ذكري رحيل عتريس السينما المصرية.. لمحة من حياة العملاق محمود مرسي
رغم مرور 20 عامًا على ذكرى وفاة الفنان محمود مرسي والذي رحل عن الحياة في مثل هذا اليوم 24 إبريل عام 2004 عن عمر ناهز 81 عامًا، إلا أنَّه مازال حاضرًا بفنه وأعماله التي تجاوزت 85 عملًا خلال مشواره الفني الذي بدأه مع ستينيات القرن الماضي.
بهدف إبراز القدوة الفنيه للأجيال الحالية والقادمه يؤرخ المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبيه برئاسه الفنان القدير ايهاب فهمي يوم ٢٤ إبريل تخليدا لذكري رحيل الأستاذ والفنان القدير محمود مرسي، رحمه الله، حبث يعد أحد العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري بما قدمه من أعمال أثرت في وجدان الشعب المصري.
نشأته
يعد الفنان محمود محمد حسين مرسي من مواليد مدينة الإسكندرية، وهناك درس في مدارسها حتى التحق بالمدرسة الثانوية الداخلية وهي المدرسة الإيطالية، وبعد أن أنهى دراسته بها ألتحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وتخرج من قسم الفلسفة.
طفولته:
لم تكن طفولة الفنان محمود محمد حسين مرسي، الشهير بمحمود مرسى وردية لكنها كانت صعبة وقاسية.. ولد فى 7 يونيو عام 1923 بمدينة الإسكندرية، لأب يحمل لقب البكوية، ويعمل فى المحاماة، وكان نقيباً لمحامى الإسكندرية، وعضو مجلس الشيوخ، وعاشقاً للفن، لذا كان يعقد صالوناً ثقافياً كل أسبوع بمنزله، يحرص خلاله أن يجمع فيه صفوة القوم والبلد وأيضاً نجوم الفن فى ذلك الزمن، ولكن لم تكن حياة الطفل محمود مرسى وردية.
رحلته مع الحياة:
عمل محمود مرسى بعد التخرج مدرسا لكنه ما لبث أن استقال وسافر إلى فرنسا والتي درس بها الإخراج السينمائي وذلك في معهد إيديك الدراسات العليا السينمائية بباريس، ونفذ ماله بعد أن أمضى في فرنسا خمس سنوات فانتقل إلى لندن وعمل هناك في إذاعة بي بي سي البريطانية، ولكن بعد تعيينه بعدة أشهر وقع العدوان الثلاثي على مصر فقرر مرسي العودة إلى وطنه.
بعد عودة مرسى إلى مصر، عمل في البرنامج الثاني بالإذاعة المصرية ثم عمل مخرجاً بالتلفزيون المصري، وفي المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة عين محمود مرسي مدرساً.
بداية مشواره الفني في عام 1962 وذلك عندما شارك في فيلم "أنا الهارب" مع فريد شوقي وزهرة العلا ويوسف شعبان وإخراج نيازي مصطفى.
يظل دوره «عتريس» الطاغية في فيلم «شىء من الخوف» علامة فارقة في السينما المصرية، ومحفورا في ذاكرة مشاهدي السينما وفى مسيرته أيضا حين خرج أهالى القرية ثائرين على استبداده وقهره وانفض رجاله من حوله، هذا هو الفنان القدير محمود مرسى «الأستاذ».
أعماله الفنية:
بعد ذلك شارك في فيلم المتمردة في عام 1963، وفي نفس العام قدم فيلمي "الليلة الأخيرة" و"الباب المفتوح" مع فاتن حمامة، وانطلق بعد ذلك بمشاركة في العديد من الأفلام منها "أمير الدهاء"، "العنب المر"، "الخائنة"، "فارس بني حمدان"، "ثمن الحرية"، "الليالي الطويلة"، "السمان والخريف"، حتى قدم فيلمه الشهير "شيء من الخوف" مع شادية وتجسيده شخصية عتريس وأصبح بعده واحداً من أبرز نجوم السينما.
ومن أبرز الأفلام التي قدمها محمود مرسى خلال مشواره "فجر الإسلام"، "أغنية على الممر"، "زوجتى والكلب"، "ليل وقضبان"، "امرأة عاشقة"، "أبناء الصمت"، "طائر الليل الجزين"، "سعد اليتيم"، "من يدفع الثمن" وغيرها، أما في الدراما فقدم عدد من المسلسلات البارزة أهمها "إني راحلة"، "الليلة الموعودة"، "رحلة السيد أبوالعلا البشري"،"بين القصرين"، "قصر الشوق"، "العائلة"، "لما التعلب فات".
كما قدم محمود مرسى خلال مسيرته الفنية والتي وصلت إلى ما يقرب من خمسين عاماً 99 عملاً ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات إذاعية وتليفزيونية ومسرحية بالإضافة إلى الأعمال التي قام بإخراجها، ولكنه كان دائماً ما يهتم بالنص والهدف أو الرسالة التي تتضمنها العمل.
مواهبه:
لم تنحصر موهبة الفنان محمود مرسى الفنية على التمثيل الذي اكتشفه متأخراً فى سن الأربعين عاماً، أو على ما درسه فى الإخراج السينمائي، بل كانت له تجارب فى الإخراج المسرحى التليفزيونى بدأها عام 1960 بالمسرح العالمى من خلال مسرحية «بيت برنارد ألبا» للمؤلف الأسبانى جارسيا لوركا وأخرجها للمسرح فتوح نشاطى ولعب بطولتها الفنانة القديرة أمينة رزق، والوجوه الجديدة الصاعدة آنذاك سهير البابلى ونادية رشاد وإحسان شريف، كما أخرج أيضاً للتليفزيون مسرحية «القضية» تأليف لطفى الخولى وأخرجها للمسرح عبدالرحيم الزرقاني.
في 24 إبريل عام 2004 تعرض الفنان القدير لأزمة قلبية حادة أثناء وجوده في محافظة الإسكندرية، ليتوفى في الحال عن عمر يناهز 80 عاما،وترك لنا مسيره عظيمة من أعماله المقربه لقلب الجمهور العربي ويظل اثره حاضرا رغم الغياب.



