أحمد الجمال يكتب: الحلقة السابعة: عباس بن فرناس.. حكيم الأندلس ومخترع علم الطيران

"تاريخ الأمة سلسلة متصلة الحلقات، إذا فقدت إحداها تعثر لدينا فهم الماضي والحاضر واستشراف المستقبل"

مجرد سماع  الاسم أول ما يتوارد لذهنك محاولة الطيران الفاشلة، وما أشيع عن موته بسببها! ولكن.. عباس بن فرناس (810-887م) كان عالِمًا، ومخترعًا، وفيلسوفًا، وشاعرًا أندلسيًا من أبرز أعلام العصر الإسلامي في الأندلس. ولد في مدينة رندة (رندة الحالية في إسبانيا) وعاش معظم حياته في قرطبة، التي كانت مركزًا للعلم والثقافة في ذلك الوقت.

حياته:

كان عباس بن فرناس يتمتع بموهبة متعددة المجالات، حيث كان له اهتمام كبير بالعلوم الطبيعية، والفلك، والهندسة، والكيمياء، إضافة إلى الشعر والموسيقى. تلقى تعليمه في قرطبة على يد كبار العلماء، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في البلاط الأموي، حيث استفاد من دعم الحكام الذين كانوا يشجعون العلم والابتكار.

أهم إنجازاته:  1. اختراع أول آلة لقياس الوقت: يُنسب إلى عباس بن فرناس اختراع “الميقاتة”، وهي أداة مخصصة لقياس الوقت باستخدام حركة الشمس. هذا الابتكار ساعد الناس على تنظيم حياتهم وفقًا للوقت.  2. تطوير علم الفلك: كان له مساهمات ملحوظة في علم الفلك، حيث قام ببناء نموذج كروي يمثل الكواكب والنجوم. هذا النموذج كان سابقًا لعصره في فهم حركة الأجرام السماوية.  3. صناعة الزجاج الشفاف: يُقال إنه كان أول من جرب صناعة الزجاج الشفاف من الرمل والصخور، مما كان له تأثير كبير على تطوير صناعة الزجاج لاحقًا.  4. محاولته الطيران: واحدة من أكثر محاولاته شهرة كانت تجربته للطيران، حيث صنع جناحين من الخشب والحرير وريش الطيور، وحاول الطيران من مكان مرتفع. وعلى الرغم من أن المحاولة لم تكن ناجحة تمامًا، إلا أنها أثبتت قدرته على الابتكار والتفكير في الطيران قبل قرون من تطور هذا المجال.  5. الإسهام في الهندسة: قام بتصميم قبة سماوية تحاكي النجوم والكواكب، مما أدهش معاصريه وأثبت براعته في الهندسة.

أثره وإرثه:

يعتبر عباس بن فرناس رمزًا للابتكار والإبداع في العالم الإسلامي، حيث ألهم العلماء اللاحقين بفكره ومحاولاته الجريئة. وقد خُلّد اسمه في العديد من الأماكن، منها مطار عباس بن فرناس في بغداد ونصب تذكاري في قرطبة.

يمثل عباس بن فرناس نموذجًا للعالِم الشامل الذي لا يقتصر على مجال واحد، بل يسعى لاستكشاف أسرار الطبيعة وتحسين حياة البشر من خلال العلم والاختراع. ‏              

وهكذا طبيعه أغلب البشر يركز على الجانب السلبي ويترك الإيجابي.