الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قضاء الأطفال وقتًا أطول مع أجدادهم مفتاح لصحة نفسية أفضل وسلوكيات إيجابية

بوابة روز اليوسف

في ظل التغيرات الاجتماعية السريعة وازدياد اعتماد الأسر على التكنولوجيا، يغيب دور الأجداد بشكل متزايد عن حياة الأطفال.

إلا أن العديد من الدراسات الحديثة تؤكد أهمية قضاء الأطفال وقتًا أطول مع أجدادهم وتأثير ذلك العميق على سلوكياتهم وصحتهم النفسية.

 

 

دور الأجداد في تعزيز السلوكيات الإيجابية

 

 

قضاء الأطفال وقتًا مع أجدادهم يساهم في تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2012، الأطفال الذين يتفاعلون بشكل منتظم مع أجدادهم أظهروا قدرات اجتماعية أعلى ومستويات أقل من المشاكل السلوكية.

الأجداد يشكلون مصدر دعم غير تقليدي يعزز ثقة الطفل في نفسه ويساهم في تطوير احترام الذات.

 

 

الأجداد لديهم القدرة على نقل القيم التقليدية التي قد تكون مفقودة أو غير مكتسبة من الوالدين، خاصة في هذا العصر الرقمي المتسارع. فبحكم تجربتهم الحياتية، يساعدون في تشكيل وعي الأطفال بالقضايا الاجتماعية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تصرفات الأطفال داخل الأسرة والمدرسة.

 

 

 الأثر النفسي الإيجابي لقضاء الوقت مع الأجداد

 

 

الصحة النفسية للأطفال هي من أبرز العوامل التي تتأثر بشكل إيجابي نتيجة قضاء وقت مع الأجداد. دراسة أخرى نُشرت في "Journal of Family Psychology" عام 2016 أثبتت أن الأطفال الذين يتفاعلون مع أجدادهم بشكل منتظم يعانون من مستويات أقل من القلق والاكتئاب.

الأجداد يوفرون نوعًا من الأمان العاطفي والدعم الذي يحتاجه الأطفال، مما يقلل من التوتر الناتج عن ضغوط الحياة اليومية مثل المدرسة والعلاقات الاجتماعية.

 

 

كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أكبر مع أجدادهم يكون لديهم قدرة أكبر على التعامل مع مشاعر الحزن أو الفقد، حيث يشكل الأجداد ملجأً آمنًا للدعم العاطفي في الظروف الصعبة.

 

 

 الجانب المعرفي والتنمية الفكرية

 

 

من الناحية المعرفية، يساهم الأجداد في إثراء خبرات الأطفال من خلال القصص والحكايات التي تحمل في طياتها دروسًا حياتية.

فالأطفال يتعلمون من تجارب أجدادهم السابقة ويتعرضون لأنماط مختلفة من التفكير والتعلم، هذا التنوع يساعد في توسيع آفاقهم العقلية ويزيد من قدرتهم على التفكير النقدي.

 

 

كما أن قضاء وقت مع الأجداد يعزز من قدرة الأطفال على التواصل الفعال، حيث يتعلمون مهارات الحوار والاستماع والتفاهم المتبادل، دراسة من جامعة "بوردو" في الولايات المتحدة أشارت إلى أن الأطفال الذين يتفاعلون مع أجدادهم بانتظام يطورون مهارات تواصل أعلى مقارنة بأقرانهم الذين لا يحظون بهذه التجربة.

 

 

تعتبر العلاقة بين الأجداد والأحفاد أكثر من مجرد علاقة عائلية؛ فهي تؤثر بشكل مباشر على نمو الأطفال على الصعيد النفسي والسلوكي والاجتماعي.

 

يشير الباحثون إلى أن الأجداد يقدمون نوعًا من الرعاية غير الرسمية التي تعزز من استقرار الأطفال عاطفيًا وسلوكيًا.

في عالم يشهد تغيرات سريعة، يصبح من الضروري إعادة التفكير في الدور الحيوي الذي يلعبه الأجداد في حياة الأطفال وضرورة قضاء وقت أكبر معهم لتعزيز تنمية الأطفال الصحية.

تم نسخ الرابط