عاجل
الجمعة 15 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الزوجة الصالحة حسنة الدنيا

الزوجة الصالحة حسنة الدنيا

ورد في حديث النبي الذي ذكره كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما أن نكاح المرأة، أو بمعنى آخر طلبها للزواج لا يكون إلا من خلال توافر أربعة أشياء بها.



"تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ".

المال، ثم الحسب والنسب والأصل الطيب، الذي ورد فيه حديث أيضا "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، والعرق هنا المقصود النسب والأصل، ودساس بمعنى قد تظهر المرأة وأهلها خلاف ما يبطنونه، فيظهرون الطيبة والخصال الحسنة وهم أبعد ما يكونون عنها، لذلك وجب على كل من يذهب لخطبة فتاة أن يسأل عن أصلها وسيرتها وسيرة أهلها وقبل ذلك يستخير الله تعالى، خصوصا في أيامنا هذه التي ارتفعت فيها تكاليف الزواج، ومن ثم وجب التريث والتروي فى الاختيار.

 

وكذلك تنكح لجمالها، والجمال هنا جمالان، جمال الروح، جمال القلب ورقته وجمال الشكل فما أجمل وأروع إذا اجتمع الجمالان، جمال الروح الذي ينعكس على جمال الشكل فيكسبه رونقا وبريقا.

ثم ذات الدين، وتلك التي أخبر عنها النبي ﷺ والتي قال عنها فاظفر أي فز بذات الدين تربت يداك أي ربحت ربحانا كبيرا.

لكن ما صفات ذات الدين، صاحبة الدين، حافظة كتاب الله، المجتهدة، المواظبة على درسه والتفقه فيه، تلك التي إذا غاب عنها زوجها حفظته في بيته وماله وولده ودينه، كيف في دينه تلك التي تنصحه قبيل خروجه من بيته تنصحه بتقوى الله وألا يطعمها وأولادها من حرام، والتي تحضه دوما على فعل الخيرات.

ليس هذا وحسب التي تعينه على أمور المعيشة دون طلب منه خصوصا في أيامنا هذه وفي ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي تمر بها بعض الأسر المصرية  المعقدة بعض الشيء، فإن كانت تعمل تساعده في مصاريف منزلهما وتعينه على تربية أولادهما، وليس في هذا مخالفة للشرع طالما أن الأمر لا يقع جبرا وقسرا وإنما اختيارا وطواعية.

حتى في خدمتها له ولوالديه طالما أن ذلك بإرادتها دون قهر أو جبر أو تهديد، إذا لم تفعل سيحدث لها ما لا تحمد عقباه.

فالحياة الزوجية مقومها الرئيس التكافل والاتفاق، فالزوج ستر لزوجته والزوجة ستر لزوجها.

وإذا نظر إليها أسرته من حسن جمالها وعذب كلامها، ومكتون حنانها، ولنا في زوجة الصحابي الذي خرج زوجها في سفر، وترك وليده أمانة عند أمه، ومرض الطفل ومات، وعاد الرجل فوجد زوجته في أحسن زينتها وتهيأت له ويقضي ليلته بجوارها، ثم في الصباح أخبرته أن ولدهما كان عندهما أمانة واستردها صاحبها، فأخبرته أن الغلام مات، فانفعل عليها وخرج يشكو صنيعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبسم الرسول من صنيع السيدة، ودعا لهما بالخير، وأنجبت بعشرة فتيان جميعهم كانوا قادة في الجيوش الإسلامية.

 

نعم إنها الزوجة الصالحة حسنة الدنيا التي أخبر عنها الله تعالى في قوله (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فحسنة الدنيا الزوجة الصالحة التي تعين زوجها على طاعة الله، فإذا كان لا يصلي تحثه على الصلاة، وإذا كان قاطعا لرحمه تمسك بيديه وذهبا سويا لوصل أرحمهما.

ليس هذا وحسب بل قد تكون سببا في دخوله الجنة إذا أتى بخصال الخير سيكون من الفائزين.

أيضا الزوجة الصالحة مصباح البيوت، النيرة المنيرة التي تدخل البهجة والسرور على أولادها وتحسن تربيتهما خصوصا في هذه الأيام الصعبة التي يبحث فيها الزوج عن أعمال إضافية ليوفي احتياجاتهم، فهي في المنزل لضبطه وترتيبه وتأهيل الأبناء حتى يكونوا صالحين نافعين لأنفسهم أولا ثم لوالديهم وأرحامهم ثم لمجتمعهم.

نعم الزوجة هي الأم التي إذا أعدت جيدا تخرج من عباءتها شعب طيب الأعراق.

ولكن بعد كل هذه الخصال الحميدة والصفات الجميلة، لماذا يقدم بعض الأزواج على الزواج من أخرى، ومن ثانية وثالثة متذرعين بفكرة التعددية في الإسلام، نقول نعم الإسلام أباح التعددية، لكن متى، إذا كان هناك معوق تستحيل معه الحياة بين الطرفين، لكن إذا كانت الزوجية عطوفا حنونة تؤدي واجباتها على أكمل وجه فلماذا يتزوج عليها زوجها، هل لأن الله وسع عليه في المال يقوم بالافتراء على زوجته ويأتي إليها بأخرى تنغص حياتها، هل شممت منها ريحا سيئا.

ورب واحد يقول سأعدل بين أزواجي، نذكر بقوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)

ورب واحد يحتج بقوله تعالى(مثنى وثلاث ورباع)، نحتج عليه بقوله تعالى (وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)

نعم إنها الزوجة الصالحة حسنة الدنيا والآخرة.

حفظ الله علينا أزواجنا وبارك في أعمارهن، فهن زينة البيوت ومصابيحها النيرة.

وهدى كل زوجة عاقة لزوجها ولا تتقي الله فيه وفي بيتها وأولادها.

 

أستاذ الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز