تاريخ مصر هو الأعرق فى تاريخ الحضارة الإنسانية، أكثر من خمسة آلاف عام يزخر بالأحداث الفارقة التي حافظت دومًا على وحدة الدولة وحافظت على كيانها بالرغم من المخاطر التي واجهتها عبر تاريخها الطويل، وتعرضت مصر لغزوات كثيرة وفترات من الفوضى والاضمحلال وبالرغم من كل هذه الأحداث يخرج من بين أبنائها من يعيد وحدتها ويشيع بها الأمن والأمان ويجدد شبابها ونهضتها وسموها، وأود هنا أن أبرز دور أهم الملوك والرؤساء الذين أعادوا توحيد الأمة وحافظوا على كيانها ونهضوا بمصر نهضة شاملة فى كل نواحى الحياة وهم: الملك مينا موحد القطرين البحرى والقبلى والذي أقام أول حكومة مركزية وأول جيش نظامى فى تاريخ البشرية والذي ساعده فى توحيد الأمة اتبعها نهضة شاملة فى جميع نواحى الحياة.
ثم جاء الملك منتوحوتب الثانى الذي قام بتكوين جيش قوى ونجح فى توحيد البلاد مرة أخرى بعد حالة الفوضى التي أحلت بمصر فى العصر الانتقالى الأول وكان هذا إيذانًا ببدء عصر جديد هو عصر الدولة الوسطى التي ازدهرت فيها مصر.
واستمر حكم الدولة الوسطى إلى أن احتل الهكسوس مصر والذي استمر أكثر من مائة عام إلى أن جاء الملك أحمس الأول الذي قام بتكوين جيش قوى وتطويره وقاتل الهكسوس وهزمهم هزيمة نكراء وطاردهم حتى أراضى فلسطين، ثم قضى عليهم نهائيًا وأقام الأسرة الثامنة عشرة والتي تعتبر بداية الدولة الحديثة والتي ضمت أشهر الفراعنة تحتمس الثالث الذي أقام أول امبراطورية فى تاريخ البشرية امتدت من تركيا والعراق شمالًا إلى الشلال الرابع جنوبًا والتي استمرت حتى عهد الملك العظيم رمسيس الثانى فى الأسرة التاسعة عشرة الذي حكم البلاد لمدة 67 عامًا والذي حارب الحيثيين, ثم عقد معهم أول معاهدة صلح وسلام فى تاريخ البشرية، وعندما ضعف الجيش وتفككت الدولة تعاقبت الغزوات على مصر بعد ذلك من الآشوريين والفرس والإغريق والرومان, ثم استقر الوضع بعد الفتح الإسلامى إلى أن جاء الغزو العثمانى والذي يعتبر عصر اضمحلال لمصر استمر نحو ثلاثمائة عام, ثم الاحتلال الفرنسى, ثم جاء محمد على باشا الكبير والذي تولى حكم مصر عام 1805م، وأقام الدولة الحديثة على النسق الأوروبى، وأصبحت مصر فى عهده إحدى الدول الكبرى واستمر الوضع حتى عهد إسماعيل باشا الذي نقل الحضارة الأوروبية إلى مصر واحتفلت مصر فى عهده بافتتاح قناة السويس كأهم شريان حيوى للملاحة العالمية واكتشف منابع النيل، ثم قام الانجليز بغزو واحتلال مصر حتى قيام الثورة عام 1952 وقيام أول جمهورية فى تاريخ مصر استمرت إلى عام 2013، حتى جاء المشير عبد الفتاح السيسي قائد جيش مصر العظيم فى ذلك الوقت والذي امتثل لأوامر الشعب فى 30 يونيو ثم قام وقضى على الفوضى التي سادت البلاد عقب تولى جماعة الإخوان حكم مصر لمدة عام، فنشر الأمن والأمان فى ربوع الأمة وانتخبه الشعب رئيسًا للبلاد عام 2014، فقاد الشعب لتحقيق بناء مصر الحديثة، فأسس الجمهورية الثانية, وفى خلال العشر سنوات الأولى من حكمه شهدت مصر نهضة عارمة غير مسبوقة فى تاريخها القديم والحديث فى جميع الاتجاهات، بدأها بالمشروع العملاق قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم أجمع، ولرفع مستوى معيشة المواطنين تم تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة بطول البلاد وعرضها، لتحسين خدمات الإسكان، والصحة، والتعليم، والنقل والمواصلات، والقضاء على العشوائيات وإنشاء المدن الجديدة، والاهتمام بالقطاع الزراعي والحيوانى، وانتقل الاقتصاد لمرحلة جديدة تحول فيها العجز والانهيار إلى إنجاز، واليوم تشهد مصر بناء عاصمة إدارية عالمية جديدة رمزًا لعصر النهضة الحديثة، ونوعت مصر من مصادر تسليح جيشها حتى أصبح جيشها الأقوى فى الشرق الأوسط، واستمرار المعركة حتى اقتلاع جذور الإرهاب وارتقت علاقات مصر الدولية وعادت لدورها التنموى فى دول القارة الأفريقية.. وكانت ولا تزال الطرف المساند للقضية الفلسطينية وحظيت مصر بثقة واحترام العالم.
كما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء فى مبادرة حياة كريمة، لتوفير احتياجات الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، فى كل المجالات الخدمية مثل الصحة، والتعليم والسكن.. شكرًا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة برئاسة الرئيس السيسي الذي أنقذ الوطن من الضياع وقاد السفينة إلى بر الأمان، وحقق إنجازات عملاقة أصبحت حديث العالم، وما زال يبنى ليصل بمصر إلى مكانها الذي تستحقه، ولتأخذ مصر «أم الدنيا» مكانها اللائق بين الأمم المتقدمة.. وتحيا مصر....
نقلًا عن صحيفة روزاليوسف



