد تعبير صانعي التطبيق".
يقوم هذا البرنامج بمعرفة أسمك وإيميلك ومعلومات عن المتصفح الخاص بك، علاوة على معلومات عن المواقع التي تستخدمها، وكذلك الـ "ip" الخاص بك، والأخطر أن سياسة البرنامج تقوم بمشاركة كل المعلومات التي قمت بالموافقة على جمعها عنك، مع شركاء إعلانات، لذلك تظهر لك الإعلانات في الأبلكيشن مناسبة لك.
كشف مطور البرمجيات، "جوشوا نوزي"، إن أبلكيشن "فيس آب" بيأخذ جميع الصور الموجودة على جهاز ويرفعها على سيرفراته، بدون أي إذن من المستخدم، حتى لو قرر المستخدم بحذف البرنامج ستظل الصور وذذالمعلومات الخاصة بجهاز المستخدم موجودة على سيرفرات الشركة، وإذا رغب المستخدم في حذف بيانته سيمر بعملية صعبة ومعقدة للغاية، فيجب أن يقوم بالتواصل مع إدارة الشركة ، كما هو الحال بالأبلكيشنز التي تقوم بتحويل الصور الشخصية إلى صور كرتونية.

هل تستطيع التطبيقات تهديد الأنسان؟
أكد الباحث "كيري بومان" خبير الأخلاقيات البيولوجية في جامعة "Torronto"،، أن يمكن يتم تهديدك من "التطبيقات" التي تستخدمها، هذا ما كما حذر من وضع صورتك الشخصية في أي أبلكيشن أو قاعدة بيانات مجهولة، وغير معروف هوية المتحكم فيها.
وبدوره، أشار "أندرو كاوتس"، خبير الأمن السيبراني، إلى أنه من المستحيل معرفة ماذا يحدث بالصور التي يتم تجميعها من المستخدمين عقب تحميلها على الأبلكيشن، مما يعني أن سياسات الخصوصية لا تضمن الأمان.
ماذا فعلت الدول والحكومات لتجنب هذه المحاظر؟
1. طلب السناتور تشاك شومر من لجنة التجارة الفيدرالية التحقيق في الممارسات التجارية وعلاقة FaceApp بالحكومة الروسية، وأبلغت اللجنة الوطنية الديمقراطية المرشحين لعام 2020 للرئاسة بعدم استخدام التطبيق في حملاتهم، وتأتي المخاوف بعد مرور أكثر من عام على قيام المستشار الخاص روبرت مولر بتوجيه الاتهام لأكثر من عشرة مواطنين روس بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. 2. وبحسب موقع " ذي ايكونوميك تايمز"، حجبت الصين استخدام خاصية بصمة الوجه بسبب التشابه الكبير بين الأشخاص في عدد من المدن الصينية، بينما تستخدم بعض المناطق فى بكين تقنية كاميرات المراقبة للردع من عملية السرقة. 3. تعاملت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية مؤخرًا مع سرقة البيانات البيومترية، والتي من المفترض أنها تقدم أفضل مستوى من حماية البيانات، وربما أفضل من معظم البائعين.
خسار بمليارات بسبب الاختراق لبصمة الوجه: في عام 2018، تسببت عمليات الاحتيال الالكتروني في خسائر تبلغ 800 مليار فرنك سويسري في جميع أنحاء العالم، والسبب وراء 80٪ من الحالات كان انتحال الشخصية أو اكتشاف كلمة السر الخاصة بالمستخدِم"، كما أشار كريستوف رومِيّاي، المدير التنفيذي والمؤسِّس لشركة، التي مقرها في مدينة لوزان. وأضاف أنه: "لسوء الحظ، لم يتطوّر أمن الفضاء الالكتروني، خاصة التوثّق من هوية المستخدِم، بنفس وتيرة تطوّر العالم الرقمي، فتحوّلت الجريمة إلى الجريمة السيبرانية "الالكترونية"، حيث تقل احتمالية وقوع المنظمات الإجرامية والمحتالين في قبضة العدالة".
