إحسان عبد القدس.. فارس الكلمة الحالم النبيل
استطاع بأسلوبه الروائي المتميز أن يصل إلى العالمية، وترجمت 65 رواية من رواياته إلى عدة لغات أجنبية، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.

إنه الكاتب والروائي احسان عبد القدوس، الذي ولد في الأول من يناير عام 1919، في فترة توهج الحركة الوطنية المصرية في جميع المجالات، يغذيها الحماس الوطني في مقاومة المحتل البريطاني الذي غزا مصر عام 1882بمباركة الخديوي العثماني توفيق. واستطاع عبد القدس أن يتشبع من كبار رجال السياسة والأدب نظرًا لأنه أبن السيدة العظيمة فاطمة اليوسف مؤسسة مجلة روزاليوسف وصباح الخير" وجريدة روزاليوسف اليومية الذي أعاد إصدارها الراحل الكاتب الصحفي عبدالله كمال عام 2005.
ويعتبر عبد القدوس احسان أكثر كاتب وروائي تحولت قصصه إلى أفلام سينمائية ومسلسلات في تاريخ السينما والتلفزيون، حيث تحولت 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات تحولت لمسلسلات إذاعية، و10 روايات تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية.
ومن أبرز الروايات التي تحولت إلى أفلام "لا أنام، لا تسألني من أنا، أنا حرة، و ويا عزيزي كلنا لصوص" ومن أبرز الروايات التي تحولت إلى مسلسلات "لن أعيش في جلباب أبي، دمي ودموعي، وابتسامتي" و رواية " في بيتنا رجل " تحولت إلى مسرحية و "قلبي ليس في جيبي، "وادي الغلابة " تحولت إلى مسلسلات إذاعية . شارك عبد القدوس في كتابة السيناريو والحوار للكثير من القصص التي تحولت لأعمال فنية منها "لا تطفئ الشمس" ،"إمبراطورية ميم"، و"أبي فوق الشجرة".
رحل إحسان عبد القدوس فى 11 يناير عام 1990، تاركًا كنزًا من الروايات والقصص بلغت أكثر من 600 رواية وقصة مازالت حتى الأن متعلقة فى أذهان الجمهور والقراء. وكانت لنشأة الكاتب احسان أثر كبير على اسلوبه وكتاباته فهو ابن محمد عبد القدوس الذي كان ممثلاً ومؤلفاً مصريا ومهندسا للطرق والجسور، ووالدته هي السيدة فاطمة اليوسف وهي لبنانية الأصل ولدت في إحدى قرى لبنان، وهي مؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير.
ونشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده “أحمد رضوان”، وكان جده من خريجي الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، وفي الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز، سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.
ويقول احسان "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني، حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه" تخرج إحسان فى كلية الحقوق عام 1942، ولكنه لم يعمل فى المحاماه فترة طويله واتجه إلى الصحافة فتولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وهو فى عمر 26 عاماً، ثم استقال ليتولى رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى عام 1968، ثم عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974، وأثناء توليه كسر التوزيع حاجز المليون نسخة وكانت أول مرة في تاريخ الصحافة، وكان له مقالات سياسية عرضته للسجن والاعتقالات.
وحصل عبد القدوس على عدة جوائز وأوسمة منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وسام الجمهورية، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب و الجائزة الأولى عن روايته "دمي ودموعي وابتسامتي" عام 1973،و جائزة أحسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي".



