
11 براءة اختراع مسجلة دوليا
من هو الدكتور محمود هاشم الحائز على جائزة النيل؟

شيماء عدلي
لم يكن حصوله على جائزة النيل لعام 2023، مفاجأة، بل تعد تكليلا لمشوار علمي وبحثي كبير يمتد لنصف قرن، فهو عالم من طراز مختلف، تبنى فرقا علمية أثبتت كفاءتها على مستوى العالم، مشواره لم يكن تقليديا كبعض العلماء، حيث إنه جال وصال بين المجالات العلمية الأكاديمية، والبحثية التطبيقية والاجتماعية والإنسانية في آن واحد.
الدكتور محمود هاشم أستاذ كيمياء الليزر المتفرغ بالمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة والمؤسس للجامعات الأوروبية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة الرئيس السابق للجامعة الألمانية بالقاهرة GUC، منذ تأسيسها لمدة ١٥ عاما.
حصل هاشم على الدكتوراة من جامعة شتوتجارت الألمانية عام ١٩٧٩ وله مدرسة علمية متميزة حيث أشرف على أكثر من 90 رسالة ماجستير ودكتوراه، ونشر أكثر من مائة بحث دولى، حاصل على وسام السيد رئيس الجمهورية في العلوم والفنون من الطبقة الأولى ٢٠١٧، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة لعام ٢٠١٤ وجائزة التميز في العلوم من جامعة القاهرة لعام ٢٠١٢، وجائزة الدولة التشجيعية 1989 وعضو دائم مدى الحياة في المجمع العلمي المصري.
وشغل هاشم منصب أستاذ زائر في المعهد الفيدرالى للتكنولوجيا بسويسرا ومركز الأبحاث النووية بجامعة كارلسروها، وكذلك في كل من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، ومعهد تكنولوجيا الليزر في الطب بجامعة أولم بألمانيا.
للدكتور هاشم أبحاث في استخدام تكنولوجيا أشعة الليزر في التشخيص المبكر وعلاج الأورام الخبيثة (يسمى العلاج الضوئي الديناميكي) بدون استخدام العلاج الكيميائي أو العلاج الاشعاعي.
براءات اختراع
يمتلك الدكتور محمود هاشم 11 براءة اختراع بالاشتراك مع فريقه البحثي مسجلة دوليًا وفي أكاديمية البحث العلمي المصرية في مجال تطبيقات الطاقة الشمسية وتكنولوجيا الطاقة الضوئية وتحولاتها وهذه ثورة علمية جديدة بدأت من سبعة آلاف سنة حيث كان قدماء المصريين أول من استخدم الضوء فى علاج الأمراض وتم استخدام تكنولوجيا الضوء فى القضاء على الملاريا والفلاريا وحمى الضنك وكذلك الطفيليات الأخرى مثل البلهارسيا ومكافحة الآفات الزراعية والحشرات الضارة باستخدام أشعة الشمس.
القضاء على الملاريا
ويقدم الدكتور محمود هاشم الحل، في خلاصة التطبيقات الحقلية لبراءات الاختراع والبحوث المنشورة ورسائل الدكتوراة التي أشرف عليها الدكتور محمود هاشم وفريقه البحثي بنجاح فى مكافحة الملاريا علماً بأن براءة الاختراع مسجلة في منظمة براءات الاختراع الدولية (WIPO) ومسجلة في عدد 170 دولة وتم الاعتراف بالتطبيقات الحقلية من منظمة الصحة العالمية وبنك التنمية الأفريقي والذي أبدى استعداده لتمويل أي وزارة صحة في أفريقيا يستخدمون هذا الابتكار.
وتتلخص الفكرة العلمية للابتكار المصري لمكافحة الملاريا في القضاء على بعوضة الملاريا من المنبع، وذلك عن طريق قطع دورة حياة البعوضة المسببة للملاريا ويتم ذلك باستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات.
وقد أثبتت النتائج أنه في خلال ساعتين فقط يتم القضاء تماما على يرقات البعوض بنسبة نجاح ٩٥ -١٠٠% في مستنقعات الدول المنتشر بها الملاريا وبالتالي تم قطع دورة حياة البعوض الناقل للمرض وقد أثبتت التطبيقات الحقلية أنه لا يؤثر تماما على النظام البيئي حيث إنه يقضي فقط على يرقات الباعوض دون تأثيره على اية كائنات حية أخرى.
علماً بأنه يتم تطبيق هذا الابتكار في ثمان دول من دول حوض النيل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والجدير بالذكر أنه يتم تصنيع هذا المنتج في شركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش ، يحقق هذا الابتكار عدة أهداف من أهداف أجندة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة كما يحقق رؤية مصر 2030 بأن يكون البحث العلمي أداة فاعلة لدفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي وخلق فرص استثمارية للبلاد.
تم نشر كتاب مؤلف ومحرر من قبل الدكتور محمود هاشم مع مجموعة من العلماء والأطباء يستخدمون هذه التكنولوجي وذلك في أشهر دار نشر ألمانية لكونها ثورة علمية جديدة عام 2014.
إسهاماته الأكاديمية
الدكتور محمود هاشم عمل رئيسا للجامعة الألمانية والذي كان ضلعا بارزا وفعالا في نجاح منظومة الجامعة والتعليم الالماني كله في مصر، والذي رحل عن الجامعة في عام 2017، ليبدأ مسيرة علمية جديدة، تربط الشعوب الافريقية، وتجذب طلاب العالم للعاصمة الجديدة، في شكل تعليمي مختلف ، بدءآ من مجلس أمناء اختير من علماء مصر، وصولا باستضافة فروع أجنبية يشار لها بالبنان مثل جامعة لندن، وسط لانكشير وايست لندن، واستضافتها على أرض مصر، إضافة للتعليم المصري، وصولا بتقديم دعم لطلاب الصعيد، والمتفوقين رياضيا واكاديميا وذوي الاحتياجات غير مسبوق، وصولا بتبني الجامعة لقضايا اجتماعية وبيبئة ملموسة، نكاد نجزم أن جميع الجامعات تغرد بعيدا عنها..
والجامعات الأوروبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بدأت في لعب دور كبير في ربط الشعوب الافريقية واحتضان أبناء القارة في مختلف التخصصات الفريدة على أرض العاصمة، وبدأ ذلك باستضافة الجامعات 32 برنامجا دراسيا في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا وذلك من جامعات عالمية مرموقة ومؤسسات تعليمية مرموقة، واستقبال طلاب من القارة واطلاق بحوث مشتركة وبينية وتكنولوجية وهندسية بهدف تعزيز التعاون الاكاديمي الافريقية، وبرامج تبادل أعضاء هيئة التدريس، بجانب إطلاق أول مجمع حاضنات تكنولوجية ومركز إبداع، ليكونوا نواة ابتكار في العاصمة الإدارية ليحتضن الشباب المصري والافريقي كله.
مسيرة علمية حاشدة وبارزة للدكتور هاشم، لم تكن من قبيل الصدفة أو العمل التقليدي الفردي، بل رحلة عطاء كبيرة، آمن فيها العالم بمصر والشباب المصري المبدع، فأخلص وتفانى في علمه فكانت كلمة السر في نجاح العالم الدكتور محمود هاشم..