عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

التفاصيل الكاملة للمراسم الرسمية لاستقبال ملك وملكة إسبانيا خلال زيارتهما مصر

صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن مراسم الاستقبال الرسمية لجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، في أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى جمهورية مصر العربية، حيث استقبلهما الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي، اليوم بقصر الاتحادية، تضمنت اصطفاف الخيول وعزف السلام الوطني لكل من مصر وإسبانيا واستعراض حرس الشرف وإطلاق المدفعية 21 طلقة، ثم التقاط صورة تذكارية جمعت الرئيس وقرينته مع ملك وملكة إسبانيا. أعقب ذلك عقد لقاء ثنائي مغلق بين الرئيس وملك إسبانيا، تلاه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.



 

مباحثات لتعزيز التعاون

 

استهل الرئيس اللقاء بالترحيب بجلالة الملك فيليبي السادس في أول زيارة دولة إلى مصر، مؤكدًا اعتزاز القاهرة بترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارته إلى مدريد في فبراير 2025. من جانبه، أعرب ملك إسبانيا عن بالغ اعتزازه بزيارة مصر، مشيدًا بمكانتها الإقليمية والدولية وإرثها الحضاري العريق.

 

وأوضح المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والتعليمية، إلى جانب التعاون في مجالات النقل والآثار. كما أكد الجانبان أهمية البناء على الزخم الحالي في العلاقات لتوسيع آفاق التعاون المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين.

 

القضية الفلسطينية في صدارة الملفات

 

تناول اللقاء مستجدات الأوضاع في المنطقة، حيث أعرب الرئيس عن تقديره للمواقف الإسبانية الداعمة للسلام العادل والشامل، خاصة اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية وتصويتها لصالح "إعلان نيويورك حول حل الدولتين"، بما يكرس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

وقد استمع الملك فيليبي السادس إلى عرض من الرئيس حول الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وجهود مصر في إعادة الإعمار.

وأكد الجانبان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ورفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه أو توسيع الاستيطان في الضفة الغربية.

 

قضايا دولية أخرى

 

كما جرى تبادل وجهات النظر حول الحرب في أوكرانيا، حيث شدد الجانبان على أهمية الحلول السياسية التي تضمن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق في المحافل الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.

 

مراسم التكريم

 

عقب المباحثات، تم تبادل الأوسمة بين الرئيس وملك إسبانيا، وكذلك بين السيدة انتصار السيسي وملكة إسبانيا، تقديرًا للعلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين.

ثم أقام الرئيس وقرينته مأدبة غداء تكريمًا للضيفين الملكيين بحضور وفدي البلدين، ألقى خلالها الرئيس كلمة للترحيب، وألقى ملك إسبانيا كلمة عبّر فيها عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

الرئيس السيسي: نثمّن الموقف الإسباني التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.. وزيارتكم إلى مصر محطة فارقة في العلاقات بين بلدينا

 

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة خلال مأدبة الغداء الرسمية التي أقامها على شرف جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا وجلالة الملكة ليتيثيا، حيث أكد في مستهلها ترحيبه بالضيفين في "بلدهما الثاني مصر"، قلب الحضارات وجسر التواصل بين الشعوب، مشيرًا إلى ما يربط القاهرة ومدريد من علاقات تاريخية وثيقة.

 

وقال الرئيس إن زيارة الملك والملكة إلى القاهرة تمثل حدثًا تاريخيًا، كونها أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر، وأول زيارة رفيعة المستوى منذ رفع علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارته إلى مدريد في فبراير 2025، وهو ما اعتبره محطة فارقة في مسيرة التعاون الثنائي.

 

وأضاف الرئيس أن مصر وإسبانيا قدمتا نموذجًا متميزًا في علاقات تقوم على المصالح المشتركة والتعاون الإيجابي، سواء على المستوى الثنائي أو عبر التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية.

وأشاد بما تحقق من إنجازات في مجالات النقل، مؤكدًا التطلع إلى البناء عليها في مجالات الاستثمار والسياحة والتعليم والثقافة.

 

وتوقف الرئيس عند التعاون الثقافي بين البلدين، لافتًا إلى أن أكثر من 13 بعثة أثرية إسبانية تعمل في مصر بمناطق مختلفة مثل سقارة والأقصر وأسوان ووادي الجمال، بما يعكس تقدير إسبانيا للإرث الحضاري المصري وحرصها على الإسهام في صونه.

 

وعلى الصعيد الإقليمي، شدد الرئيس على أن المنطقة تمر بتحديات جسيمة، في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تواجه أخطارًا غير مسبوقة، مشيرًا إلى الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، واستمرار محاولات تقطيع أوصال الضفة الغربية عبر التوسع الاستيطاني ومخططات الضم.

 

وفي هذا السياق، أعرب الرئيس عن تقديره للموقف الإسباني "المبدئي والشجاع"، وعلى رأسه قرار مدريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا ذلك تجسيدًا لالتزام إسبانيا بالسلام العادل والشامل، وانحيازها للحق والعدالة، ومؤكدًا أن هذه الخطوة ستظل محل تقدير كبير لدى مصر وشعبها، ودافعًا لمزيد من التحرك الدولي نحو تسوية عادلة ودائمة للصراع.

 

وأكد الرئيس أن مصر ستواصل جهودها لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة، مع التشديد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، لما يمثله ذلك من تهديد مباشر لأمن المنطقة وتداعيات خطيرة على السلم العالمي.

 

واختتم الرئيس كلمته بتجديد الترحيب بملك وملكة إسبانيا، متمنيًا لهما زيارة ناجحة وممتعة في مصر، على أمل تكرارها في المستقبل القريب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز