الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

محطات في حياة أمير شعراء الرفض.. أمل دنقل في ذكرى رحيله

الشاعر أمل دنقل
الشاعر أمل دنقل

تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر الراحل أمل دنقل، صاحب أبيات: "لا تُصالح، ولو منحوك الذّهب، أترى حين أفقأُ عينيك ثم أثبّت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟ هي أشياء لا تُشترى»، أبيات من أشهر القصائد التي كتبها الشاعر المصري أمل دنقل، نستعيدها في ذكرى رحيل شاعر الرفض، الذي رفض التصالح مع إسرائيل واعترض على توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، بعد أن نظم قصيدته «لا تصالح» التي رفض بها التطبيع مع إسرائيل.

 

نجح أمل دنقل في التعبير عن صعيد مصر، ووصف أهل بلده، من خلال قصيدته الجنوبي، التي مست مشاعر كل من قرأها، واختتمها بهل نريد قليلًا من الصبر؟ لا، فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه، يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة والأوجه الغائبة.

 

نشأته:

 

ولد في عام 1940 بقرية "القلعة"، مركز "قفط" بمحافظة قنا" في صعيد مصر، كان والده عالمًا من علماء الأزهر، حصل على "إجازة العالمية" عام 1940، فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمنًا بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام.

 

فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة، ترك والده المتوفى له ولعائلته بيتًا صغيرًا يقطنون في طابقٍ منه ويؤجرون الطابق الثاني، وهذا ما مكّنهم من العيش دون الحاجة لمساعدة الآخرين.

 

مسيرته التعليمية:

 

أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا، والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفًا بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفًا بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي، لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". 

 

نهجه الشعري:

 

استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد فى هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم فى تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بهزيمة 1967.

 

 

كتب أمل دنقل العديد من القصائد القوية التي يرددها المثقفون مثل "لا تصالح، كلمات سبارتاكوس الأخيرة" وغيرها من القصائد.

 

بعد نَكسة 67 كَتب قصيدَته المشهورة "البكاءُ بين يديْ زرقاء اليمامة"، عبّرَ فيها بحُرقة شديدة عن حُزنه وصَدمته من هزيمة العرب المُذلّة في الحرب ضد إسرائيل، ولأنه يحملُ هُموم الأمة ويُؤرقُه مَصيرُها، كما يجبُ على أيّ شاعر أن يكون، فقد رفضَ توقيعَ السادات لاتّفاقيةِ كامب ديفيد عام 1978وكَتب قصيدته الرافضة للتطبيع "لا تُصالح"، جاء فيها:

لا تُصالح

ولو منحوك الذّهب

أترى

حين أفقأُ عينيك

ثم أثبّت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تُشترى

لم ينقطعْ شعرُ أمل دنقل حتي في أيامه الأخيرة، ولم يجفّ قلمه رغم معاناته الشديدة مع المرض، وظلّت أنامله تبدع من جميل الشعر وبَديعِه إلى آخر نفَس، ذاك هو الشاعر الحقيقي أصيل المعدن، لا تهزّه الصدماتُ ولا يلتفتُ لنفسه بقدر ما تشغله همومُ المجتمع، فينسى آلامَه وهو يرى أوجاعِ الناس في كل مكان فرحل وترك لنا ثروة حقيقية مليئه بالعطاء، إنه الراحل العظيم أمل دنقل.

تم نسخ الرابط