
طلعت: العالم يعاني اليوم من نقص حاد في متخصصي الأمن السيبراني
وزير الاتصالات: كلفة الجرائم السيبرانية عالميًا 9.5 تريليون دولار خلال 2024 بزيادة سنوية 15%

هاني الروبي
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني، من خلال التعاون في مجالات التدريب وتبادل المعلومات وتنسيق الاستجابة للحوادث السيبرانية وتطوير آليات بحث وابتكار عربية لدعم الشركات الناشئة العربية، مشيدًا بالجهود الرامية إلى إطلاق مبادرات توعوية إقليمية فى هذا المجال، تستهدف توعية المواطن العربي، الأمر الذي يعزز جهود حماية الفضاء الرقمي العربي.
جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت، التي ألقاها خلال فعاليات الدورة التاسعة من «المؤتمر العربي لأمن المعلومات» التي تنعقد تحت شعار "دور الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني"، وذلك خلال الفترة من 7 إلى 8 سبتمبر الجاري.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت، في كلمته، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات تكنولوجية غير مسبوقة تتخلل كافة أركان الحياة اليومية، وتمتد آثارها إلى مختلف القطاعات؛ موضحًا أن التطورات المتسارعة في التطبيقات الرقمية وانتشارها نتج عنها تحديات سيبرانية، لاسيما مع توجه الدول نحو تبني اقتصادات رقمية متكاملة، وأتمتة خدماتها، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة مؤسساتها، وربط قطاعاتها ببنى تحتية رقمية متقدمة عابرة للحدود؛ مؤكدًا أنه كلما ازداد الاعتماد على التكنولوجيا تزايدت التهديدات السيبرانية.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن الهجمات السيبرانية لم تعد تستهدف الأنظمة فقط، بل تمتد لتهدد ثقة المواطنين، وسيادة الدول، واستقرار القطاعات؛ لافتًا إلى التقارير الدولية التي تشير إلى أن العالم يشهد هجمة فدية ransomware كل 11 ثانية، وأن أكثر من 300 مليون شخص تعرضوا لهجمات إلكترونية خلال عام 2023، فيما تقدر كلفة الجرائم السيبرانية عالميًا نحو 9.5 تريليون دولار في عام 2024 فقط، بزيادة سنوية تتجاوز 15%.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت محاور الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبرانى المصري (2023-2027) التي أطلقها المجلس الأعلى للأمن السيبراني، والتي تركز على 5 محاور رئيسية هي: بناء الإطار التشريعي والمؤسسي من خلال تحديث التشريعات وتعزيز الصلاحيات التنظيمية للجهات المعنية، وتعزيز الثقافة المجتمعية من خلال نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الفضاء السيبراني، وربط المواطن بمفاهيم الحماية الرقمية، وتعزيز الدفاعات السيبرانية عبر بناء مراكز الاستجابة للحوادث السيبرانية، وتحديث أنظمة البنية التحتية للدولة، وإطلاق مبادرات لحماية سلاسل الإمداد، فضلاً عن تشجيع البحث والابتكار من خلال دعم مراكز التميز وتحفيز البحث العلمي في التشفير والرصد السيبراني والتقنيات الآمنة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بمشاركة فاعلة في صياغة المعايير الدولية وتوقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف وتبادل الخبرات والمعلومات الفنية.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن العالم يعاني اليوم من نقص حاد في متخصصي الأمن السيبراني؛ إذ تشير التقديرات العالمية إلى وجود أكثر من 3.5 مليون وظيفة شاغرة في مجال الأمن السيبراني؛ موضحًا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التوسع المطرد في تنفيذ برامج لبناء القدرات السيبرانية بالتشارك مع كافة أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، حيث تستهدف هذه البرامج مختلف شرائح المجتمع والجهاز الإداري بالدولة لتعزيز الثقافة السيبرانية؛ مؤكدًا أنه تم إطلاق عدد من البرامج التدريبية المتخصصة في الأمن السيبراني التي تستهدف بناء قاعدة من الكوادر عالية التخصص في هذا المجال، لتوفير المتخصصين القادرين على تأمين الفضاء السيبراني في كافة قطاعات بالدولة، لا سيما القطاعات الحيوية ذات الأولوية.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى فوز الفريق المصري بالمركز الأول فى أكبر المناورات السيبرانية الدولية بمؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات الذي أقيم من بضعة أشهر بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، متفوقًا على فرق من 138 دولة.
وأكد الدكتور بهاء محمد حسن، مؤسس ورئيس المؤتمر العربي لأمن المعلومات، أن أهم ما يميز المؤتمر ليس فقط موضوعاته المتنوعة التي تغطي أحدث القضايا المرتبطة بالفضاء السيبراني، وإنما أيضًا كونه منصة للحوار والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية وخبراء العالم، حيث أصبحت الجرائم الإلكترونية عابرة للقارات، ومن هنا تأتي أهمية هذا اللقاء فى صياغة رؤية مشتركة تعزز الأمن الرقمي وتدعم مسيرة التنمية في الدول العربية؛ مضيفًا أنه على مدار تسع سنوات، استطاع المؤتمر العربي لأمن المعلومات أن يحقق إنجازات بارزة تركت أثرًا حقيقيًا فى بناء الكفاءات الوطنية في مجال الأمن السيبراني. فمن خلال جلساته العلمية وفعالياته المتنوعة وورش العمل المتخصصة، ساهم المؤتمر في تأهيل جيل من الخبراء الشباب الذين أصبحوا اليوم دعامة أساسية لمؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة، بما في ذلك البنوك والجهات الخدمية، مما عزز من جاهزية الدولة لمواجهة التحديات السيبرانية المتصاعدة.
الجدير بالذكر أن «المؤتمر العربي لأمن المعلومات» يستهدف في دورته الحالية تسليط الضوء على أحدث التوجهات العالمية في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهديدات الإلكترونية وتعزيز منظومات الحماية الرقمية. وتشمل فعاليات المؤتمر جلسات حوارية متخصصة تناقش قضايا الأمن السيبراني الصناعي، والجرائم الإلكترونية، وحماية الهوية الرقمية، وأمن البيانات الضخمة، واستراتيجيات حماية البنية التحتية الحساسة، بالإضافة إلى إطلاق بطولة Arab Security Cyber WarGames Championship التي تحاكي سيناريوهات واقعية للهجمات السيبرانية بمشاركة فرق متخصصة من مؤسسات وشركات رائدة.
حضر فعاليات افتتاح المؤتمر؛ الدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات، والدكتور شريف حازم نور الدين، وكيل محافظ البنك المركزي للأمن السيبراني، والمهندس وليد زكريا، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للأمن السيبراني، وعدد من صناع القرار والخبراء العرب والدوليين وكبار الدبلوماسيين وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية.