عاجل| وثائق المقاومة الفلسطينية تكشف استعداداتها لحرب الأنفاق.. وهذا "دليل المقاتل"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاثنين، إنها حصلت على وثائق داخلية لحركة حماس، تتحدث عن الاستعدادات الدقيقة التي تقوم بها الحركة للحرب ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة من أنفاق القطاع، وعن الطريقة التي أتقنت بها الأنفاق وأساليب القتال فيها استعدادًا للمعارك، ومن بين أمور أخرى، نقلت الصحيفة عن كتيب تدريبي لحماس يرشد مقاتليها إلى كيفية التحرك عبر الأنفاق باستخدام أجهزة الرؤية الليلية ووضع الأيدي على بعضهم البعض.
أبواب مصفحة ونظام تحديد المواقع ورؤية ليلية: وثائق تكشف استعدادات حماس لحرب الأنفاق

وكشفت الصحيفة الامريكية عما أسمته وثيقة وافق فيها يحيى السنوار على تخصيص أموال لتطوير الأنفاق الأكثر أهمية، جزئيا لغرض تركيب أبواب مصفحة تمنع جيش الاحتلال من اقتحامها.
التقرير المنشور في صحيفة نيويورك تايمز، والذي وقعه أيضا رونان بيرجمان، مراسل موقع واي نت وصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يستند إلى سلسلة من الوثائق التي استولى عليها جيش الاحتلال خلال العدوان البري على قطاع غزة، بما في ذلك وثائق من أعلى المستويات في حماس، ومقابلات مع خبراء. ومسؤولون أمنيون ومخابرات مطلعون على الأنفاق.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد عثرت قوات الاحتلال على وثيقة الحرب في الأنفاق بحي الزيتون في مدينة غزة خلال نوفمبر الماضي، ورسالة السنوار التي كانت موجهة إلى قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، القائد الكبير محمد الضيف الذي تزعم إسرائيل مقتله في جنوب المدينة من قبل صحيفة التايمز أو نشرها علنًا، وتتوافق تلك التفاصيل المذكورة فيها، مثل المداخل الملثمة للأنفاق والأبواب المصفحة وكاشفات الغاز وأجهزة الرؤية الليلية.

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تم كتابة دليل تعليمات حماس لحرب الأنفاق في عام 2019، وهو يتحدث عن جهد من جانب حماس استمر لسنوات، قبل وقت طويل من تنفيذ عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، لإنشاء هيكل عسكري تحت الأرض من شأنه أن يسمح لمقاتليها بمواجهة هجمات طويلة الأمد وإبطاء تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حالة غزوه لغزة.
ويصف كتيب التدريب بالتفصيل كيف يجب على مقاتل كتائب القسام أن يديروا القتال تحت الأرض، وكيفية التنقل في الظلام وإطلاق النار من الأنفاق.
وكجزء من الدليل، طُلب من قادة حماس قياس الوقت الذي يستغرقه مقاتلوهم للتنقل بين نقاط معينة في نظام الأنفاق تحت الأرض، حتى المستوى الثاني.
وبحسب الصحيفة، يتضمن دليل التعليمات تعليمات حول كيفية إخفاء مداخل النفق وكيفية العثور عليها بالبوصلات أو نظام تحديد المواقع وكيفية التحرك بكفاءة: "عندما يتحرك المقاتل في الظلام داخل النفق، فإنه يحتاج إلى رؤية ليلية"، ونظارات واقية بالأشعة تحت الحمراء"، تقول الوثيقة باللغة العربية: وكتب كذلك أن السلاح يجب أن يوجه إلى الوضع الأوتوماتيكي، ويجب إطلاقه من الكتف، "مثل هذا الإطلاق فعال لأن النفق ضيق، لذا فإن الطلقات تستهدف المناطق القاتلة في الجزء العلوي من جسم الإنسان.

