السيارات الكهربائية.. رواتب المديرين تقفز ملايين الدولارات وتسريح جنوني للعمالة
في الوقت الذي يعيش كبار المسؤولين في صناعة السيارات الكهربائية أوقات تاريخية بعد أن قفزت رواتبهم إلى ملايين الدولارات، ينتظر الكثير من العاملين بالصناعة التقليدية حالة من الرعب بسبب اندفاع العديد من الشركات الكبرى للتحول إلى الكهرباء، وتسريح عدد ليس قليلا من العمالة، لانتهاء صلاحيتهم للمهام الجديدة، ورغبتهم في جلب أصحاب المهارات المتفردة لمواجهة ضغوط المناسبة، وزيادة التكاليف، والركود الاقتصادي العالمي.
تسريح العمالة في قطاع السيارات عرض مستمر
وخلال الأعوام القليلة الماضية، أقدمت عدد من الشركات على تسريح أعداد كبيرة من العاملين، منهم شركة فولفو التي سرحت 1300 موظف في الصين، وخرجت انباء تؤكد أن نطاق تسريح العمال يسشمل حوالي 6% من القوى العاملة في فولفو مقابل الاستثمار في المواهب والتكنولوجيا الضرورية والمعدات ذات الصلة لتحقيق هدف كهربة 100٪ .
نفس الأمر قامت به شركة جنرال موتورز في الولايات المتحدة التي سرحت 500 موظف، وأصدر أردن هوفمان، كبير مسؤولي شؤون الموظفين في الشركة، خطاباً داخلياً يكشف فيه عن هدفه إلى خفض التكاليف بمقدار ملياري دولار أخرى حتى 2025 .
بينما قالت شركة صناعة السيارات الأمريكية فورد إنها ستسرح 3800 شخص في أوروبا بحلول 2026 وهو ما يمثل حوالي 11% من إجمالي القوى العاملة في الشركة، ومن المتوقع حدوث موجة أخرى من تسريح العمال في الولايات المتحدة.
كما أغلقت شركة ستيلانتيس لصناعة السيارات المتعددة الجنسيات مصنع جيب في ولاية إلينوي الأمريكية في مارس من العام الماضي، مما أدى إلى تسريح أكثر من 1200 عامل إلى أجل غير مسمى.
وتتعدد أسباب موجة تسريح العمال في مصانع السيارات، خاصة الانكماش الاقتصادي العام وتقلب أسعار المواد الخام الناجم عن الوضع الدولي، لهذا تعاني شركات تصنيع السيارات من التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، لكنها لا تزال تسعى جاهدة لتطوير السيارات الكهربائية.
ونتيجة لذلك، بدأت شركات السيارات في تسريح الموظفين من خلال عمليات الاستحواذ أو التسريح المباشر للعمال، ويرى كريس مكارثي، الرئيس العالمي لقسم النقل في شركة نورث هايلاند للاستشارات الإدارية، أن تسريح العمال في صناعة السيارات خلفها أن وظائف معينة في عملية إنتاج المركبات النفطية التقليدية يتم استبدالها بوظائف جديدة مطلوبة لإنتاج المركبات الكهربائية، وبالتالي خبرات الوظائف القديمة لم تعد مطلوبة، ويجب استبدالها بخبرات جديدة، وبعد موجة تسريح العمال، من المتوقع ظهور العديد من الوظائف الشاغرة غير المسبوقة.
أسباب القفزات الضخمة في رواتب المديرين
وقال مكارثي إن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى تسمح لعدد أقل من الأشخاص بالقيام بالمزيد، خاصة في صناعة السيارات، التي لا تزال بحاجة قوية إلى موظفين ذوي مهارات في كتابة البرمجيات والهندسة، ولهذا السبب صعدت مرتبات كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة السيارات الأمريكية وقفزت رواتبهم إلى ملايين الدولارات وفقًا لهيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية.
في المقابل تم تخفيض أجور ما يقرب من 160 ألف عامل في صناعة السيارات بالولايات المتحدة وكندا من قبل كبار المسؤولين التنفيذيين، مما أدى إلى نزاعات غير عادلة، بسبب الخطوة التي تهدف إلى تطفيش العمالة بطريقة أو بآخرى .



