الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

غرائب دعاوى الخلع امام محكمة الاسرة

محكمة زنانيرى
محكمة زنانيرى

_ سيدة تطلب الخلع بسبب " أنفها".. وأخري ترفع دعوي لـ"ندالته"

_ عجوز يصطاد الفتيات من "النت" .. والزوجة: طلقوني منه 

_ خبراء: الخلع الباب الأسهل لـ"الانفصال".. وكرامة الزوج تمنعه من ردها 

 

"هم يضحك وهم يبكي"، مقولة تجدها تتحقق علي أبواب محاكم الأسرة، فما بين زوجة رفعت قضية ضد زوج خائن، وما بين أخري اكتشفت أن زوجها الكهل يأمل في العودة إلي صباه عبر معاكسة الفتيات، فهناك داخل أروقة المحكمة تجد قصص بعضها يصلح لمسلسل درامي، وأخري يمكن تصنيفها تحت مبدأ " الكوميديا السوداء"،  وفي هذا التقرير نرصد بعض القضايا التي شهدها القضاء، فضلاً عن أراء عدد من الخبراء..

ففي واحدة من القضايا، رفعت سيدة تدعي " ف.ح" 55 عاماً، وتعمل موظفة، ضد زوجها "علي المعاش"، بعد اكتشافها أنه يعاكس الفتيات الصغيرات، ويقوم باصطياد البنات من علي الإنترنت، مستغلًا صور شخصية وهمية له، وعندما نقوم بمنعه يكون الضرب والإهانة من نصيبي أنا وأولادي.

قضية أخري منظورة أمام المحكمة، بطلتها (ن. أ) ٣٢ عامًا مهندسة، حيث رفعت دعوى طلاق للضرر ضد زوجها ( م. ص) ٣٦عاما مهندس، بعد زواج دام ١٧ سنة، حيث قالت:" كان جارنا وعشنا قصة حب، وتزوجنا ونحن بالجامعة، وأنجبنا بنتين، إحداهمامريضة بالقلب، فهرب من علاجها وسافر إلي إيطاليا بحجة العمل، وبعد فترة اكتشفت زواجه من سيدة عجوز إيطالية، ونشر صورته علي "فيس بوك" وهو يهديها خاتم ألماظ". أما "ن .أ"، فقد طلبت الخلع من زوجها، بسب تنمره عليها، بسبب أنفها، ورغم إنجابها طفله منها، رفض إجراء جراحة لها، وظل يعايرها ويصفها بـ"بونوكيو". 

وبسبب "ندالة" زوجها، رفعت " أ.م" قضية نفقة ضد زوجها، وهو موظف كان يعمل معها بنفس الشركة، وفي يوم كان يعبران الطريق تركها لتصدمها سيارة مسرعة، وتسبب لها شلل، ليقوم بطلاقها، بعد زواج استمر 7 سنوات، وإنجابها طفلين.

وفي محكمة أسرة التجمع الخامس تقدمت (ر. م) بطلب خلع بعد زواج استمر ٤ سنوات، وذلك بعدما اكتشفت أنه "شخصية سادية"، وطالبها بأمور شاذة منها ضربه وربطه وسبه، فلم تستطيع استكمال حياتها معه ورفعت القضية.

من جانبها، قالت نهى الجندى المحامية والمتخصصة بالشؤون الجنائية والأسرية، إن قضايا الخلع انتشرت بنسبة 80٪ ،

 

 

مضيفة أنه لابد من التفريق بين الطلاق العادي والطلاق بالخلع، فالطلاق يُشترط فيه إحضار الزوجة ما يثبت تضررها لترفع القضية، وقد تستمر لمدة عام قبل صدور الحكم، وتحصل علي جميع حقوقها، أما بدعوى "الخلع"، فتكتب فى مذكرة رفع الدعوى " أخاف ألا أقيم حدود الله" بدون أى إثبات وفتره إصدار الحكم تكون أقل من دعوى الطلاق، حيث تستغرق نحو ٥ أشهر، وتتنازل   عن حقوقها وترد للزوج مؤخر الصداق ويقدر بجنيه فقط. وأضافت:" عوامل كثيره أدت إلى انتشار الخلع منها السوشيال ميديا وخيانه الأزواج وتطلعات الزوجة التي قد تكون أكبر من إمكانيات الزوج وتدخلات الأهل"، مشيرة إلي ضرورة الاهتمام بمكاتب التسوية داخل محاكم الأسرة وتدريب الإخصائيين على حل المشاكل، علاوة علي ضرورة تواجد عضو من دار الإفتاء لتقديم النصح والإرشاد".

 

 

وقال عبده العشرى خبير القانون بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن التنظيم التشريعى للخلع جاء بالقانون رقم 1 لسنة 2000، ومقتضى هذا التنظيم أن للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على الخلع، فإن لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعواها بطلبه وافتدت نفسها وخالعت زوجها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية الشرعية وردت عليه الصداق الذي أعطاه لها، حكمت المحكمة بتطليقها عليه. وأكد أن المحكمة لا تحكم بالتطليق بالخلع إلا بعد محاولة الإصلاح بين الزوجين، وندبها لحكمين لموالاة مساعى الصلح بين الزوجين، خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ومن ناحية أخرى لا يصح أن يكون مقابل الخلع إسقاط حضانة الصغار أو نفقتهم أو أى حق من حقوقهم.

وأشار العشرى، إلي أن القانون يهتم بالمشكلات الزوجية بعد وقوعها، فمثلًا أنشأ مكاتب تسوية المنازعات الأسرية التي تتولى مساعى الصلح بين الزوجين، إلا أنه من الضرورى إقرار تدابير تعمل على منع وقوع مثل هذه المشاكل، ولعل أحد أهم هذه التدابير خضوع المقبلين على الزواج لبرامج إرشادية وتوعوية لتعريفهم بمفهوم الزواج وكيفيه مواجهة التحديات التي تواجهة الأسرة فى ظل مخاطر شبكات التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت وغيرها.   

وأوضح أن  القانون يعطى للزوجة أن تطلب الطلاق للضرر والاحتفاظ بحقوقها المالية لكون سبب الطلاق فى هذه الحالة يعزى للزوج، إلا أنه قد يصعب عليها إثبات الضرر، وهو ما قد يجعلها تختار الخلع  والتنازل عن حقوقها المالية، خاصة عندما تكون لديها القدرة المالية، أوقد يكون السبب فى وجود مشكلة صحية تؤثر على الحياة الزوجية، وتجد الزوجة حرجًا فى الحديث عن هذا السبب، وتلجأ إلى طريق الخلع، ولذلك من المهم التشديد على ضمان إجراء الفحص الطبي للراغبين فى الزواج  للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، وإعلامهما بنتيجة هذا الفحص.

 

 

ولفت وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلي أن الغرض من الخلع افتداء الزوجة لنفسها نفسها إذا استحالت العشرة، مع إصرار الزوج على عدم الطلاق، لكن الكثيرين وجدوا فيه طريق "سهل"، كما أوجد الخلع صعوبة في عودة الحياة الزوجية مرة أخري، بسبب اعتقاد البعض أن الخلع أهان من "رجولته"، فلا يرد برد زوجته مرة أخري.

تم نسخ الرابط