سامح صقر: الجلطات الدماغية، الأورام، الغضاريف، الزهايمر، التشوهات والمخدرات أشباح تهاجم المصريين
حوار - محمود حمدان
جراحة المخ والأعصاب تواجه تحديات أهمها دقة التخصص ونقص الإمكانات وغياب الوعى لدى المرضى
فى مصر 500 جراح مخ وأعصاب فقط والتخصص نادر والأطباء يهربون منه
أجرينا فى مصر أول جراحة فصل توأم ملتصق تظل على قيد الحياة فى العالم وإستضافتها أوبرا وينفرى وتدرس فى كتب الطب
تتضاعف نسبة الإصابة بالجلطات فى رمضان لإصرار المرضى على الصيام مع إرتفاع الحرارة
الجلطات الدماغية السبب الثانى للوفاة بعد الأزمات القلبية وقبل الأورام
العلاج بالخلايا الجذعية لم يثبت أمانه من قبل منظمة الصحة العالمية
الزهايمر ليس له علاج حتى الآن ويؤدى للوفاة خلال 7 سنوات
إمكانياتنا المادية محدودة للغاية و"نغزل برجل كنبة"
سوء منظومة الرعاية الحرجة والعاجلة يؤدى لمضاعفة نسبة الوفيات لضحايا حوادث الطرق والحالات الخطيرة
فقدت صديقى العالم الدكتور أحمد عمارة وأسرته فى حادث بشع على المحور ولم تستطع الإسعاف الوصول إليهم لإنقاذهم
التوأم الملتصق وتشوهات الأجنة نتيجة غياب الوعى لدى الأمهات الحوامل
عدد مصابى الغضروف فى مصر 7 ملايين مريض سنويا
مرضى إرتفاع نسبة السكر والضغط والكوليسترول عرضة أكثر من غيرهم 10 مرات للإصابة بالجلطات
"الجلطة المنذرة" هى ناقوس خطر يحذر من جلطة فى الطريق
لابد من إنقاذ مرضى الجلطات خلال 6 ساعات على الأكثر
الترامادول "المضروب" إنتشر بشكل كبير ويؤي للإصابة بالتشنجات العصبية
الأستاذ الدكتور سامح صقر أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى بكلية طب قصر العينى يعتبر من أبرز القلائل فى هذا التخصص الدقيق محلياً ودولياً وهو ما دفعنا للإستفسار عن سبب ندرة جراحة المخ والأعصاب فى مصر وعن الإمكانات المتاحة لها، وماسبب إنتشار جلطات المخ ومتى يمكن إنقاذ المريض بأقل خسائر، وعن الإصابة بالغضاريف و ال 7 ملايين مصاب سنوياً، وعن جراحة فصل التوأم الملتصق التى أجريت بنجاح وتدرس على مستوى العالم وإستضافتها أوبرا وينفرى فى برنامجها بأمريكا، وعن أثر العقاقير المخدرة على المخ والأعصاب وعن المواسم التى تزداد فيها الإصابة بالجلطات وسبل الوقاية وماهى الجلطات المنذرة وغيرها من الأسئلة التى تهم كل مواطن وإجابتها فى السطور القادمة.
· لماذا تعتبر جراحة المخ والاعصاب من التخصصات النادرة فى مصر مقارنة بباقى التخصصات؟
بالفعل جراحة المخ والأعصاب من التخصصات النادرة ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها صعوبة ذلك التخصص ودقته الشديدة وكونه يحتاج صبر ومثابرة بشكل كبير، إضافة لإرتفاع نسبة المخاطر والمضاعفات التى قد تنتج عن إجراء بعض الجراحات فجراح المخ والأعصاب يتعامل مع شعيرات دموية شديدة الدقة إذا ما حدث فيها أى مشكلة أثناء الجراحة فإن المريض قد يصاب بشلل، كذلك الخلايا العصبية إذا ماتت فإنها لا تتجدد كباقى خلايا الجسم كخلايا الجلد مثلا، أضف الى ذلك ان جراح المخ والأعصاب لا يتثنى له أن يبدأ ممارسة العمل إلا بعد الحصول على درجة الدكتوراة بخلاف طبيب الباطنه مثلا الذى يمكنه أن يفتح عيادة بعد الحصول على درجة البكالوريوس مباشرة أو الجراحة العامة بعد الدبلومة أوالماجستير، ما يعنى أن جراح المخ والأعصاب لا يبدأ ممارسة عمله قبل أن يبلغ من العمر 35 عام على الأقل حتى يكون قد أوتى الكفاءة والخبرة مايمكنه من ممارسة العمل بشكل فعلى، كل تلك العوامل تمثل عبء على الجراح مما يجعل ذلك التخصص نادر.
