الثانية على الجمهورية في التعليم الفني: أفتخر أني من صنايع وهكمل هندسة
وسط فرحة غامرة ودموع امتنان التقت "بوابة روزاليوسف"منى سعد إسماعيل"، الطالبة بمدرسة ديرب نجم الثانوية الصناعية بنات، والتي حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية والأول على محافظة الشرقية في قسم فني الأجهزة الإلكترونية، تحدثت عن قصة كفاحها، وسر تفوقها، وحلمها الذي بدأت أولى خطوات تحقيقه.
_ بداية .. عرفينا بنفسك؟
اسمي منى سعد إسماعيل سعد، عندي 18 سنة، مقيمة بقرية الهوابر التابعة لمركز ديرب نجم، كنت بدرس في مدرسة ديرب نجم الثانوية الصناعية بنات، فني الأجهزة الإلكترونية حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، والأول على محافظة الشرقية، بمجموع 697 درجة وده شرف كبير ليا.
كيف حققتي هذا النجاح والتفوق؟
بصراحة النجاح ما جاش من فراغ، كنت بذاكر كتير جدًا، ساعات كنت بطبق يومين ورا بعض، وكان عندي هدف واضح: "أوصل لهندسة"، دعم أهلي وتشجيع مدرسيني وخاصة في القسم كان ليه تأثير كبير كنت بذاكر دروسي أول بأول عشان متتراكمش عليا، وأي حاجة تقف معايا، كنت أبحث عنها سواء من النت أو من المدرسين.
مين أول واحد بلغك بالنتيجة؟ وكان رد فعلك إيه؟
اللي بلغني بالنتيجة كان أستاذي في القسم، الأستاذ محمد فتحي، والأستاذ هيثم، والمهندس عبد الله.. فرحتي ما تتوصفش، قعدت أعيط من الفرحة ومكنتش مصدقة، خصوصًا لما عرفت إني من أوائل الجمهورية، لأن ده حلم كبير.
ووالدك ووالدتك كان رد فعلهم إيه؟
فرحوا جدًا، ماما زغردت في البيت، وبابا كان مبسوط بيا جدًا، وكل العيلة كانت فرحانة، أنا وقتها كنت في الشغل، فلما كلمتهم حسيت قد إيه فخورين بيا، وكانت لحظة مش هانساها في حياتي.
بتشتغلي في الإجازة؟
أيوه، بعد الامتحانات دورت على شغل علشان أساعد أهلي وأعتمد على نفسي، اشتغلت في أماكن مختلفة، حتى لو بسيطة، لكن كنت فخورة إني بساعد في مصاريف البيت، بابا في الأول ماكانش موافق، لكن لما شاف إني جادة، وافق ودعمني.
هل دي المرة الأولى التي تحصدي فيها المركز الأول على مدار سنوات الدراسة؟
لا ليست المرة الأولى، كنت دائماً من الأوائل في المراحل الثلاث الابتدائي والإعدادي والثانوي، لكن إني أكون من أوائل الجمهورية لا دي أول مرة، وهذا افخر كبير لي ومبسوطة باللي حققته، كل ما كنت بيأس أقوم من تاني وأقول إني هقدر وكنت بحاري عشان حلمي والحمدلله وصلت الحاجة اللي بتمناها
احكيلنا أكتر عن قسم الإلكترونيات اللي كنتي فيه؟
القسم بصراحة جميل جدًا، وتعلمنا فيه حاجات كتير، مدرسي القسم كانوا زي أهالينا، بيشجعونا وبيشرحوا لنا بصبر، وكنا بندرس كل الأجهزة الإلكترونية: موبايلات، شاشات، دوائر.. وكل ده بشكل عملي، الناس كانت بتقول إن القسم صعب، بس هو مش صعب على اللي بيذاكر وعنده هدف.
هل استفدتي من الجانب العملي في دراستك؟
أكيد، ده كان أهم حاجة، كنا بندرس عملي على الأجهزة ونعرف كل تفاصيلها، وده هيفيدني في المستقبل، سواء في سوق العمل أو في كلية الهندسة، اكتسبت مهارات وخبرات كبيرة الحمد لله.
شايفة إن التعليم الفني قدر يأهلك فعلاً لسوق العمل؟
أيوه، وبقوة كمان إحنا بنتخرج وعندنا مهارات وخبرات حقيقية، ممكن أشتغل في صيانة أجهزة، موبايلات، طابعات، أي مجال إلكتروني، لأني درست كل ده عملي، الطالب الفني هو اللي بيمتلك الخبرة، مش بس الشهادة أو التعليم النظري، أنا بشوف أن العملى أهم بكتير.
