دراسة: نساء بعض دول أفريقيا لديهن قدرة أقل على الوصول إلى الإنترنت مقارنة بالرجال

كشفت دراسة حديثة أن النساء في عدد من الدول الأفريقية يواجهن صعوبات أكبر من الرجال في الوصول إلى شبكة الإنترنت، ما يزيد من حدة الفجوة الرقمية بين الجنسين، ويحد من فرص النساء في مجالات التعليم والعمل والابتكار.

ووفقا لدراسة أجراها مركز دراسة العرق والجنس والنوع الاجتماعي في جامعة جوهانسبرج، لا يتجاوز معدل امتلاك النساء للهواتف الذكية في دول مثل إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا نسبة تتراوح بين 15% و28%، مقابل نسب أعلى بكثير لدى الرجال.

كما أن نحو 205 ملايين امرأة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ما زلن محرومات من الهواتف الذكية أو الإنترنت عبر الهواتف، بينما تصل نسبة الرجال الذين يستخدمون الإنترنت إلى 76% مقارنة بـ63% فقط بين النساء.

وترى البروفيسورة تينواد أديكونبي أوجو، مديرة مركز دراسة العرق والنوع الاجتماعي بجامعة جوهانسبرج، أن الفجوة الرقمية بين الجنسين لا تقتصر على امتلاك الأجهزة أو الاتصال بالشبكة، بل تشمل أيضًا غياب المساواة في المشاركة في الاقتصاد الرقمي وصنع السياسات الرقمية، وفقا لمنصة "كونفيرسيشن".

وتؤكد الدراسة أن هذه الفجوة تؤدي إلى تفاقم التفاوت القائم بين الجنسين، إذ تُحرَم النساء من فرص التعليم الإلكتروني، والخدمات المالية الرقمية، والرعاية الصحية عن بُعد، فضلًا عن صعوبة تأسيس المشروعات الصغيرة أو تطويرها. وتواجه النساء في المناطق الريفية والمهمشة أكبر التحديات، نتيجة ارتفاع أسعار الإنترنت وضعف البنية التحتية.

كما لفتت الدراسة إلى أن المجالات الرقمية، خصوصًا الذكاء الاصطناعي، تظل مهيمنة من قبل الرجال، ما ينعكس في أدوات منحازة ضد النساء، مثل الخوارزميات المستخدمة في التوظيف. إضافة إلى ذلك، تعاني النساء والفتيات من مخاطر العنف الرقمي والتحرش الإلكتروني ونشر البيانات الشخصية على الإنترنت.

وأوصت الدراسة بضرورة الاستثمار في بنية تحتية رقمية ميسورة التكلفة، وإطلاق برامج تدريبية للفتيات والنساء في مجال المهارات الرقمية، إلى جانب تعزيز مشاركة النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وزيادة تمثيلهن في صنع القرار والابتكار الرقمي.

ومع استعداد جنوب أفريقيا لرئاسة مجموعة العشرين في 2025، دعت الدراسة إلى جعل سد الفجوة الرقمية بين الجنسين محورًا رئيسيًا في جدول أعمالها، من خلال دعم شراكات مع شركات التكنولوجيا وتوفير حوافز لتوظيف النساء، إضافة إلى تمويل المشروعات الناشئة بقيادة نسائية.