·كم عدد أطباء جراحة المخ والأعصاب فى مصر؟
مايقرب من 600 جراح.
· وكم نحتاج من أطباء فى ذلك المجال لسد العجز هذا التخصص؟
العدد هنا ليس هو الأهم ولكن الأهم هو عدد المؤهلين فعلياً فلا يمكن أن يكون لدينا 3000 جراح مخ واعصاب غير مؤهلين وكما ذكرنا أن ذلك التخصص صعب ويحتاج مجهودا كبيرا، كما أن الإمكانات المتاحة للتدريب والتأهيل ضعيفة للغاية فلا يمكن أن تستوعب عدداً كبيرا من المتخصصين فى ذلك المجال، كما أنه لن يتثنى لجراح المخ والأعصاب المبتدئ التدريب العملى على المرضى فى كباقى التخصصات الطبية نظرا لدقة التخصص كما ذكرنا سالفاً فنحن على الرغم من أننا أساتذة فى هذا التخصص منذ مايقرب من 15 عام إلا اننا قد نواجه مشاكل فما بالنا بالطبيب المبتدئ، فلابد من توفير الإمكانات المناسبة لتأهيل جراح المخ والأعصاب حتى يستطيع أن يجرى جراحة ورم بالمخ أو بالظهر أو تمدد شريانى وغيرها من الجراحات الدقيقة وزيادة العدد بشكل كبير سيكون له تأثيراً سلبياً على المريض أولأً.
· أجريت أول جراحة فصل توأم ملتصق فى مصر وحصلت على العديد من شهادات التقدير فحدثنا عن تلك التجربة؟
ماتم تسجيله عالميا فى تلك الجراحة هو 9 حالات فقط تدرس فى كتب الطب، وتلك الحالة هى التاسعة على مستوى العالم، وعدد الحالات التى لازالت على قيد الحياة بعد إجراء الجراحة هم 3 حالات فقط منهم الحالة التى أجرينا لها الجراحة وبعد إجراء الجراحة سافرت الحالة لأمريكا مع إثنين من الجراحين لإجراء لقاءا تليفزيونياً ببرنامج أوبرا وينفرى كأول جراحة فصل توأم ملتصق تبقى على قيد الحياة.
الحالة كانت فى بنها لطفلتين ملتصقتين من الرأس أحدهما ليست مكتملة الجسد بمعنى أنها ليس لها قلب أو رئتين أو أى شئ ومعتمده إعتمادا كليا على الأخت الكاملة، ومن المتعارف عليه ان افضل وقت لإجراء تلك الجراحة عندما يكون عمر الحالة مابين 6 إلى 9 أشهر ولكن تلك الحالة عندما أتت إلينا كانت تبلغ عاماً ونصف مما زاد الأمر صعوبة، كونا فريقا طبيا كاملاً من أستاذة التخدير وغيره لبحث الحالة وقررنا أن نضحى بالطفلة غير المكتملة لننقذ حياة الطفلة المكتملة خاصة أن قلبها بدأ يضعف لأنه فى تلك الحالة يغزى إنساناً ونصف.
الظروف إستدعت إجراء الجراحة فى بنها بعد فترة تحضير تجاوزت 6 أشهر وأخذنا معنا سيارتان نقل محملتان بالمعدات والأجهزة طبية وأجرينا الجراحة بنجاح بفضل الله وإستمرت الطفلة فى الحضانة لمدة شهر حتى تحسنت حالتها وأصبحت طبيعية.