إيه طموحك المستقبلي؟
أنا دخلت صنايع علشان أوصل لهندسة. إن شاء الله هدخل معهد فني صحي، وبعد كده أكمل هندسة قسم إلكترونيات. ده حلمي، وحلم أهلي ومدرسيني، وهسعى بكل قوتي أحققه، وهرفع اسم المدرسة والقسم والمدرسين اللي دعموني.
شايفة إن التعليم الفني مظلوم؟
للأسف أيوه، ناس كتير بتبص للتعليم الفني كأنه أقل من الثانوي العام، بس ده تفكير غلط، التعليم الفني بيخرج منه مهندسين ومعلمين ومحاسبين وفنيين شغالين في السوق وبيكسبوا بعرقهم أنا واحدة من الناس اللي فخورة إني من التعليم الفني، وبدعو الأهالي يشجعوا أولادهم عليه.
تنصحي طلاب الشهادة الإعدادية بإيه؟
أنصحهم يدخلوا دبلومات فنية على حسب ميولهم ومجموعهم، خصوصًا لو هدفهم واضح، التعليم الفني مش حاجة تدعوا للإحراج وحقيقي فيه فرص كتير ومجالات واسعة، والمدرسين هنا بيتعاملوا معانا كأننا أولادهم، وبيساعدونا بكل الطرق.
إيه سر تفوقك؟
سر تفوقي هو المذاكرة، ثم المذاكرة، ثم دعم أهلي ومدرسيني، حرفيًا، من غيرهم ماكنتش هعرف أوصل، كنت دايمًا بحس إنهم حاطين فيا ثقة، وكان لازم أكون قدها.
هل واجهتي صعوبات أثناء الدراسة؟
أكيد، زي أي طالب، كان في مواد تقيلة أو محتاجة تركيز، بس كنت بحاول أذاكر أول بأول عشان مفيش مواد تتراكم عليا وعشان انا عندي هدف عايزة أوصله ولو حاجة وقفت معايا كنت بسأل مدرسيني فورًا الحمد لله كانوا بيقفوا معانا جدًا.
كنتِ بتاخدي دروس خصوصية؟
لا، ما أخدتش دروس خصوصية، ولا حتى طول فترة تعليمي في الصنايع كنت باخد بس مجموعات مع صحابي داخل المدرسة، مع مدرسين القسم، وكانوا بصراحة مدينا اهتمام كبير جدًا، فما كنتش محتاجة أكتر من كده.
ناوية تكملي في قسمك لما تدخلي هندسة؟
طبعًا، هدخل في القسم، قسم الإلكترونيات في هندسة بإذن الله، لأني فخورة بالقسم ده جدًا، وتعلمت فيه حاجات كتير، نفسي أكون قدوة للبنات اللي هيبدأوا يدخلوا الصنايع وأقولهم: "التعليم الفني بيطلع ناس ناجحة".
قسم الإلكترونيات أكثر فئة بتشتغل فيه الشباب .. كأنثى شايفة إنك تقدري تكملي فيه؟
أكيد، مش فارق ولد ولا بنت، اللي بيتعب يوصل، والبنت لازم تثبت نفسها وتكمل وتشتغل وتحقق حلمها ماحدش يقول إن دي شغلانة ولاد، دي شغلانة للمجتهدين، وملقتش دلوقتي في فرق بين بنت وولد في الشغل، البنت تقدر تشتغل أي حاجة طالما عندها هدف مش مهم نظرة المجتمع المهم إنها تشتغل في الحاجة اللي تقدر تفيدها وتنجح فيها.
هل شايفه إن في حاجة محتاجة تتغير في التعليم الفني؟
بصراحة مش عايزة حاجة تتغير، بالعكس، نظام الجدارات الجديد حلو جدًا وبيخلينا نعتمد على نفسنا، ياريت يطوروا فيه أكتر ويدعموا الطلاب، ويعرفوا الناس قد إيه التعليم الفني مهم.
ما هو نظام "الجدارات" في التعليم الفني؟
هو نظام بيعتمد على إن الطالب يذاكر ويبحث بنفسه عن المعلومة، بيعلمنا نحاول ونجتهد، والمدرسين بيساعدونا كأنهم أهلنا، بصراحة علمني حاجات كتير، وخلاني أوصل بنفسي لحاجتي.
إيه خطتك المستقبلية القادمة؟
هكمل تعليمي في معهد فني صحي لمدة سنتين، ومنه إن شاء الله أدخل كلية الهندسة وهافضل أذاكر وأجتهد، عشان أحقق حلمي وأرفع اسم أهلي ومدرستي ومدرسيني.
في نهاية الحوار، وجهت منى الشكر العميق لكل من وقف بجوارها: والدها الذي يعمل على جرار زراعي، ووالدتها ربة المنزل، ومدرسي قسم الإلكترونيات، وقالت"هما السبب بعد ربنا في اللي وصلتله، وحلمي لسه في أوله، ولسه عندي مشوار طويل، بس بإذن الله أوصل".