وتتضمن التعليمات لأعضاء حماس هي التحرك عبر الأنفاق ويد واحدة على الحائط والأخرى على المقاتل الذي أمامه. ويستند التقرير أيضًا إلى رسالة من السنوار بشأن تخصيص الأموال لبناء الأنفاق، كتب فيها السنوار أن "الأقسام ستتلقى الأموال وفقًا لمستوى الأهمية والحاجة".
وبحسب التقرير، قبل عام واحد فقط من هجوم طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني، وافق السنوار على استثمار 225 ألف دولار في تركيب أبواب مصفحة، من النوع المحصن ضد الانفجارات، لحماية أنفاق التنظيم من القصف الجوي والهجمات البرية.
ومن غير المعروف ما إذا كانت هناك تعليمات إضافية لتحويل أموال إضافية لم يتم تحديد مكانها بعد.
وتشير وثيقة تخصيص الميزانية إلى أن قادة حماس قاموا بفحص الأنفاق ووضعوا علامات على الأماكن الحرجة فيها وفوق الأرض التي يجب تحصينها.
ويقدر جيش الإسرائيلي، كما ورد في "التايمز"، أن بناء نفق أساسي يبلغ طوله حوالي كيلومتر واحد يكلف حماس حوالي 300 ألف دولار، ومن الممكن معرفة من رسالة السنوار أين توقعت الحركة أن تتطور المعارك الأعنف.

وأوضحت الصحيفة أن قيادة حماس خصصت أموال لبناء أبواب مصفحة في الأنفاق في شمال غزة وخان يونس، وهما مكانان شهدتا بعضًا من أعنف المعارك في الحرب، وأن الأبواب الصفحة لا تسد النفق من غزة فحسب، ولكنها تقسمه إلى أقسام منفصلة، وبالتالي حمايتها من القنابل والاقتحامات.
ويجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام الطائرات بدون طيار لفحص الأنفاق ورسم خرائط لها.
الألواح الشمسية وأنظمة نوكيا
وبحسب التقرير الذي نشرته "التايمز"، فإن الاعتماد بشكل كبير على الأبواب المصفحة هو أسلوب جديد نسبيا تتبعه حماس، ولم يستخدم خلال معركة "العصف المأكول" والتي يطلق عليها الكيان الصهيوني عملية "الجرف الصامت عام 2014، وواجهها جيش الاحتلال مرارا وتكرارا أثناء تحييد الأنفاق
وتنقل الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله إنه في بعض الأحيان عندما يقترب الجنود من الأنفاق، تقوم حماس بتفجير سقفها لتنهار وتغلق المدخل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، على الرغم من الأساليب الموصوفة في ذلك وفقًا لدليل حرب الأنفاق، نادرًا ما أتيحت الفرصة للجيش الإسرائيلي لمواجهة مقاتلي حماس خلف الأبواب المصفحة الذين فجروها، أثناء انسحابهم منها .
وتكتب الصحيفة أن الوثائق والمقابلات التي أجريت مع الخبراء والقادة الإسرائيليين تساعد في تفسير السبب وراء استمرار إسرائيل، بعد مرور عام تقريبًا على اندلاع الحرب، في مواجهة صعوبة في حل حماس.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة إنه في حين أن إسرائيل استثمرت الكثير من الجهد على مر السنين في تحديد مواقع الأنفاق التي تخترق الأرض، إلا أن جمع المعلومات حول الأنفاق داخل غزة لم يكن على رأس أولوياتها، بسبب غزو إسرائيلي كبير للقطاع ومثل هذه الحملة الواسعة النطاق، ولم يكن يُنظر إلى الحرب على أنها سيناريو محتمل.
وتقول التايمز إن إسرائيل كانت تعلم أن لدى حماس شبكة كبيرة من الأنفاق، لكنها قدرت أن طولها التراكمي يبلغ حوالي 400 كيلومتر، بينما الآن، بعد ما تم اكتشافه في الحرب، تقدر أن طولها قد يكون ضعف ذلك. وتظهر الوثائق التي كشفت عنها "التايمز" أيضا الاستعدادات التي تقوم بها حماس في مجال البنى التحتية الكهربائية والاتصالات اللازمة لتشغيل الأنفاق.
وتشير الصحيفة إلى أن عناصر حماس استخدموا الألواح الشمسية المثبتة على أسطح المنازل الخاصة لتوفير الكهرباء للأنفاق الموجودة تحتها، وأن الجيش الإسرائيلي عثر على أنظمة اتصالات نوكيا تحت مقر وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا وكشف دليل التعليمات أن أنظمة نوكيا هذه توفر خدمات صوتية ومعلوماتية، والقدرة على العمل كلوحة مفاتيح لنظام الاتصالات تحت الأرض، إلا أنها، بحسب الصحيفة، تتطلب معدات إضافية، وهو ما ليس من الواضح ما إذا كانت حماس تمتلكها.



