السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

يأتي السادس من أكتوبر من كل عام ومعه روح أكتوبر العظيمة، ذكرى نصر مصر والعرب على الكيان الصهيوني. 

ذكرى عبور القناة وتحرير الأرض ورفع راية العزة والكرامة المصرية. ولعل ما كتبته الأقلام حول العالم، وما كتبه الخبراء العسكريون وأهل السياسة والدبلوماسية، وما صدر عن مراكز الدراسات والبحوث، والمؤسسات ذات الصلة، وما سطره المؤرخون في تحليل النصر ونتائجه الكبرى لهو القدر الكبير، والذي لا يزال محل التأمل والدرس حول العالم حتى الآن ومن أكثر من وجهة نظر. أما عن علاقة أكتوبر العظيم بالفنون فقد تعرضت أيضاً للدراسة والنقد، وبالتأكيد لإبداع كبير في الفنون التعبيرية المصرية.  ومع العام الواحد والخمسين من ذكرى نصر أكتوبر العظيم، تتجدد مع رؤية الشعب المصري العظيم لتاريخه الحافل عدد من الأفكار والقراءات الجديدة.

كان أحدثها ما أثاره الكتاب والنقاد وكاتب هذه السطور واحد منهم، حول تجديد الدعوة نحو صناعة محتوى متعدد التخصصات للأطفال حتى يبقى نصر أكتوبر المجيد في ذاكرة ووعي ووجدان الأجيال الجديدة والقادمة. 

فنصر أكتوبر يحتاج إلى كتب مصورة، وأفلام ومسرحيات وأغنيات ورسوم وما هو ممكن من الفنون التعبيرية وفن الكتابة وصناعة المحتوى. فما تم تقديمه للكبار، رغم أنه لا يزال يحتاج للمزيد والمزيد، فإن استهدافنا للأطفال والأجيال الجديدة لهو أمر قد تأخر كثيراً، رغم العديد من الإنجازات في هذا الصدد.

أما الاقتراح المهم الذي يتجدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي سرى بين أهل مصر لتحية جيشهم العظيم المنتصر ورجاله البواسل والذي ظهر واضحاً هذا العام، فهو إعادة إحياء ذكرى أبطال أكتوبر الذين لم يحصلوا على شهرة مناسبة بقدر بطولاتهم الكبرى، وما هم بطلاب لها ولم يسعوا لها، بل كان هدفهم رفعة الوطن والدفاع عن حقوقه المشروعة وسيادته.

وواحد من أبطالنا ما تواترت على تداوله منصة (X) إكس الشهيرة، وحظي بتعليقات واهتمام من المشاركين هو البطل المصري اللواء ثابت إقلاديوس عجايبي مواليد نجع حمادي، رئيس عمليات مدفعية الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 والذي قاتل فيها مبكراً مقاتلاً جسوراً في حرب الاستنزاف عام 1969، كما يحكي المنشور المتداول "تلقى اللواء ثابت أوامر من القاهرة بالاختباء في الملاجئ نظراً لحدوث قصف إسرائيلي على القوات المصرية واستشهاد الفريق عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف والتجهيزات لحرب أكتوبر المجيدة.

وكان رد اللواء ثابت إقلاديوس في هدوء، هل يوجد أوامر بعد استشهاد الفريق رياض، وقام برصد الدبابات المعتدية وأخذ الثأر بتدمير ثلاث وعشرين دبابة إسرائيلية انتقاماً للشهيد عبد المنعم رياض، ثم استمر اللواء ثابت في موقعه ليقوم بدور بطولي كبير في حرب أكتوبر.

فقد نجح في تدمير النقاط الحصينة للعدو في القطاع الأوسط، وهو القائد الذي قام بتأمين تقدم الجيش المصري إلى عمق سيناء في الرابع والعشرين من أكتوبر المجيد".

وأبطال مصر في أكتوبر من القيادات الوسطى والصغيرة والضباط والجنود لا حصر لها، ولذلك فربما يكون الاقتراح الذي يعاودني هذا العام هو العمل على جمع تلك البطولات ورصدها وإدماجها في المحتوى الجماهيري عبر الفنون التعبيرية وغيرها.

ولعل الدعوة لوجود موسوعة حرب أكتوبر المجيدة لتدوين وتسجيل ونشر وتخليد ذكرى بطولات الأفراد المقاتلين والشهداء الأبرار لهى ضرورة من أجل الماضي والحاضر والمستقبل. ولعل ما أتاحته التكنولوجيا المعاصرة والذكاء الاصطناعي وإمكانيات التوثيق الرقمي في عالمنا المعاصر هو إتاحة لا نهائية لتسجيل جميع الأفراد والقادة ونشرهم في سجل الشرف المصري، وكذلك تخليد تلك القصص العظيمة من التضحية والبطولة. كما أن إطلاق أسماء هؤلاء الأبطال على شوارعهم وبيوتهم ومدنهم لهو ضرورة كبرى، أما تقديم الحكايات عبر الفنون التعبيرية وهى قصص ملهمة فقد أضحى أمراً هاماً وضرورياً. ولعل ذاكرة الوطن لأيام المجد التي ما زلت أذكرها فخوراً بها عندما كنت طفلاً ينظر بكل فخر واعتزاز لمعرض الغنائم الذي ذهبت إليه مع مدرستي الابتدائية بمسقط رأسي بأسيوط، ونشيد الصباح الذي شكل وجدان ذلك الطفل الذي كان، وهو أبي الحقيقي الآن الذي يحكمني في كل ما أفعل وأقول عندما يتعلق الأمر بمصر الوطن الذي أفخر به وأنتمي لشعبه العظيم.

ولذلك فمن حق الأجيال الجديدة أن تعرف ما هو أكتوبر العظيم ومن حق صناع النصر الأبطال أن تبقى ذكراهم وأثرهم الكبير خالداً في وجدان الماضي والحاضر والمستقبل. كل عام ومصر وشعبها وجيشها العظيم في خير ونصر وسعادة.

تم نسخ الرابط