«بنات البرشا» من مسرح الشارع لمنصات التتويج العالمية.. التفاصيل الكاملة

الصعايدة وصلوا، أو مرة واحدة صعيدية، كلها كلمات وجمل أخذها البعض في بعض النكت التي كانت دائما يرددها البعض عن الصعايدة، ولكن هذه المرة الصعايدة وصلوا جملة حقيقية جسدتها فتيات من ذهب وصلوا بأقل الإمكانيات وبدون لجان فيسبوكية لمنصات التتويج العالمية، عرضوا فنهم ببساطة شديدة وبدون إمكانيات تذكر، تنافسوا مع أفلام عالمية ولكنهم استحقوا التكريم عن رائعة جديدة يقدمونها وهو فيلم "رفعت عيني للسما". 

وحصد الفيلم جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته 77 ليثبت فتيات البرشا ونجوم فريق بانوراما البرشا أن المحلية كانت طريقهن للعالمية. 

وفيلم " رفعت عيني للسما" يعتبر أول فيلم تسجيلى مصري يشارك فى هذه المسابقة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنه العمل التسجيلى الوحيد المشارك فى مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحدًا من ضمن 7 أفلام فقط تنافست على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، جائزة التوزيع. 

والفيلم يجسد بطولته فريق مسرح بانوراما برشا، وهن ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون، ويوستينا سمير، مؤسسة الفريق، ومن إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وتدور أحداثه حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية، وعرض مسرحياتهت المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى، بشوارع قريتهن الصغيرة بمركز ملوى، لتسليط الضوء على القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر، والعنف الأسرى، وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تصل إلى عنان السماء. 

فرحة كبيرة 

حالة من الفرحة شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي وأيضًا على المستوى الرسمي من خلال المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسى، والذي تقدم بالتهنئة إلى أسرة فيلم  "رفعت عينى للسما" بعد حصوله على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كان السينمائي.

وأكدت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومي للمرأة، عن سعادتها وفخرها بالنجاح الكبير الذي حققه الفيلم وحصوله على الجائزة، ليكون بذلك أول فيلم مصري يفوز بها منذ تأسيسها، مشيدة بفكرة العمل التي تتناول قصة مجموعة من الفتيات يعملن على إحياء الفلكور الشعبى الصعيدي فى قريتهم بمحافظة المنيا من خلال مسرح الشارع ودورهن فى تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة، مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا المهمة.

رحلة كفاح 

الفرحة بالنسبة لفريق العمل وهن البنات السبعة كانت مختلفة لأنها جاءت بعد رحلة من المعاناة والسعى وراء أحلامهن منذ 10 سنوات، أكدن أنهن نسين التعب والمعاناة بمجرد نجاح الفيلم وحصد الجائزة، سنوات كاملة حاولن أن يصلن فيها للبسطاء من خلال فرقتهن المسرحية والتي تخصصت في مسرح الشارع بإمكانيات بسيطة استخدمن فيهن بعض الطاولات الخشبية التي يتم نصبها في الشارع كمسرح ويقدمن عروضهن بالمجان لأهالي القرية الفقيرة قرية البرشا إحدى قرى شرق النيل بمركز ملوي. 

تقول يوستينا سمير، مؤسسة فرقة بانوراما برشا المسرحية: أن رحلتهن المسرحية لم تكن سهلة، حيث بدأنا الرحلة من شوارع القرية قريتنا قرية البرشا وتحديدا في عام 2014 وكان أول عرض مسرحي لنا في هذه السنة «محكمة القرية»، واجهنا انتقادات كبيرة وسخرية في البداية ولكن تعويض ربنا كبير جدا لنا فعلا،  لم نيأس، بل آمنّا بحلمنا وواصلنا السعي، حتى وصلنا لمنصات التكريم العالمية وحظيت فرقتنا بتقدير واحترام الجميع ، ونحن نفخر بأننا كنا نمثل مصر. 

اكتشاف 

ولعب المخرجان ندي رياض وأيمن الأمير مخرجا العمل دورا كبيرا في اكتشاف الفتيات وفريق بانوراما البرشا، وتحديدا منذ عام 2017، حيث اكتشف المخرجان خلال زياراتهما المتعددة للصعيد فريق مسرحي كبير على حد قولهم يشبه المعجزة، لان أرواحهما منطلقة ولديهما أحلام كبيرة، والأمر المختلف حيث إنهن مجموعة من البنات يناقشن مشاكل حياتية مهمة تخص بنات الصعيد زى التعليم والزواج المبكر، والعنف الأسرى ومن وقتها قررا المخرجان أن تكون قصة الفيلم عن حياة البنات اللى المسرح بالنسبة ليهم وسيلة للتعبير عن نفسهم والبقاء بل ويصور الفيلم على مدى 4 سنوات لرصد تطور أحلامهن. 

البرشا ومهرجان كان 

يبدو أن قرية دير البرشا على موعد دائمًا على التتويج على منصات مهرجان كان بفرنسا، حيث تعد القرية منبعًا للعديد من الفنون منها التمثيل والنحت والفن التصويري لشباب كانت موهبتهم هي الدافع الأكبر للاستمرار، فمنذ ثلاث سنوات وتحديدا عام 2021، احتفلت القرية ونفس الفريق، بفوز فيلم «ريش»، الحائز على الجائزة الكبرى بمسابقة أسبوع النقاد فى مهرجان كان  وكانت بطلة الفيلم سيدة من القرية تدعى دميانة نصار حنا، الشهيرة بأم ماريو ربة منزل، وهي شقيقة بطلة فيلم «رفعت عيني للسماء» مريم نصار وطفلين من أبناء القرية أيضا، هما فادى مينا فوزى، وأبوسيفين نبيل ويصا.