أبطال الإرادة.. تكريم نجوم منتخب ألعاب القوى من ذوي الهمم في مئوية روزاليوسف
شهدت احتفالية مئوية مؤسسة روزاليوسف لحظة مؤثرة بتكريم أبطال العالم من ذوي الهمم, نجوم منتخب مصر في ألعاب القوى تقديرًا لإنجازاتهم المشرفة وحرصهم على رفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية. وشمل التكريم كلًا من البطلة فاطمة الزهراء محمد فاروق، والبطل سيف أحمد بدر، والبطلة سامية محمد جودة، والبطل معز الحناوي، الذين حققوا ميداليات ذهبية وفضية في بطولات العالم خلال العام الأخير.
وجاء هذا التكريم في إطار حرص مؤسسة روزاليوسف على الاحتفاء بالنماذج الملهمة التي تمثل قوة الإرادة والتحدي، وتجسد المعنى الحقيقي للإصرار والعطاء.
وشهد الحفل تصفيقًا حارًا من الحضور، الذين أعربوا عن تقديرهم لأبطال مصر من ذوي الهمم، مؤكدين أن تكريمهم في مئوية مؤسسة صحفية وطنية بحجم روز اليوسف هو رسالة تؤكد أن البطولة لا تُقاس بالإنجاز الرياضي فقط، بل بروح المثابرة التي تلهم أجيالًا جديدة من الشباب.
وتأتي مئوية مؤسسة روزاليوسف كاحتفالٍ لا يكتفي باستدعاء التاريخ، بل يفتح صفحات الذاكرة على رحلةٍ من التنوير امتدت قرنًا كاملًا، ظلّت خلالها هذه المؤسسة علامةً فارقة في مسيرة الصحافة المصرية والعربية. فمنذ بدايتها، جمعت بين الفكر والفن والسياسة، وصاغت ملامح وعيٍ جمعيٍّ شكّل أجيالًا متعاقبة من الكتّاب والمبدعين، ممن آمنوا بأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا، وأن الفنّ يمكن أن يكون سلاحًا في وجه الظلام.
ولم تكن روزاليوسف يومًا مجرد مطبوعةٍ أو دار نشر، بل كانت ـ وما تزال ـ وجدانًا مصريًا خالصًا، ومنبرًا للفكر المستنير وجرأة الموقف، وصوتًا حرًّا دافع عن الوطن والإنسان في وجه العواصف. وبعد مائة عام، ما زال اسمها يرمز إلى حرية الكلمة، وإلى الإرث الذي لا يُشترى ولا يُورَّث، بل يُصنع بالعرق والشغف والموقف.
وتحمل الاحتفالية هذا العام طابعًا توثيقيًا خاصًا، إذ تُعيد تقديم مسيرةٍ حافلة بالإنجاز والعطاء من خلال ملفاتٍ نادرة وإصداراتٍ خاصة توثّق محطات المجلة الكبرى، وتستعيد أصوات رموزها الذين شكّلوا وجدان الصحافة والفكر في مصر والعالم العربي، من فاطمة اليوسف إلى إحسان عبدالقدوس، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وغيرهم من روّاد النور والكلمة.
كما تُسلّط الأعداد التذكارية الضوء على الدور الوطني الذي لعبته المؤسسة في مختلف المراحل؛ من مواجهة الاستعمار والدكتاتوريات، إلى مواكبة ثورة يوليو وحرب أكتوبر، وصولًا إلى رصد التحولات الاجتماعية والثقافية التي عاشها المجتمع المصري على مدار مائة عام.
وفي ملفاتها الخاصة، تفتح روز اليوسف أرشيفها الثري لتقدّم للجمهور كنوزًا من المقالات والكاريكاتير والصور والتحقيقات النادرة، التي تعيد قراءة التاريخ بعيون الصحافة، وتُذكّر بأن المهنية والشجاعة الفكرية ليستا شعارًا يُرفع، بل مبدأ عاشته هذه المؤسسة منذ لحظتها الأولى وحتى مئويتها الخالدة.



