الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

 حين "همس" روبيو في أُذُن ترامب.. سر المذكرة البيضاء في الغرفة الزرقاء

روبيو يهمس في أذن
روبيو يهمس في أذن ترامب

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعقد اجتماعًا مستديرًا مع مؤثرين محافظين حول حركة "أنتيفا" عندما لفت انتباهه وزير الخارجية "ماركو روبيو" الذي كان يقف في الزاوية الخلفية من الغرفة الزرقاء في البيت الأبيض.

 

“همس” روبيو في أُذُن الرئيس ترامب بأنه يحمل له أخبارًا مهمة، لكنه طلب الانتظار حتى مغادرة وسائل الإعلام، ثم سلّم وزير الخارجية الرئيس مذكرة كتبها بنفسه قبل الاجتماع، وذلك خلال مائدة مستديرة حول حركة "أنتيفا" في قاعة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

 

 

 

 

وعندما قام مصور وكالة "أسوشيتد برس" الذي كان يغطي الحدث بتكبير الكتابة اليدوية على ورقة البيت الأبيض، تبيّن أنها تتضمن ملاحظة تدعو الرئيس إلى الموافقة على منشور في موقع "تروث سوشيال" قريبًا، حتى يتمكن من الإعلان عن الصفقة أولًا.

 

قال ترامب إنه تلقى مذكرة من وزير الخارجية تفيد بأن الولايات المتحدة قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن الشرق الأوسط، وأنه سيُستدعى على وجه السرعة، لذا سيجيب عن بعض الأسئلة الإضافية قبل مغادرة القاعة.

 

كان اللقاء مع المؤثرين مستمرًا منذ أكثر من ساعة عندما اقترب روبيو من الرئيس، فدعاه ترامب للدخول وهمس له قبل أن يسلمه الرسالة. وجاءت النبرة العاجلة للمذكرة في الوقت الذي انضم فيه مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط "ستيف ويتكوف"، ورئيس الوزراء القطري "الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، ومسؤولون كبار آخرون إلى اليوم الثالث من محادثات السلام بين إسرائيل وحماس في مدينة "شرم الشيخ المصرية"، في مؤشر على أن المفاوضين بدأوا الغوص في أصعب القضايا ضمن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.

 

 

 

وكان ترامب قد استهل الحدث بالقول إنه يخطط للسفر إلى الشرق الأوسط نحو نهاية الأسبوع، وربما يقوم بجولات تشمل "مصر" وربما "قطاع غزة"، بينما يقترب المفاوضون الأمريكيون من التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، واصل ترامب الحديث مع الحضور وتلقي أسئلة وسائل الإعلام حتى بعد تسلّمه المذكرة، في وقت بدا فيه وزير الخارجية قلقًا على نحو واضح.

وبعد نحو عشر دقائق من تصريحاته الأولى بشأن مغادرته، قال ترامب إنه عليه أن يذهب الآن لمحاولة حل بعض المشكلات في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وزير خارجيته يمثله تمثيلًا جيدًا وربما يستطيع القيام بعمل أفضل منه، لكنه أردف مازحًا أنه لا يريد المخاطرة، لذا سيتولى المهمة بنفسه.

وطلب ترامب من المدعية العامة "بام بوندي" ووزيرة الأمن الداخلي "كريستي نويم" البقاء لتلقي الأسئلة في غيابه، إلا أنه لم يعد لاحقًا، وانتهى الحدث دون بقاء أي من أعضاء الحكومة.

واختتم ترامب حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستحقق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن ذلك هو ما تسعى إليه إدارته، غير أن الجمهور لم ينتظر طويلًا للتأكيد الرسمي.

ففي الساعة السادسة وواحد وخمسين دقيقة مساءً، وبعد نحو ساعتين من تسليم المذكرة، عبّر الرئيس عن سعادته بالإعلان عبر منصته على "تروث سوشيال"، حيث كتب أنه فخور بالإعلان عن توقيع إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة السلام، موضحًا أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه.

وأضاف ترامب أن هذا يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولجميع الدول المحيطة، وللولايات المتحدة الأمريكية، معربًا عن شكره للوسطاء من "مصر وتركيا وقطر" الذين عملوا مع واشنطن لإنجاح هذا الحدث التاريخي غير المسبوق، مؤكدًا أن طوبى لصانعي السلام.    

    

تم نسخ الرابط