عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

تجارةُ البُخورِ ودورُها في التواصل بين العرب وسكان الساحل الأفريقي

أرشيفية
أرشيفية

     ساعد البخورُ النشاط التجاري المرتبط به على وجود أنماط متعددة من التواصل الدائم والمباشر منذ أقدم العصور بين التجار العرب من جانب، والسكان والشعوب المحليين في بلاد الزنج من جانب آخر. فمن المعلوم أن بلاد العرب كانت تنتج منذ القدم أجود أنواع البخور، وهي أنواعٌ من نالت شهرة واسعة في الأسواق في العديد من بلاد العالم القديم، وكانت منطقة الخليج العربي، لاسيما في عمان، من أشهر البلاد التي ارتبطت بتجارة البخور وازدهارها منذ القدم . 



    ومن المعلوم أن البخور والمر كانا يستخدمان في إعداد وصناعة الأدوية والعقاقير الطبية . الجديرُ بالذكر أن بعض المناطق من ساحل شرق أفريقيا كانت تشتهر بالعطور والتوابل، ولعل من أشهرها: جزيرة زنجبار Zanzibar، وهي تقع في آراضي تنزانيا حاليا . 

     وولقد اشتهرت تلك الجزيرة بحسب بعض المصادر التاريخية الكلاسيكية بأنها "جزيرة التوابل" Spice Island . ولقد كانت منطقة ظفار الواقعة بأرض عمان تُعتبر من أكثر المناطق الموجودة في بلاد جزيرة العرب القديمة التي اشتهرت بإنتاج أجود أنواح البخور، لاسيما هذا النوع من البخور المستخرج من اللبان، وهو الذي يطلق عليه في اللغة العربية الكندر، وهو المشهور أيضا بحسب بعض الروايات باسم: اللبان الدكر . 

      يمكن القول بأن هذا النوع من البخور هو عبارة عن عصارة شجرة الصمغ، إذ إنه إذا قمنا بشق جذع تلك الشجرة التي يستخرج منها، وفروعها، فكانت تسيل العصارة التي كان يتم جمعها بعد ذلك في سلال، ثم كانت تتصلب في شكل حبيبات، وكانت تعبأ في أكياس، ولاتزال ظفار العمانية تشتهر بأجود الأنواع منه حتى اليوم . 

وربما لهذا اهتم العمانيون بالبحث عن أهم البلاد المناطق التي كانت تنتج أجود أنواع البخور، وكان أهمها بلاد شرق أفريقيا، أو بلاد الزنج، وكان من أهم مناطق انتاج البخور هناك تقع بالقرب من الساحل الصومالي. أما أهم المدن التي كانت تشتهر بانتاج البخور في هذه البلاد تلك المدينة التي تسمى: بندر قاسم، وكذلك المنطقة التي كانت تمتد منها وحتى رأس جردفوي .  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز