"الاستغفار" من أهم العبادات التي أمرنا الله تعالى بها، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحثنا على الاستغفار منها قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا".. (سورة نوح).
كما ورد الاستغفار في أحاديث نبوية كثيرة، منها: "قال رسول الله ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
مفهوم الاستغفار في الاصطلاح الشرعي، هو طلب الصفح والمغفرة من الله عز وجل، عن الذنوب والمعاصي التي اقترفها العبد، وذلك عن طريق ألفاظ الدعاء والرجاء والتضرع إلى الله، والمغفرة هي الستر والتجاوز عن الذنب.
للاستغفار أهمية كبيرة وفضل عظيم في الدنيا والاخرة، فهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، لذلك أمر الله تعالى عباده بأن يستغفروا كثيرًا، ومن أهم آثار المداومة على الاستغفار "نيل محبة الله تعالى، ومغفرة الذنوب، وزيادة الرزق والبركة فيه، وكثرة الخير، والنجاة من الهموم والأحزان، ودفع البلاء والشدة، فضلا عن تطهير القلب والروح، وبلوغ السعادة والطمأنينة، والرفعة في الدنيا والآخرة، والنجاة من عذاب الله تعالى، وهو سبب في دخول الجنة.
ينقسم الاستغفار إلى قسمين، الأول هو طلب المغفرة من الله تعالى عن جميع الذنوب والمعاصي، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ظاهرة أو خفية ويسمى الاستغفار العام.
أما النوع الثاني، فهو طلب المغفرة من الله تعالى عن ذنب معين، وهو يطلق عليه "الاستغفار الخاص"، والنوعان إما عن طريق "الاستغفار اللفظي"، وهو قول الإنسان: "أستغفر الله" أو "اللهم اغفر لي"، أو عن طريق" الاستغفار القلبي وهو ندم الإنسان على ذنبه، وعزمه عدم العودة إليه وتكراره مرة أخرى.
"الاستغفار".. لا توجد له صيغة معينة، ويجوز للإنسان أن يستغفر بأي صيغة وبأي أسلوب كما يشاء، ولكن من أفضل صيغ الاستغفار التي وردت عن النبي ﷺ: "أستغفر الله العظيم"، "اللهم أستغفرك من كل ذنب أذنبته، عمداً أو خطأ، في ستر أو علانية، في غفلة أو إصرار"، "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وأخره سره وعلانيته"، "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" (سيد الاستغفار).
كما أن الاستغفار ليس له وقت أو مكان محددين، ولكن هناك أوقاتاً يستحب فيها الاستغفار أكثر من غيرها منها: "قبل الصلاة وبعدها، وفي السجود، وعند الآذان والإقامة، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند رؤية هلال رمضان، وفي العشر الأواخر من رمضان، وفي نهاية ركعة الوتر بصلاة التراويح، ووقت نزول المطر ... وغيرها من أوقات مختلفة على مدار الساعة.
"الاستغفار" هو مفتاح سعادة لمن لزمه، وداوم عليه، كما يعد البوابة الرئيسية للتقرب إلى الله عز وجل، وينبغي أن يحرص كل إنسان على هذه العبادة في كل وقت وحين.
وأخيرًا من منا لا يحمل في قلبه أمنيات يرغب في تحقيقها، فهناك من يريد تفريج الهموم والكروب، وفرحة تدخل القلوب، وستر العيوب، أمنيات وآمال كثيرة يتمناها الإنسان لا تتحقق، إلا بمشيئة الله تعالى، وبالاستغفار.. "أستغفر الله".