· ماهو السبب الذى يؤدى لولادة توأم ملتصق؟
لجوء السيدة إلى منشطات التبويض فهى تؤدى لولادة توائم وقد يحدث أن يكونوا ملتصقين كما كان الوضع فى الحالة التى ذكرناها، فبدلا من أن ينتج الرحم بويضة واحدة فى الشهر فإنه قد ينتج بويضتين أو ثلاثة وقد يتم تلقيحهم مما ينتج عنه توائم، ذلك إضافة للتوث البيئى والذى يزداد فى القرى والأرياف نتيجة رش المبيدات الحشرية والسحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز وغيرها من العوامل مثل تعرضها لإشعاع ضار أو أخذ أدوية معينة خاصة (أول 3 أشهر) كأدوية التشنجات والمهدئات والمضادات الحيوية والتى قد ينتج عنها تشوهات للأجنة فبدلا من أن تلد الأم توأم منفصل فإنها قد تلد توأم ملتصق بأى شكل فقد يلتصقا من الرأس أو من الجنب أو تشوهات خلقية أخرى للجنين بصور مختلفة.
· إنتشرت فى الفترة الأخيرة الإصابة بالجلطات وإرتفعت نسبة الوفيات بها فما سببها وهل هناك وسيلة للإكتشاف المبكر لها وكيفية الوقاية وسبل علاجها؟
بالفعل تحتل الجلطات الدماغية المركز الثانى فى مسببات الوفيات بعد الأزمات القلبية فى المركز الأول وتأتى الأورام فى المركز الثالث.
مخ الإنسان يتغذى من مجموعة من الشرايين التى تغزى مناطق مختلفة منه، فكل شريان يغذى منطقة معينة، ومخ الإنسان ليس به مكان لتخزين دم أو أوكسجين أو طاقة أو غير ذلك فهو محجم داخل الجمجمة ويعتمد فى إمداده بالدم والأوكسجين على الدم الذى يضخه القلب، فإذا إنقطع الدم عن المخ لمدة من دقيقة وحتى 5 دقائق فإن جزءاً من المخ قد يموت وتختلف الإصابة من شخص للآخر ويختلف الأثر الناتج عن الإصابة على حسب المكان الذى انقطع عنه الدم فى المخ فإذا كان الجزء الخاص بحركة اليد والقدم فإن المريض قد يصاب بالشلل وإذا كان فى مركز الإبصار فإنه قد يصاب بفقدان البصر وكذلك القدرة على الكلام والسمع وغير ذلك والجزء الذى يموت فى المخ لايمكن علاجه، ولكن هناك جزء محيط بالجزء الميت هو أيضا يصاب بنقص الدم الذى يصل إليه وكل مانستطيع فعله ان نضخ الدم لذلك الجزء حتى ننقذه ونعيده لطبيعته قدر المستطاع فينتج عن ذلك تحسن لحالة المريض وإختفاء بعض الأعراض التى كان يعانى منها.
· ماهى المدة التى يجب يمكن خلالها إنقاذ مريض الجلطة؟
يمكن إنقاذ مريض الجلطة خلال 6 ساعات على أقصى تقدير وبالطبع كلما أمكن إنقاذه بشكل أسرع كلما كانت الأضرار أخف وطأة، بمعنى أننا إذا تمكنا من التدخل فى البداية فإننا قد نتمكن من إنقاذ الجزء المصاب من المخ قبل أن يموت وذلك من خلال مذيبات الجلطات وغيرها، أما بعد 6 ساعات فإن الرهان يكون على إنقاذ الجزء المحيط بالجزء الميت لتخفيف الأثار المترتبة على الجلطة، ومن المعروف أن المخ لايتحمل نقص الدم والأوكسجن لمدة 5 دقائق.
· من هم الأكثر عرضة للجلطات الدماغية؟
مرضى الضغط المرتفع، مرضى السكر المرتفع، مرضى القلب المصابون برعشة فى الأذين لعدم إنتظامه فى ضخ الدم بصورة طبيعية، مرضى الكولسترول والدهون الثلاثية المرتفعة كل هؤلاء معرضون للإصابة بالجلطات الدماغية أكثر من الشخص العادى بنسبة 1:10، أما فى حالة تلقيهم للعلاج بشكل منتظم فإن إحتمال الإصابة سينخفض وسيصبح طبيعياً كأى شخص سليم.
