
الجارديان: الضربة الأمريكية لإيران "عمل متهور" يكبد العالم ثمنا باهظا

وكالات
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الضربة العسكرية الأمريكية لإيران "عمل غير قانوني ومتهور"، موضحة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار الحرب بناء على طلب إسرائيل، وقد يظن أنه حقق فوزًا سهلاً، لكن من المرجح أن يدفع العالم ثمنًا باهظًا.
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته، اليوم الاثنين، أنه برفضها الدبلوماسية واختيارها الحرب، ليس فقط في انتهاك للقانون الدولي، بل بناء على طلب إسرائيل التي تسعى إلى الإبادة في غزة، وجهت الولايات المتحدة ضربة موجعة لبنية الشؤون العالمية؛ وهو عمل متهور قد لا يستوعب العالم تكلفته بالكامل قبل عقود.
وقالت الصحيفة إن ترامب سارع، كما كان متوقعا، إلى إعلان النصر في أعقاب الضربة الأمريكية غير القانونية على المنشآت النووية الإيرانية، ورغم ذلك لا يمكننا حتى الآن الجزم بما إذا كانت الضربة قد أنهت طموحات إيران النووية أم ستدفعها إلى السعي وراء امتلاك قنبلة؛ وقد تمر أسابيع أو أشهر أيضا قبل أن يبدأ الرد الإيراني، بكل تداعياته المحتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وكلاهما يمتلك أسلحة نووية دخلتا في حرب بناء على ادعاء غير مُثبت بأن دولة ثالثة على وشك امتلاك أسلحتها النووية.
وفي مارس الماضي، صرحت تولسي جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، بأن إيران لا تُصنع أسلحة؛ فيما تقول إسرائيل بوضوح إن هجماتها ستستمر وتتحدث بشكل متزايد عن "تغيير النظام الإيراني".
وذكرت الجارديان أنه خلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بـ"وقف الفوضى في الشرق الأوسط" و"منع حرب عالمية ثالثة"، إلا أن خطر اندلاع حرب إقليمية يتزايد، وهو الآن يُحذر "إما السلام أو مأساة لإيران" إذا لم تُوقف تخصيب اليورانيوم.
ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استدرج" ترامب إلى هذا الهجوم، وقد يدفعه إلى المزيد، مُشيدا به كرئيس "صنع التاريخ".
وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة أن تبني الولايات المتحدة للضربات الاستباقية مفيد لأي زعيم قد يرغب في تنفيذ مثل هذه الضربات ضد أي دولة أخرى، موضحة أنه حتى لو أمكن احتواء الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط، فإن تكلفة هذا العمل المتهور قد لا نشعر بها أو ندركها بالكامل إلا بعد عقود من الزمن.