الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ظهور مفاجئ لقناديل البحر ببورسعيد يثير قلق المصطافين

قنديل البحر
قنديل البحر

شهدت سواحل بورسعيد هذا الصيف عودة مكثفة لأسراب قناديل البحر، ما تسبب في إزعاج واسع للمصطافين، وأدى إلى توقف عدد من الأنشطة البحرية والترفيهية. وفيما اعتبرها البعض ظاهرة عابرة، يؤكد خبراء البيئة البحرية أنها نتاج متوقع لتغيرات بيئية ومناخية متداخلة.

 

 

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل حسن عبد الله، أستاذ مساعد البيولوجيا البحرية ورئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة بورسعيد، أن النوع المنتشر حاليًا هو Rhopilema nomadica، وهو نوع غير دخيل على البحر المتوسط، بل معروف بظهوره الموسمي، لكنه يتكاثر بكثافة في فصول الصيف مع توافر ظروف بيئية مواتية.

وأشار الدكتور عبد الله إلى أن قسم علوم البحار بالجامعة شكّل فريقًا علميًا خاصًا لمتابعة الظاهرة، وتوصلت الدراسة الأولية إلى أن ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب التغير المناخي، وتراجع أعداد المفترسات الطبيعية كالسلاحف البحرية، وتلوث الشواطئ بالبلاستيك، والصيد الجائر، كلها عوامل أساسية تسهم في تفشي هذه الكائنات.

مخاطر بيئية واقتصادية لا تُستهان بها

وأوضح التقرير العلمي أن قناديل البحر لا تمثل خطرًا ترفيهيًا فقط، بل تهدد توازن النظام البيئي البحري من خلال تغذيتها على بيض ويرقات الأسماك، كما تتسبب في تمزيق شباك الصيادين، وقد تعيق عمل محطات التبريد في المنشآت الساحلية، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي.

لسعات مؤلمة تستدعي الحذر

من الناحية الصحية، قد تُسبب لسعات القناديل طفحًا جلديًا، وحروقًا، وتورمات تختلف شدتها حسب نوع القنديل وحساسية الجلد. وينصح الدكتور عبد الله باستخدام المياه المالحة أو الخل في حالات الإصابة، مع تجنب الماء العذب أو الثلج، والتوجه لأقرب نقطة إسعاف في حال اشتداد الأعراض.

نحو مواجهة بيئية واعية

وأكد الدكتور عبد الله أن القسم أطلق حملة توعية مكثفة تستهدف المواطنين والأطفال بشكل خاص، موضحًا أن خطة المواجهة تركز على حماية المفترسات الطبيعية، واستخدام وسائل صيد بيئية لجمع القناديل بعيدًا عن الشاطئ، رافضًا اللجوء إلى الحلول الكيميائية لما لها من أضرار كارثية على النظام البيئي البحري.

 

 

من تهديد إلى فرصة اقتصادية

وعلى الرغم من أن انتشار قناديل البحر يشكل تحديًا بيئيًا، يرى الدكتور عبد الله أنها قد تتحول إلى فرصة اقتصادية واعدة، لافتًا إلى أن هذا الكائن البحري يستخدم في الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية، خاصة في الأسواق الآسيوية. وسبق لمصر أن صدّرت أكثر من 600 طن من قناديل البحر إلى الصين عام 2004، في خطوة تؤكد إمكانية استثمار الظاهرة بشكل مستدام يعود بالنفع على الصيادين والاقتصاد الوطني.

وفيما تواصل فرق البحث العلمي مراقبة تطورات الظاهرة، يؤكد الدكتور محمد إسماعيل حسن عبد الله أن الحل يكمن في الجمع بين التوعية البيئية، والحلول العلمية المستدامة، وتحويل التحديات إلى فرص، في إطار رؤية شاملة لحماية الشواطئ وتفعيل الاقتصاد الأزرق في مصر.

 

 

تم نسخ الرابط