هناك أشخاص يحدث لهم مايسمى بالجلطات المنذرة بمعنى أن يشعر بتنميل فى يده أو قدمه وينتهى ذلك التنميل فى خلال 24 ساعة، أو أنه عندما يستيقظ من نومه لايرى أى شئ كأنه مصاب بالعمى لفترة معينة أو لايستطيع أن يتكلم لفترة ثم تنتهى الأعراض بعد فترة فعليه إذا أن يتوجه بسرعة للطبيب ليبدأ بالفحص وإجراء الآشعات ليكتشف أن هناك بالفعل بوادر حدوث جلطة بسبب إرتفاع الضغط أو السكر أو نسبة الكولسترول فيبدأ الطبيب فى علاج تلك الأمراض والتعامل معها حتى يتفادى حدوث جلطة للمريض.
· وماهى سبل الوقاية؟
لابد لهؤلاء المرضى من الحفاظ على صحتهم أكثر من أى شخص آخر وتلقى العلاج بشكل منتظم والحفاظ على المعدلات الطبيعية للسكر والضغط والكولسترول وغيرها وعدم التهاون فى ذلك.
كما أنصحهم بضرورة شرب المياه بشكل كبير لأن وجود المياه بشكل كاف يساعد على سهولة إنسياب تدفق الدم بالشرايين وعدم تجلطه.
وهنا أود أن أشر لأمر هام وهو أن أعلى المواسم التى يصاب فيها الناس بالجلطات هو شهر رمضان وخاصة إذا وافق فصل الصيف كشهر يونيو ويوليو، فإن معدل الإصابة بالجلطات يزداد بشكل رهيب والسبب فى ذلك نقص المياة بالجسم وعدم إستجابة المرضى المصابون بأمراض تستوجب الإفطار للرخصة التى منحهم الله إياها بجواز الإفطار حفاظا على صحتهم وحياتهم، فنجد المريض ذو ال60 عاما المصاب بأحد الأمراض السالف ذكرها أو أكثر من مرض رافض رفضا تاما لفكرة الإفطار وقد يكون عاملا فيستدعى ذلك بذل مجهود أكبر أو التعرض للشمس فترة أطول حسب طبيعة عمله لذلك فهم معرضون للجلطات بشكل كبير ولذا ننصحهم بإستخدام الرخصة التى منحهم الله إياها وعدم الصيام حفاظا على حياتهم.
· ماهو الجديد فى مجال جراحة المخ والأعصاب وماذا عن العلاج بالخلايا الجذعية؟
الخلايا الجذعية حولها لغط كبير، فلابد أن نوضح أن الخلية الجذعية ليست كأى خلية بالجسم فهى تتلقى مستقبلات وترسل إشارات كهربية، لذلك فهى تختلف عن أى خلية جذعية يمكن أن تؤخذ من المريض وتوضع فى أى عضو من أعضاء الجسم فتتشكل حسب طبيعة ذلك العضو لتصبح جزءا منه على سبيل المثال إذا وضعت الخلية الجذعية فى الكبد فإنها ستكون كبد وإذا وضعت فى القلب ستكون أنسجة قلب وإذا وضعت فى المخ ستكون أنسجة المخ وهكذا، أما فى حالة الخلايا العصبية نظرا لكونها تختلف فى طبيعتها عن غيرها من الخلايا فلا يمكن إستخدام الخلايا الجذعية لتحل محل الخلايا العصبية إلا فى حالة واحدة وهى أن تؤخذ الخلايا العصبية من مشيمة الجنين حين ولادته وتخزن فى بنوك الخلايا حتى تؤخذ منها الخلايا العصبية عندما يكبر إذا إحتاج لها وهو أمر أصبح موجود فى مصر بالفعل وهناك من يقوم بذلك.
