صور مرعبة من الفضاء.. "راجاسا" يضرب شرق آسيا بقوة مدمرة
تظهر صور جديدة التقطتها وكالة ناسا إعصار "راجاسا" من الفضاء، ككتلة ضخمة من الهواء الدافئ الرطب بعرض نحو 1000 ميل، تدور حول نقطة مركزية. وأظهرت الصور، التي التقطها قمر "تيرا" التابع لناسا في الساعة 01:40 بالتوقيت العالمي يوم الثلاثاء، الإعصار المداري النشط وهو في طريقه غربًا.

واجتاح الإعصار بالفعل تايوان والفلبين وهونج كونج، مسبّبًا فيضانات جارفة واقتلاع الأشجار وانهيار الجسور وتدمير المباني. وأسفر عن وفاة أكثر من 20 شخصًا، بينما لا يزال نحو 150 آخرين في عداد المفقودين.
ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الصين اليوم، حيث تتخذ السلطات إجراءات استباقية، مع إجلاء أكثر من مليوني شخص من منازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم. وتجاوزت سرعة الرياح القصوى 177 ميلاً في الساعة، مما يجعل "راجاسا" أقوى إعصار في العالم هذا العام.
وظهر الإعصار لأول مرة في 18 سبتمبر في غرب المحيط الهادئ، شرق الفلبين، وسرعان ما وصل إلى تصنيف "الفئة الخامسة"، وهو أعلى تصنيف للأعاصير المدارية ويشير إلى إمكانية حدوث أضرار كارثية.
وتسببت الأمطار الغزيرة في فيضان الماء فوق ضفاف بحيرة في مقاطعة هوالين شرق تايوان، ما أدى إلى مقتل 14 شخصًا، ووصف أحد السكان الحادث بأنه "فيلم كارثي" نتيجة انهيار السد وابتلاع المدينة بالأوحال والطين.


كما ضرب الإعصار هونج كونج، مسببًا إغلاق المدارس وتعليق الرحلات الجوية.
وبينما تبدأ الأعاصير عادة في الضعف عند وصولها اليابسة، يتوقع أن يضعف "راجاسا" قليلاً فقط عند اقترابه من الصين، بسبب البيئة المواتية التي تشمل تدفقًا شعاعيًا قويًا ودرجات حرارة سطح البحر الدافئة وانخفاض قص الرياح الرأسية.
وأجلت السلطات في مقاطعة قوانجدونج الصينية أكثر من 770 ألف شخص، بينما تستعد عشرات الملايين من السكان في جنوب الصين، بما في ذلك مدن شنتشن وقوانغتشو، لمواجهة العاصفة.

ونشر رائد الفضاء في وكالة ناسا، جوني كيم، صورًا للإعصار من ارتفاع 250 ميلاً على موقع التواصل الاجتماعي "X"، مؤكدًا أن "المنظر من المدار خلاب، لكن على الأرض تجلب هذه العاصفة خطرًا حقيقيًا وصعوبات كبيرة".
تتكون الأعاصير المدارية من أعمدة هوائية دوارة ورطبة، تعمل كمحركات ضخمة تستخدم الهواء الدافئ الرطب كوقود، ما يجعلها تتشكل فقط فوق مياه المحيط الدافئة قرب خط الاستواء. يمتد موسم الأعاصير في غرب المحيط الهادئ طوال العام، مع ذروة النشاط بين أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر.


وفي عام 2025، تشكل 19 إعصارًا مُسمى، بينما بلغ عدد الأعاصير من الفئة الثالثة فأعلى لفترة طويلة اثنين فقط.
ويشير العلماء إلى أن الاحتباس الحراري قد يزيد من شدة الأعاصير، حيث تصبح أسرع وأقوى وأكثر هطولًا للأمطار، وتحتفظ بقوتها لفترة أطول، مسببة أضرارًا أكبر، خاصة مع ارتفاع مستويات سطح البحر.