هذه الحقيقة أكدها المركز الوطني لأمن المعلومات، الذي أنشأته الحكومة السويسرية منذ عام 2004 لمكافحة جرائم الإنترنت، والذي تكتسب تقاريره نصف السنوية أهمية متزايدة، وتصبح بمرور الوقت أكثر طولا، وكذلك الأمر بالنسبة لقائمة الهجمات والأدوات التي يطوّرها المحتالون، سواء البسطاء منهم الذين يمارسون ألاعيبهم كهواية، أم الأشخاص أصحاب النوايا الخبيثة الذين يسعون إلى الإضرار بغيرهم أو بالبنية التحتية والخدمات العامة، فضلا عن المنظمات الإجرامية التي تمارس الشر الحقيقي بشكل منظم وعلى أعلى المستويات.
ماذا يحدث بعد سرقة بصمة الوجه، بسبب استخدام فلاتر التطبيقات؟ • التلاعب بالهوية: يمكن للأشخاص الذين يستخدمون الفلاتر التي تغير مظهرهم بشكل كامل، التلاعب ببصمة الوجوه، واستخدامها لغرض غير مشروع، مثل: الوصول إلى الحسابات المحمية، أو التلاعب بالهوية الرقمية للأفراد. • الاستغلال في التعرف على الوجه: قد يستغل المهاجمون استخدام الفلاتر والتلاعب الرقمي؛ للتعرف على الوجه، للوصول إلى الأنظمة الأمنية أو الأماكن المحمية، فيمكنهم استخدام صورة معدلة لشخص ما بهدف التمويه، والتلاعب بأجهزة التعرف على الوجه. • الاختراق السيبراني: قد يتم استهداف الأنظمة، التي تعتمد على تقنية بصمة الوجه، واستخدام الفلاتر بواسطة القراصنة الإلكترونيين؛ للوصول إلى البيانات الحساسة أو التلاعب بها، ويمكن للقراصنة استخدام الفلاتر لإنتاج صورة وهمية لبصمة الوجه، واستخدامها في الاعتداءات السيبرانية، أو الاحتيال الإلكتروني.
• التلاعب بالأدلة الجنائية: في بعض الحالات القانونية، يعتمد التحقيق على بصمة الوجه كدليل جنائي. ومع استخدام الفلاتر والتلاعب الرقمي، يمكن للمجرمين تغيير مظهرهم، وتشويه الأدلة الجنائية المرتبطة ببصمة الوجه، ما يؤثر على العدالة والقانون.
كيفية الحد من مخاطر سرقة بصمة الوجه؟
• توعية الجمهور: يجب أن يكون الناس على دراية بالمخاطر المحتملة، وأن يتعلموا كيفية التعامل بحذر مع الصور والفيديوهات المعدلة، والتحقق من هوية المصدر قبل الاعتماد عليها.
• تحسين أمان التطبيقات: يجب على شركات التكنولوجيا والمطورين تعزيز أمان تطبيقات التعرف على الوجه، وتحسين الخوارزميات.
• مراقبة التطورات التكنولوجية: تنبغي مراقبة التطورات التكنولوجية، والبحث عن حلول أمنية جديدة؛ لمواجهة التهديدات المستقبلية المحتملة.
وقام مسلسل "Black Mirror" بتجسيد الأمر في شكل قصة في حلقة من الموسم الاخير له، والتي تدور أحداثها عن سيدة تتفاجأ بأن قصة حياتها تعرض على شاشات التلفزيون ويشاهد العالم كله تفاصيل حياتها الشخصية، وعند محاولتها اللجوء للقانون تكتشف أنها متنازلة عن حقوق النشر بكامل إرادتها، لذا يجب عليك قراءة سياسة الخصوصية لأي "أبلكيشن" قبل الموافقة عليها.