ولايعتبر ذلك نهاية ما توصل إليه العلم فى ذلك المجال بالطبع فالعلم يأتى كل يوم بالجديد وهنا أود أن أوضح أن الخلايا العصبية إذا تم إستخدامها من المشيمة كما ذكرنا سالفا لمريض بعد أن يكبر فإنها قد تتكاثر كما لو أنها لرضيع لأن عمرها حين تستخدم سيكون يوما واحدا وتوضع لمريض فى الخمسين من العمر فقد تتكاثر بشكل سريع مما يؤدى لحدوث ورم، والمعروف أن الورم هو إصابة الخلية بشبه حالة جنون فتتكاثر بشكل خلل فتحدث ورم، أما الخلايا الجذعية غير العصبية فهى متوفرة فى جسد أى شخص فى الدم وفى عظام الحوض والأنف ولكنها خلايا ضعيفة وهى التى تستخدم حاليا فى العلاج بالخلايا الجذعية للمريض ، هناك من يقول أن النتائج مبهرة وهناك من يقول غير ذلك ولكننى بشك شخصى أقول لا لأن آخر بحث فى هذا المجال بمنظمة الصحة العالمية WHOكان يناقش مدى أما العلاج بالخلايا الجذعية وليس مدى نجاح العلاج بها وكانت النتيجة أن البحث توقف بعد شهرين فقط وهو مايعنى أنه لم يتم الإقرار بمأمونية العلاج بالخلايا الجذعية من الأساس فضلا عن نتائج العلاج لذا فإن علامات الإستفهام كثيرة حول هذا الأمر.
· مصر من أعلى الدول فى معدلات الوفيات بسبب حوادث الطرق والتى ينتج عنها فى الأغلب نزيف بالمخ وغالبا لأسباب عدة لايتثنى إنقاذ هؤلاء الضحايا فكيف تتعاملون مع ضحايا حوادث الطرق؟
نحن نتعامل مع ضحايا حوادث الطرق من خلال مايسمى "نسبة الوعى" وهى من 3-15 فالمتوفى تكون نسبة وعية 3 أما من هو فى حالة يقظة فإن نسبة وعية تكون 15، بعد ذلك يتم تقسيم تلك النسبة لدرجات حسب الحالة كالتالى:
3-8 وهى الحالات الخطيرة التى قد ترتفع فيها نسبة الوفيات.
9-12 وهى الحالات المصابة بالإرتجاج المتوسط بالمخ ونسبتها 10% من الحالات، ونسبة الشفاء تتوقف على عدة تقديرات منها سرعة إنقاذه بما فى ذلك الزمن المستغرق لإسعافه وطريقة إسعافه هل هى آمنة أم لا وغير ذلك.
13-15 وهى الإصابات الطفيفة والسطحية بالرأس نتيجة إرتطام على سبيل المثال وتبلغ نسبتها 80% من الحالات ونتائج العلاج تكون جيدة جداً.
· لدينا مشكلة فى قطاع الرعاية الحرجة والعاجلة بداية من الإسعاف وحتى أقسام العناية المركزة مايساهم فى تفاقم الأزمة وسرعة الدخل لإنقاذ المرضى كيف ترى تلك الأزمة؟
ذكرنا أن المرضى مقسمون لدرجات متفاوته حسب مدى خطورة حالاتهم، كذلك الإسعاف مقسم لدرجات من حيث الإمكانات والتجهيزات، أيضا المستشفيات مقسمة أ،ب،ج حسب الإمكانات المتاحة وطبيعة الدور الذى تقوم به والخدمات التى تقدمها ومدى جاهزيتها وكفائتها فى تلقديم الخدمة المطلوبة، كل تلك المنظومة لابد أن يكون بينها تواصل بشكل دائم للقيام بدورها المنشود، كل تلك التقسيمات لابد للمسعف أن يكون ملماً بها حال تدخله لإسعاف المصابون، كما أنه لابد من التدخل السريع لإنقاذ الحالة ونقلها للمكان الأنسب حسب الحالة التى عليها المصاب فإذا كان من ال10% ذات الخطورة الشديدة ودرجة والتى تقدر حسب درجة وعية كما ذكرنا فلابد من إخلاء المصاب على مستشفى مجهز بالإمكانات البشرية والفنية والمادية للتدخل لإنقاذه بأقصى سرعة، أما أن تصل سيارة الإسعاف للمصابين متأخرة ثم تفشل فى تحديد درجة خطورة الحالة ثم تنقله لمستشفى فلا تجد التجهيزات المطلوبة أو التخصصات المطلوبة فتذهب به لمكان ثانى وثالث فتتدهور حالة المصاب وتدخل منظقة الخطر بعد أن كان من ال80% الذين يرجى إنقاذهم حتى تسوء حالته لتصل لشديدة الخطورة وقد يفارق الحياة قبل إنقاذه.
