عاجل
الجمعة 27 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثورة 30 يونيو
البنك الاهلي

"من تمرد إلى التحرير.. شهادات حية تروي ملحمة 30 يونيو"

بين قتل وإرهاب وتفجير وتدمير، سقط الكثير من الشهداء، من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين، ليوثقوا بدمائهم خيانة أقذر من حكم مصر عبر التاريخ جماعة الإخوان الإرهابية، فخلال عام واحد، أثبت التنظيم أن التضحية بمصر وشعبها وتقديمها قربانا لقوي الشر وإسقاطها في مستنقع الفوضي، هو الضمانة لبقائهم في الحكم، لكنهم اصطدموا بشعب علي استعداد للموت فداءا لوطنه، ويكتب في 30 يونيو شهادة وفاة التنظيم إلي الأبد.



مدحت شام، مدير إحدي المدارس في محافظة الشرقية، قال إن ثورة 30 يونيو جاءت نتيجة الفشل الذريع لجماعة الإخوان في إدارة الدولة خلال فترة حكمهم سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، بالإضافة إلى استغلال السلطة بشكل علني ومتعمد لصالح التنظيم، واعتماد سياسة الإقصاء للكفاءات، واستهداف مؤسسات الدولة خاصة الجيش والشرطة والقضاء.

وبدأت شرارة الثورة من خلال حركة "تمرد"، التي أطلقها مجموعة من الشباب الوطني، ونجحوا في جمع أكثر من 50 مليون توقيع من المواطنين المطالبين بإنهاء حكم محمد مرسي، ما مهّد الطريق لثورة شعبية غير مسبوقة.

وأشار إلى أن الملايين خرجوا في ميادين مصر، مطالبين بإسقاط النظام، وهو ما استجاب له الجيش المصري العظيم الذي انحاز لإرادة الشعب، وتدخل بناءً على طلبه لإنهاء الفوضى وحكم الجماعة الفاشلة.

وأضاف أن الثورة نجحت في استعادة الدولة المصرية، وبدأت مرحلة جديدة من البناء والتنمية، وعادت لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، وأصبحت اليوم واحدة من أقوى الدول عسكريًا وسياسيًا، بفضل تضحيات رجالها الأوفياء وقيادتها الوطنية الحكيمة.

الدكتور محمود عبداللطيف، الأستاذ بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الزقازيق، أكد إن ثورة 30 يونيو تعد واحدة من المحطات التاريخية الفارقة في مسار الدولة المصرية الحديثة، حيث عبرت عن إرادة شعبية حقيقية خرج فيها الملايين بمختلف المحافظات في عام 2013، للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي وُصفت بالإرهابية، بعد أن فشلت في إدارة الدولة وتسببت في انقسام مجتمعي واضح وتدهور اقتصادي غير مسبوق.

 

"عبداللطيف" أشار إلى أن الثورة لم تكن لحظة عابرة، بل جاءت نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية، عانى خلالها المواطنون من شعور عام بعدم الاستقرار، فضلاً عن محاولات "أخونة" مؤسسات الدولة وتدهور الخدمات الأساسية، إلى جانب الانفلات الأمني الملحوظ، مؤكدًا أن حكم الجماعة اتسم بالسعي نحو السيطرة على مفاصل الدولة لتحقيق مشروع ضيق، دون اعتبار لمطالب الثورة ولا لخصوصية وتعددية المجتمع المصري.

 

وأضاف أن القوات المسلحة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك،  استجابت لمطالب جموع الشعب، معلنة خارطة طريق واضحة، شملت عزل الرئيس، وتشكيل حكومة انتقالية، وصياغة دستور جديد، وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، في خطوة كانت بمثابة تصحيح للمسار الديمقراطي وضمان لسلامة الدولة.

 

المستشار أحمد صلاح عبد الستار محامٍ بالنقض - باحث سياسي، أوضح إن ذكرى ثورة 30 يونيو تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر، بل والمنطقة بأكملها، بعدما استطاع الشعب المصري أن يصنع ملحمة وطنية حقيقية، ويسترد بلاده من جماعة كانت تستهدف هوية الوطن ومقدراته.

 

ويؤكد أن الموقف المصري كان وما زال ثابتًا تجاه قضايا الشعوب، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، لافتًا إلى أن الشعب المصري وقف في صف قضايا الأمة، بينما تتعرض شعوب أخرى للخذلان والضعف في غياب قيادات حكيمة، كما هو الحال مع الشعب الإيراني الذي تُرك يفرّ من طهران بعد تهديدات مباشرة، والشعب الفلسطيني في غزة الذي يعاني ويدفع الثمن وحده.

 

عبد الستار أكد أن الشعب المصري، في ملحمة وطنية بدأها قبل يوم 30 يونيو بأيام، نزل إلى الشوارع متحديًا التهديدات، رافضًا القمع، حاملًا روحه على كفه من أجل الوطن، فكانت البداية في مدن القناة، حين تحدّى المواطنون قرارات حظر التجوال، وتصدوا للقرارات القمعية من النظام الإخواني.

 

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي صدق وعده حين قال "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، موضحًا أن مصر الآن أصبحت دولة متزنة، لا تبتز ولا تُبتز، تقيم علاقاتها على أساس الاحترام المتبادل، وترفض الإملاءات أو الضغوط من أي قوة في العالم.

 

واختتم المستشار أحمد صلاح عبد الستار،  كلمته بالتأكيد على أن الشعب المصري لا يُكسر، ووعيه لا يُخترق، مشيرًا إلى أن التضحيات التي قدمها أبناء الوطن من الجيش والشرطة والمدنيين كانت وتظل عنوانًا للوفاء، وأن مصر ستبقى دائمًا الملاذ الآمن، والصوت العربي العاقل، والدولة التي تحمي ولا تُهدد، وتقود ولا تُقاد.

 

بينما قال الطالب أحمد صلاح بكلية التجارة، إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حراك شعبي ضد جماعة سياسية، بل كانت انتفاضة وعي من شعب قرر أن يختار مصيره بيده، مؤكداً أن الشباب كان في قلب المشهد، يدافع عن مستقبل وطنه ويرفض أن يُختطف لصالح جماعة لا تؤمن بالدولة ولا تعرف معنى الوطن.

 

والجيل الجديد الذي نشأ بعد الثورة يؤمن بقيمة ما تحقق، ويشعر بالفخر حين يرى بلاده اليوم في موقع الريادة، تتحدث بثقة، وتتحرك بحكمة، وتحظى باحترام العالم، لافتاً إلى أن ما زرعته ثورة 30 يونيو من وعي وانتماء في نفوس الشباب، سيظل وقوداً لحماية الوطن من أي خطر أو مؤامرة مستقبلاً.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز