يستعد العالم الإسلامي لاستقبال شهر رمضان الكريم، الذي ستبدأ أولى لياليه مساء اليوم، الذي سيستمر طوال شهر مارس.
انطلقت الاحتفالات بهذا الشهر العظيم منذ بداية شهر رجب وشعبان من خلال مظاهر عديدة منها: أداء العبادات كالصلاة والصيام وتكثيف الدعاء وقراءة القرآن الكريم، وغيرها من الطقوس بهدف التقرب إلى الله عز وجل، بالإضافة إلى مظاهر أخرى منها: شراء فانوس وزينة رمضان، والياميش والمكسرات والفواكه المجففة، واللحوم والدواجن، والمواد الغذائية وغيرها من المقتنيات الرمضانية التي أصبحت جزءا أصيلا من عاداتنا وتقاليدنا المصرية مع حلول الشهر العظيم.
تعتبر سلامة الغذاء من أهم الأولويات الخاصة بصحة الإنسان، حيث إن الغذاء الملوث يمكن أن يكون مصدرًا للعديد من الأمراض المختلفة، كما أنه يندرج تحت عنوان الممارسات الخاطئة التي تعرض صحة المستهلكين للخطر، حيث إن عرض المنتجات الغذائية والمشروبات مكشوفة ومعرضة للهواء الطلق في الأماكن العامة دون غطاء أو حماية يجعلها عرضة للتلوث والإصابة بمختلف أنواع الملوثات مثل: الغبار والأتربة والغازات الضارة وعوادم السيارات والمصانع، والحشرات الطائرة والزاحفة التي تنقل البكتيريا والفيروسات إلى الأطعمة، بالإضافة إلى أن تعرض الأطعمة والمشروبات لأشعة الشمس المباشرة يؤدي إلى تلفها وتدهور جودتها، مما يجعلها أقل فائدة غذائية ويزيد من مخاطرها، ويؤثر سلبا على صحتنا، والمدهش والغريب فى الأمر أننا نجد الأحذية تلقى رعاية واهتمام أكبر من الأغذية، وذلك من خلال عرضها داخل واجهات زجاجية "فاترينات".
مما لا شك فيه أن هناك إجراءات متعددة تهدف إلى الحد من تعرض الأغذية لكل المخاطر ومنها: ضرورة توعية الجمهور بأهمية سلامة الأغذية ومخاطر تلوثها، وتزويدهم بالإرشادات حول كيفية التعامل مع شراء الأغذية بشكل أمن، والتنبيه على أصحاب محلات الجزارة والدواجن بالالتزام بالشروط الصحية الواجب توافرها عند عرض منتجاتهم، بالإضافة إلى تشديد الرقابة من قبل الجهات المختصة والمنوطة بسلامة الأغذية المعروضة في الأسواق والمتاجر، والتأكد من سلامتها.
كما أنه علينا جميعاً الانتباه أثناء شرائنا متطلباتنا من المواد الغذائية وخاصة اللحوم بكل أنواعها، ألا تكون من أماكن مجهولة المصدر أو التي تباع بالأسواق العشوائية، ومن الضروري التأكد من ذبح الدواجن أمامكم، مع وجود ختم الجزارة على اللحوم المتاحة بالمنافذ المعتمدة والمحال التجارية المعروفة، والابتعاد عن شراء المنتجات الحيوانية من الباعة المتجولين حتى لو كانت أرخص من مثيلتها التي تعرض بالأسواق.
ختامًا.. تعد قضية سلامة الأغذية وحمايتها من أهم القضايا التي تؤثر على صحة الإنسان وسلامة المجتمع، لذلك أتمنى أن تختفي ظاهرة الإهمال في عرض اللحوم والدجاج المذبوح بالطريقة السليمة، على أن يتم عرضها وحمايتها داخل ثلاجة العرض او واجهة زجاج في أماكن آمنة وصحية داخل المحل، لتجنب تعرضها لمؤثرات خارجية غير صحية، لضمان توفير بيئة نظيفة وصحية للمستهلكين، وفي حالة مخالفة ذلك يتم إبلاغ الجهات المختصة مثل مديريات الصحة، وحماية المستهلك، وجهاز البيئة، والمحليات بالمحافظات، وذلك حرصا على سلامتنا جميعا.