عقد مؤتمرا عالميا فى فرنسا عام 2003 حول هذا الموضوع فأكدوا أن المصاب فى فرنسا منذ لحظة إصابته حتى تلقيه العلاج فإن الأمر يستغرق 11 دقيقة، فقاموا بعمل أبحاث ودراسات خلصت إلى ضرورة تقليص ذلك الوقت ليصبح 8 دقائق فقط، فقد أثبتت الدراسات أن ال3 دقائق تلك التى سيتم توفيرها ستؤدى لتفادى 60% من المخاطر والمضاعفات التى تنتج عن تلك الإصابات مما يساهم فى إنقاذ حياة الملايين.
ومن المؤسف أن كان أحد ضحايا هذا التقصير هو صديقى ودفعتى العالم الدكتور أحمد عمارة وأسرته فى الحادث الشهير الذى وقع لهم أثناء قيادة سيارته على طريق المحور وإرتطامه بحجر كبير تم وضعه من قبل عصابة كررت تلك الجريمة عدة مرات ما أدى لإنقلاب سيارته من أعلى المحور ثم جاءت الإسعاف على المحور ولم تتمكن من النزول إليه أسفل الطريق لإنقاذه فسلكت طريقاً طويلا حتى تصل إليه فكان قد فارق الحياة هو وأسرته.
· كيف ترى السبيل للإرتقاء بمنظومة الرعاية الحرجة والعاجلة للحد من الضحايا؟
الإمكانات لدينا محدودة للغاية ولابد من دعمها وتطويرها فميزانية قطاع الصحة فى مصر لاتليق بتقديم خدمة مناسبة للمرضى وإنقاذ حياتهم خاصة دعم قطاع الرعاية الحرجة والعاجلة والذى يتطلب إمكانات هائلة ومكلفة للغاية سواء للتجهيزات بدءا من دعم قطاع الإسعاف لتأدية دوره بشكل أكثر فاعلية مروراً بالتجهيزات الطبية اللازمة لإجراء الجراحات أو مرحلة مابعد الجراحة والعناية المركزة والعلاج ومن قبل ذلك دعم الأطباء المتخصصون فى ذلك المجال حتى يتثنى لهم تقديم أفضل خدمة للمرضى وإنقاذ حياتهم، فأحد زملائنا الأطباء سافر لفرنسا لإجراء جراحة بالعصب الخامس تكلفت 40 ألف يورو ذلك لتوافر كل الإمكانات التى تضمن نجاح الجراحة أما نحن على سبيل المثال فنعمل فى مستشفى قصر العينى بأقل إمكانات فنحن "نغزل برجل كنبه"!!.
فلابد للإمكانات أن تتناسب مع الزيادة السكانية الهائلة فليس من المعقول أن يتضاعف عدد السكان بهذا الشكل فى ظل موازنة تكاد تكون ثابتة لاتتغير.
مستشفى قصر العينى تعتبر من الفئة (أ) لذلك فإن جيمع المستشفيات والمراكز الطبية تصدر إلينا المرضى الذين يتوافدون عليهم خاصة بعد الأعياد فلك أن تتخيل أن تلك المستشفيات والمراكز والمستوصفات تستقبل المرضى وغالبيتهم من الحالات الخطرة فى ظل غياب الأطباء لقضاء إجازة العيد ليعودوا بعد العيد فيجدون هؤلاء المرضى من الحالات الصعبة وخاصة فى مجال جراحة المخ والأعصاب فيقومون بتحويلهم إلينا فتجد طوفان من المرضى ومايقرب من 150 مريض يوميا بينما فى الأيام العادية يبلغ عدد المرضى بقسم جراحات المخ والأعصاب حوالى 15 مريض.
· هل هناك تخصص جراحة مخ وأعصاب للأطفال؟
نعم، ولكن لايوجد فارق كبير بين جراحة المخ والأعصاب لدى الأطفال والكبار.
· ماهى أشهر أمراض المخ والأعصاب التى تصيب الأطفال؟
إستسقاء فى المخ يعتبر أشهرها وتشوهات أسفل العمود الفقرى ويرجع ذلك للأسباب السالف ذكرها لتشوهات الأجنة.
· هل الإستخدام غير الرشيد للموبايل من قبل السيدة الحامل يسبب أضراراً على المخ أو تشوهات للجنين؟
هناك الكثير من الجدل حول هذا الموضوع ولكن ليس هناك شيئ مثبت فعلياً حتى الآن.
· أسباب دمور المخ وهل يصنف ضمن التشوهات الخلقية للجنين؟
دمور المخ لا يعتبر تشوها خلقيا للجنين وإنما هو نتيجة حدوث مشاكل فى الولادة بسبب قلة الوعى خاصة فى القرى والريف ومن أبرزها إلتفاف الحبل السرى على الجنين وعدم وصول الدم والأكسجين بشكل جيد للمخ وخاصة أول 5 دقائق فى حياة الجنين ونحن نشاهد مآسى فى تلك الحالات خاصة أنها ليس لها علاج نهائياً حتى الآن.
· وبماذا تنصح لتجنب ذلك؟
أنصح السيدة الحامل بضرورة الولادة على يد طبيب متخصص وفى مستشفى أو مركز طبى أو مستوصف مجهز وليس على يد الدايه فى المنزل وضرورة عمل سونار على الجنين للإطمئنان على وضعه قبل الولادة لأن أول 5 دقائق فى عمر الجنين هى أخطر وقت قد يمر به.
· ماهى أسباب إنتشار الإصابة بأورام المخ؟
الورم هو إصابة الخلايا بحالة جنون فتتكاثر بشكل كبير ولأن المخ حجمه محدود داخل تجويف بالجمجمة لذا فإن الخلايا إذا تكاثرت ضغطت على منطقة معينة فتحدث الورم، أما عن أسبابه فغير معلومة بشكل دقيق فالبعض يرجعها إلى المسرطنات والفيروسات والأدوية والكدمات وغيرها من الأسباب ولكن السبب الحقيقى غير محدد، ولكن فى كل الأحوال لا يمكن ترك أى مشكلة بالمخ ولابد من إستئصال أى ورم بالمخ.
· ماهى نسبة نجاح جراحة إستئصال الورم بالمخ؟
هى مسألة نسبية فإذا كان الورم فى التجويف المحيط بالمخ من الخارج كان الأمر سهلاً، أما إذا كان الورم داخل المخ نفسه فإن الأمر سيصبح أصعب وإذا كان فى قاع الجمجمة فإن الأمر سيزداد صعوبة.
· هل ترى أن هناك زيادة فى نسبة المصابون بالزهايمر فى مصر؟ وأسبابه؟
طبعا هناك نسبة إصابة كبيرة بالزهايمر فى مصر، وتزداد إحتمالية الإصابة مع التقدم بالعمر، الأسباب غير معروفة ولكن الشائع أنه بسبب بروتينات تلتصق بالخلايا المسئولة عن الذاكرة بالمخ، الإحصائيات غير معروفة ولكن النسبة مرتفعة وتزداد بعد سن ال 60، ومع المصابون بالجلطات الدماغية، وترتفع كذلك مع الذين لايستخدمون دماغهم فى التفكير فأحيانا يصاب الإنسان بحالة من الإكتئاب أو الأزمات النفسية أو الزهد فى كل شئ فلا يفكر ولا يقرأ ولا يحاول إجهاد ذهنه بأى شئ فهو أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر، وقد يصاب شخص وهو من كبار المفكرين والمبدعين وهناك الكثير من المشاهير أصيبوا بالزهايمر ولم يستطيع أحد أن ينقذهم منه وأشهرهم الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان والدكتور مصطفى محمود وغيرهم كثير وقد أبدع الفنان الراحل سعيد صالح فى تجسيد تلك الحالة فى فيلم زهايمر فى مشهد واحد فقط لم يتجاوز دقيقتين أو ثلاثة دقائق.
