الاتحاد العام للصحفيين السودانيين: الميليشيات المتمردة دمرت وسائل الإعلام وهجرت ألف صحفي
يحي الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به الصحفيون واتحاداتهم وهيئاتهم ومنظماتهم ونقاباتهم عبر العالم وهو يصادف الثالث من مايو من كل عام منذ أن اعتماد الأمم المتحدة - اليونسكو هذا اليوم في اجتماع ويندهوك في ناميبيا عام 1993م ، ونالت إفريقيا شرف أن تكون قاعدة الانطلاق للاحتفال بهذا اليوم.
وقال بيان صادر عن الاتحاد اليوم: رغم أجواء الاحتفال والاحتفاء وإحياء هذا اليوم الذي تسوده أجواء وفعاليات متنوعة يقيمها وينظمها الصحفيون في مواقعهم المختلفة وفي عديد البلدان، إلا أن هذه المناسبة تمر على الصحفيين السودانيين بذكرى أليمة وفاجعة منذ العام الفائت حيث بدأت الحرب في إبريل 2023م، وتسببت هذه الحرب في استشهاد ووفاة عدد من الصحفيين السودانيين، وتشريد الآلاف من منازلهم وتهجيرهم تهجيراً قسرياً عن مناطقهم وبيوتهم، ويوجد الآن كلاجئين ما يزيد علي (1000) من الصحفيين السودانيين متواجدين في دول الجوار والمحيط العربي والافريقي وأقطار أخرى، ويتواجد عدد مماثل لهذا في مدن السودان الأخرى كنازحين.
وأضاف البيان خلفت الحرب دماراً شاملاً في مؤسسات العمل الإعلامي مثل محطات التلفزة والراديو ، فقد تم احتلال المقر الرسمي لتلفزيون وإذاعة السودان الرسمية الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وتم تدميرها تدميراً كاملاً وكانت تبث منها عدة قنوات وإذاعات (8) قنوات فضائية) و(10) محطات راديو عامة ومتخصصة، بجانب ذلك تم احتلال دور ومقرات ما يقارب (30) محطة تليفزيونية و (70) إذاعة خاصة نهبت بالكامل ودمرت مقراتها بواسطة قوات المليشيا المتمردة، كما توقفت بسبب الحرب 44 صحيفة يومية سياسية ورياضية واجتماعية واقتصادية وصحف ولائية، وفقد ما يزيد عن الثلاثة آلاف صحفي وصحفية عملهم في وسائل الإعلام المختلفة من قنوات فضائية وتليفزيونية وصحافة ومواقع الكترونية.
وشدد البيان: في ولايات السودان المختلفة توقفت محطات التليفزيون والإذاعات الولائية، وتوقف عمل مراسلي الصحف والقنوات الفضائية واستهدف الصحفيون من طرف قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، كذلك لم يعد في مقدور المراسلين المعتمدين في الخرطوم ومدن سودانية أخرى من مواصلة مهامهم في متابعة أعمالهم الصحفية إلا في مناطق سيطرة الجيش، وأصبح العمل الصحفي جريمة تعاقب عليها قوات الدعم السريع المتمردة، وقد ارتكبت هذه القوات عمليات قتل ممنهجة ضد الصحفيين، وتعرض عدد كبير من الصحفيين السودانيين للتعذيب والضرب وسلب الممتلكات.
وأكد البيان: خلال العام الفائت رصد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين هذه الانتهاكات ضد حرية الصحافة والصحفيين وأصدر تقارير وبيانات حيالها، وتم التعاون مع المنظمات الصحفية الدولية في مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين والفيدرالية الأفريقية للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب واليونسكو ومنظمات دولية أخرى، في متابعة وتنسيق العمل لوقف هذه الانتهاكات وعدم إفلات مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين من العقاب، بجانب ذلك فقد عدد من الصحفيين السودانيين حياتهم في مناطق نزوحهم داخل البلاد بسبب غياب العناية الطبية وعدم تمكنهم بسبب الحرب الحصول على الأدوية والعلاج.
وأضاف البيان: مع تواصل الانتهاكات الآن، فإن الاتحاد العام للصحفيين السودانيين وهو يُحي هذه المناسبة يناشد المنظمات الصحفية الدولية، والمنظمات الحقوقية العالمية بالعمل معاً لوقف جرائم الحرب والانتهاكات ضد الصحفيين والبحث عن السبل الكفيلة بدعم وتقوية الصحفيين السودانيين خاصة الذين فقدوا أعمالهم والاسراع في قيام صندوق دعم الصحفيين السودانيين، ومساعدة الاتحاد في ملاحقة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الصحفيين في السودان والمساهمة في مشروعات ومبادرات الاتحاد لاستعادة واستئناف العمل الإعلامي والصحفي المتوقف في البلاد.
وأعلن الاتحاد عن تضامنه الكامل ووقفته الصلبة مع الصحفيين الفلسطينيين، ويحي الشهداء منهم في الحرب الصهيونية على قطاع غزة وتضحياتهم الباسلة من أجل الحقيقة والكلمة، كنا نحب كل ضحايا الحروب والانتهاكات والاخفاء القسري والتعذيب في كل أنحاء العالم من الصحفيين.



