
عاجل.. ذكرى ميلاد معشوق الدراما الـ80

سلمي السلنتي
في مثل هذا اليوم 7 أبريل من عام 1945 ولد فنان استثناني، امتلك القدرة على الغوص في أعماق النفس البشرية وتجسيدها بعبقرية لافتة، هو محمد يحيى محمد إبراهيم مصطفى الفخراني، أحد أعمدة الدراما والسينما.
بدأ رحلته كطبيب، حصل على بكالوريوس الطب في جامعة عين شمس عام 1971 ، لكن شغفه بالفن كان أقوى من سماعة الطبيب، فقرر أن يداوي القلوب بفنه من خلال المسرح والشاشة بدلاً من عيادته.
بدأ يحيى الفخراني مشواره الفني من مسرح الجامعة ولفت الأنظار بأدائه المتميز، فقرر أن يحترف التمثيل، حيث كانت بداياته في السينما في السبعينيات، وسرعان ما اثبت نفسه كممثل من طراز خاص يمتلك أدوات تمثيلية نادرة وقدرة على تقمص مختلف الشخصيات ببراعة، وعرف الفخراني بثقافته الواسعة ورقية الإنساني، هو فنان لا يرضى إلا بالأعمال الراقية ذات البعد الإنساني والفكري، اختار أدواره بعناية وكان دائمًا يحرص على تقديم رسائل هادفة من خلال فنه دون الوقوع في فخ الابتذال أو التكرار.
قدم العديد من الأعمال التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الدراما المصرية من أبرزها مسلسل " ليالي الحلمية " وشخصية "سليم باشا" الشهيرة كذلك "أوبرا عايد" و"شيخ العرب همام" و"زيزينيا" و"عباس الأبيض في اليوم الأسود"، كما أبدع في الأعمال التاريخية مثل مسلسل "دهشة" المأخوذ عن "الملك لير" لشكسبير.
لم يقتصر عطاؤه على الدراما التليفزيونية، بل قدم روائع على المسرح، منها مسرحية"الملك لير" و"الليلة الكبيرة"، أما في السينما فقدم أدوار لا تنسى مثل فيلم "الكيف"و"خرج ولم يعد" و"إعدام ميت"، قدم فوازير المناسبات عام 1988 وشاركه البطولة صابرين وهالة فؤاد، وإخراج الراحل فهمي عبد الحميد. تزوج من الكاتبة والطبيبة لميس جابر زميلة الدراسة، والتي كانت تشاركه كذلك أعماله المسرحية على مسرح الجامعة، هي الآن تعمل طبيبة نساء وولادة وتكتب السيناريوهات بعيدًا عن الأضواء، وأنجب منها أبناءه شادي، طارق.
عين يحيى الفخراني نائبًا في مجلس الشيوخ المصري من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحيث ينوب الفخراني مع سميرة عبد العزيز عن الفن المصري. نال العديد من الجوائز والتكريمات كجائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله، وكذلك تكريمه بمهرجان المركز الثقافي الكاثوليكي للسينما في دورته الـ65. يحيى الفخراني ليس مجرد فنان، بل هو ظاهرة فنية وإنسانية متكاملة بأسلوبه الهادئ وتمثيله العميق وباختياراته الذكية، استطاع أن يحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور ويترك بصمة مميزة في ذاكرة الفن المصري.