· هل هناك علاج للزهايمر؟
ليس هناك علاج يعالج الزهايمر حتى الآن ولكن هناك بعض الأدوية تعطى لتقليل إلتصاق تلك البروتينات بخلايا الذاكرة بالمخ وتنشيط الذاكرة، ولكنه للأسف حتى الآن ليس له علاج فعال فحالة المريض تسوء بشكل سريع حتى يؤدى للوفاة فى بشكل أقصى بعد 7 سنوات من الإصابة به.
· بماذا تنصح لتجنب أغلب الأمراض التى تزداد إحتمالية الإصابة بها مع التقدم بالعمر؟
أنصح كل من يتجاوز عمره 45 عام بتناول الإسبرين لأنه يساعد فى تجنب الإصابة بالجلطات، وأنصح بالحرص على تناول المياة بشكل كبير فالوقاية خير من العلاج دائماً.
· ماهى أسباب إنتشار الإصابة بالغضروف؟ ونسبته؟ وماهو العلاج الأمثل؟ وطرق الوقاية؟
كل إنسان لديه 7 فقرات عنقية و12 صدرية و5 قطنية، مابين كل فقرتين هناك غضروف يساعد على الحركة بينها ويمنع الإحتكاك، فإذا رجع هذا الغضروف للخلف لأى سبب فإنه يضغط مباشرة على أعصاب اليدين والقدمين فيؤدى لألم شديد يصرخ المريض منه، فقد يؤى للإصابة بمايسمى عرق النسا مما يؤدى لألم حاد فى القدم، أو قد يكون الغضروف فى الرقبة فيؤدى لألم حاد فى الأيدى.
نسبة الإصابة بالغضروف فى مصر تتراوح من 5-7 ملايين مريض سنوياً وهو بالطبع عدد ضخم.
هناك درجات للإصابة بالغضروف مقسمة إلى 1-2-3-4 ففى الحالتين 1،2 فإن المريض يستجيب للعلاج أما فى الحالتين 3،4 عادة لايستجيب المريض للعلاج ويلزم التدخل الجراحى.
إذا كان الغضروف درجته بسيطة فإن الليزر قد يكون الإختيار الأفضل أما إذا كان درجته كبيره فإن التدخل الجراحى هو الحل الأمثل، وقد تكون الراحة فى السرير لفترة هى العلاج.
لذا أنصح المرضى بسرعة إستشارة الطبيب المتخصص فكلما كان تدخل الطبيب فى وقت مبكر كانت النتائج أفضل بكثير، كما أنصح بعدم الإنسياق وراء الخرافات والأساليب الخداعة فى العلاج وعدم اللجوء إلا للأطباء المختصين حفاظا على سلامة المريض.
· ماذا عن تأثير المواد المخدرة المنتشرة على المخ والأعصاب؟
للأسف أصبحنا نشاهد العديد من مصابى التشنجات العصبية نتيجة تعاطى الترامادول "المضروب" مجهول المصدر والمصنع تحت بير السلم من الأسمنت الأبيض ومواد أخرى مطحونة، والذى يتم توزيعه على مدى واسع بين مختلف طبقات المجتمع وعلى كل المستويات من الجاهل وحتى الأستاذ والدكتور، وأصبح لزاماً علينا أن نسأل المريض عما إذا كان يتعاطى الترامادول أم لا وفى حالات عديدة يكون هو السبب وراء الإصابة بالتشنجات العصبية وأصبح نشاهد 4 حالات فى المتوسط إسبوعياً!، والعلاج يكون فى وقف تعاطى الترامادول ولكن قبل أن يتسبب فى مشاكل بالمخ فإذا ما وصلنا لتلك المرحلة يكون العلاج أصعب بكثير.



