الدكتور رضا فرحات: تأميم قناة السويس لحظة فارقة رسخت السيادة الوطنية المصرية
قال الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية ، إن ذكرى تأميم قناة السويس تمثل واحدة من أبرز المحطات في التاريخ السياسي والاقتصادي المصري، ليس فقط لأنها كانت قرارا سياديا جريئا اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956، ولكن لأنها رسخت لمفهوم الاستقلال الوطني الكامل، وأكدت أن مصر قادرة على انتزاع حقوقها من القوى الاستعمارية بإرادة شعبها وقوة قرارها السياسي.
وأضاف فرحات لـ «بوابة روزاليوسف » أن قرار التأميم كان تعبيرا عن حالة من التحدي الوطني ورغبة في بناء مصر الحديثة بمواردها الذاتية وبعقول وسواعد أبنائها فقد كان التأميم إعلانا صريحا بأن قناة السويس، التي حفرت بدماء المصريين، لن تظل رهينة في أيدي شركات أجنبية تستفيد من عائداتها بينما يعاني الشعب المصري من الفقر والاحتياج.
وأشار إلى أن تأميم القناة أطلق شرارة العدوان الثلاثي على مصر، لكنه في المقابل أثبت قدرة الدولة المصرية على الصمود، ونجحت الدبلوماسية المصرية بقيادة عبد الناصر في كسب معركة الرأي العام العالمي، وانتهت الأزمة بانسحاب قوات الاحتلال، وبقيت القناة تحت الإدارة المصرية، مما شكل انتصارا غير مسبوق لمبدأ السيادة الوطنية.
وأكد فرحات أن قناة السويس بعد تأميمها أصبحت ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، ومعبرا عالميا للتجارة يمر عبره نحو 12% من التجارة البحرية العالمية، واليوم أصبحت القناة عنصرا استراتيجيا ضمن معادلات الأمن القومي المصري، ومصدرا مهما للدخل القومي، كما أن مشاريع تطوير القناة وازدواجها وتعميقها خلال السنوات الأخيرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعادت تأكيد دور القناة الحيوي في ربط الشرق بالغرب وفي تعزيز مكانة مصر الجيوسياسية.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى إن ذكرى تأميم قناة السويس ليست فقط احتفالا بحدث تاريخي، بل هي تذكير دائم بأن مصر قادرة على حماية مقدراتها وموقعها الاستراتيجي، وأن القرار الوطني المستقل كان وسيظل هو جوهر قوة الدولة المصرية في مواجهة التحديات والضغوط، وهو ما يجب أن تبقى عليه الأجيال القادمة.



