
لتعزيز فرص المنطقة العربية في استقطاب الاستثمارات الخارجية
"أبـو الغيـط" يدعو لضخ مزيد من الإنفاق على البحث في الذكاء الاصطناعي

أ.ش.أ
دعا أحمـد أبـو الغيـط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدول العربية إلى ضخ مزيد من الإنفاق على البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، لأن هذا سوف يعزز من فرص المنطقة العربية في استقطاب الاستثمارات الخارجية والداخلية، وسيسهم في رفع قدرة الدول العربية على الانتقال من كونها مجرد مستهلك لهذه التكنولوجيا إلى منتج ومطور لها، بل وسيساعد أيضاً على رأب الفجوة الرقمية بين الدول العربية وبعضها البعض.
جاء ذلك في كلمة أحمد أبو الغيط، اليوم، في افتتاح المنتدى العربي للذكاء الاصطناعي الذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مدينة العلمين الجديدة.
ووجّه أبو الغيط في مستهل كلمته التحية إلى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رئيس الدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والمستشار أحمد سعيد خليل، رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأشار إلى أن المنتدى العربي للذكاء الاصطناعي يعد استكمالاً للجهد والعمل المتواصل لمنظومة العمل العربي المشترك في التعامل مع التحديات والمستجدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، باعتباره مجالاً بالغ الأهمية والحيوية، ومتداخلاً في جميع مناحي الحياة العصرية.
وقال إن جهد منظومة العمل العربي على هذا الصعيد واضح، ونتائجه ملموسة، بداية باعتماد مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي في يناير 2024، ومروراً بعقد دائرة الحوار العربية للذكاء الاصطناعي في العالم العربي بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في شهر فبراير الماضي، بمشاركة خبراء عرب وأجانب متخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي. وليس انتهاء بما خلصت إليه لجنة التنسيق العليا في دورتها المنعقدة في أبريل الماضي بتونس، بالطلب من الدول العربية التعامل مع موضوع الذكاء الاصطناعي باعتباره أولوية استراتيجية في خطط التنمية الوطنية للدول العربية.
وأشار أيضاً إلى القرار المهم الصادر عن القمة العربية التنموية الأخيرة المنعقدة في شهر مايو ببغداد حول مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن الذكاء الاصطناعي، ودعوة الدول الأعضاء لتبني المبادرة ومكوناتها الرئيسية، وعقد منتدى عربي سنوي للذكاء الاصطناعي لمتابعة تنفيذها، وتبادل أفضل الممارسات وعرض التجارب العربية والدولية في هذا المجال.
وأكد أن أهمية ورمزية عقد المنتدى العربي للذكاء الاصطناعي، تكمن في التوقيت، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم بمثابة قوة دافعة ومنصة شاملة تنطلق منها الأفكار الجديدة والتكنولوجيات الفائقة في كل المجالات... من الاقتصاد والتعليم، إلى الصحة والأمن... ومن الزراعة والنقل إلى الإعلام والثقافة.
وجدد التأكيد على ما سبق وأشار إليه خلال افتتاح دائرة الحوار لعربية للذكاء الاصطناعي في شهر فبراير الماضي... بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل ثورة في طريقة التفكير والعمل، وإن تطوراته ومستجداته متسارعة بشكل غير مسبوق أو متصور، خاصة على صعيد ما يعرف بـ"النماذج اللغوية الكبيرة"، والذكاء التوليدي... وبما جعل المشهد أقرب إلى "سباق تسلح" بين القوى الكبرى في ابتداع منظومات وتطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا التي لا تكاد تشبه أي تكنولوجيا أخرى عرفها الإنسان من حيث القدرة على توليد الأفكار والتطوير الذاتي المستمر.
وقال إن مما لا شك فيه، أن الوعي المتزايد بأهمية التعاون والعمل المشترك المخلص والجاد في هذا المجال تحديداً، قادر على وضع المنطقة العربية في المكانة التي تستحقها... ومنتدى اليوم يُعد فرصة مهمة لبحث جاد ونقاش موسع على التوازن المنشود والآلية المطلوبة للتعامل مع المخاطر المحتملة الناتجة عن تأثير التنافس المفتوح في هذا المجال على القيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية، مع العمل في نفس الوقت وبكل قوة على تحصيل المكاسب المنتظرة الناتجة عما يتيحه الذكاء الاصطناعي من إمكانيات غير مسبوقة للنمو والازدهار البشري.
وأعرب عن التقدير لجهود مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات... وسعيهم الدؤوب لمواكبة ما يستجد من تطورات... فبعد اعتماد المجلس للاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي في يناير 2024... اعتمد المكتب التنفيذي للمجلس في شهر يوليو الماضي "الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، كوثيقة استرشادية ترمي إلى وضع إطار عام يستند إلى مجموعة من المبادئ تساعد على توجيه الجهود نحو الاستخدام المسؤول والمنصف للذكاء الاصطناعي، وبما يضمن احترام الخصوصيات الثقافية والقيم المجتمعية في المنطقة العربية.
كما أعرب عن التقدير لدور الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري البارز في السنوات الأخيرة في كيفية التعامل مع هذا الملف الحيوي ومواكبة تطوراته... ومن هذا المنطلق، أعرب عن تطلعه إلى مضاعفة الجهود العربية المبذولة في البحث والتطوير والابتكار في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال إنه للأسف، وبرغم وجود بعض المبادرات المتميزة... إلا أن المشهد العام في المنطقة يعكس ضعفاً في حجم الإنفاق على البحث والتطوير في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى الأكاديمية على التنظيم المتميز لأعمال هذا المنتدى الهام... والشكر إلى هذه النخبة من المسؤولين، وصناع القرار، والأكاديميين، والخبراء، ورواد الأعمال من الدول الأعضاء ومنظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك، ومن مختلف الجهات الذين حرصوا على المشاركة والحضور وإثراء محاور جلسات المنتدى... متمنياً لهم جميعاً التوفيق والنجاح.
وأعرب عن يقينه بأن مداولاتكهم وتوصياتهم ستسهم بشكل كبير في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي، وفي توظيف هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة أهدافنا التنموية والحضارية.