السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

‏لقد تحول الشرق الأوسط مرة أخرى إلى برميل بارود من التوترات الجيوسياسية، حيث تؤدي التصرفات العدوانية التي تقوم بها إسرائيل إلى تضخيم خطر نشوب صراع أكبر. وقد حظي الوضع باهتمام كبير مع انضمام حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وإيران إلى المعركة، مما يزيد من المخاوف بشأن اندلاع حريق إقليمي أوسع نطاقا.

‏‎

ويقول المنتقدون إن تصرفات إسرائيل في غزة تعكس نمطاً من القوة غير المتناسبة، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين ودمار واسع النطاق. وأثارت العمليات العسكرية التي تقوم بها حليفة الولايات المتحدة إدانة دولية، حيث أكد البعض أن النهج الإسرائيلي يؤدي إلى تفاقم التوترات في منطقة مضطربة بالفعل. ولم يؤد هذا الموقف العدواني إلى توتر العلاقات مع الفلسطينيين فحسب، بل أثار أيضًا تساؤلات حول التداعيات الأوسع على الاستقرار في الشرق الأوسط.

 

‏‎ويضيف دخول حزب الله إلى الصراع طبقة جديدة من التعقيد. ومع وجود معقله في لبنان، فإن تورط الجماعة يثير مخاوف من اتساع الجبهة. إن العداء التاريخي بين إسرائيل وحزب الله يزيد من تفاقم الوضع، مما قد يجر لبنان إلى مواجهة مباشرة. إن شبح صراع إقليمي أوسع يلوح في الأفق مع تبادل حزب الله وإسرائيل التهديدات والأعمال الاستفزازية.

 

‏‎وفي اليمن، كان الحوثيون، المدعومون من إيران، بمثابة شوكة مستمرة في خاصرة الاستقرار الإقليمي. ومع استمرارهم في مقاومة قوات التحالف، يأخذ الصراع بعدًا عابرًا للحدود الوطنية. إن دعم إيران الحوثيين يضيف الوقود إلى النار، مما يؤدي إلى تعميق خطوط الصدع داخل الشرق الأوسط. ويكمن الخوف في أن يصبح اليمن ساحة معركة أخرى في الصراع الأوسع على النفوذ بين القوى الإقليمية.

 

‏‎ الدعاية وحرب المعلومات 

 

‏‎مع تصاعد التوترات، يصبح المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط ساحة معركة في حد ذاته. يتم تشكيل الروايات، ويتم استخدام المعلومات كسلاح لحشد الدعم والتعاطف. إن تورط لاعبين أقوياء مثل إيران يثير مخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة والدعاية، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وسط ضباب الحرب. إن احتمال نشوب حرب معلوماتية إلى جانب الصراع المادي يضيف بعداً جديداً للأزمة الإقليمية.

 

‏‎ومع تورط العديد من الجهات الفاعلة، يصبح الشرق الأوسط حقل ألغام دبلوماسيا. ويشكل خطر التصعيد غير المقصود وتورط القوى العالمية تحديات أمام الدبلوماسية الدولية. ومع اقتراب الصراع من حريق أكبر، يراقب العالم بقلق، مدركاً التداعيات المحتملة على الأمن والاستقرار العالميين.

 

‏‎في الختام، فإن الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل، إلى جانب تورط حزب الله والحوثيين في البيت وتلويح وإيران بالمشاركة، ترسم صورة قاتمة للشرق الأوسط. إن احتمال نشوب صراع أكبر وأكثر تعقيداً يثير تساؤلات ملحة حول الحلول الدبلوماسية والدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في منع برميل بارود إقليمي من الانفجار إلى أزمة شاملة.. إن أعين العالم تتجه نحو الشرق الأوسط، على أمل وقف التصعيد وإيجاد الطريق نحو السلام الدائم.

 

تم نسخ الرابط