القيم الإيجابية وسمات الشخصية المصرية.. ثقافة الفيوم ترسّخ جذور الانتماء في نفوس الأجيال
ضمن سعي وزارة الثقافة لترسيخ الوعي وبناء الإنسان المصري القادر على مواجهة تحديات العصر بقيمه الأصيلة، نظّم فرع ثقافة الفيوم سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة ياسمين ضياء، تحت عنوان "القيم الإيجابية وسمات الشخصية المصرية".
جاءت الفعاليات لتؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل هي طاقة بناء وتنوير، إذ استقبلت مكتبة الفيوم العامة زيارة لطلاب المعهد الأزهري الابتدائي بالعدوة، شهدت تنفيذ مجموعة من الفوازير والمسابقات المعرفية حول المهن المختلفة.
إلى جانب ورشة حكي تهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية لدى الأطفال وغرس مفاهيم التعاون، والصدق، والعمل الجماعي في نفوسهم منذ الصغر، في أجواء تفاعلية جمعت بين التعليم والمتعة.
وفي إطار الأنشطة الفكرية التي تنفذها المكتبات التابعة للفرع، عقدت مكتبة اللاهون محاضرة قدّمتها سماح محمد بعنوان "سمات الشخصية المصرية الأصيلة"، تناولت خلالها ما يميز المصريين من صفات متجذرة في الوجدان، مثل الإيثار، والوفاء، والمساندة في الشدائد، مؤكدة أن هذه السمات تجلت عبر التاريخ في المواقف الصعبة التي مرت بها الأمة المصرية، وظلت ركيزة في بناء الشخصية الوطنية على مرّ العصور.
أما مكتبة الطفل والشباب بطامية، فقد شهدت محاضرة بعنوان "القيم الإيجابية والجذور الثقافية"، ألقاها أحمد حسين – أمين المكتبة، متحدثًا عن أهمية القيم الأخلاقية في حياة الإنسان، ودور الثقافة في بناء الشخصية والحفاظ على الهوية الوطنية، مشيرًا إلى أن التمسك بالجذور الثقافية المصرية يمثل الطريق نحو مستقبل أكثر وعيًا واستقرارًا، وأن الثقافة الوطنية هي درع الحماية للوجدان الجمعي من التشتت والاغتراب.
وفي سياق متصل، احتضن بيت ثقافة إطسا ورشة عمل علمية لطلاب مدرسة دفنو التجريبية لغات بعنوان "أنواع التربة"، قدمتها مروة مجدي، تناولت خلالها تعريف الطلاب بأنواع التربة وخصائصها وطرق تحسينها باستخدام المواد العضوية الطبيعية.
كما شرحت الفروق بين التربة الرملية والطينية والطميية، وأوضحت خطوات إنتاج الكمبوست ودوره في إثراء التربة وتحسين خصوبتها، إلى جانب التعريف بمادة البيتموس وأهميتها في الاحتفاظ بالرطوبة وتحسين التهوية، بما يُنمّي لدى الأطفال الوعي البيئي والاهتمام بالزراعة المستدامة.
وفي الجانب الفني، نفّذ قسم الفنون التشكيلية بالتعاون مع مدرسة المنشية الابتدائية ورشة رسم حر قدمتها إسراء عبد العليم – أخصائي الفنون التشكيلية، شارك خلالها الطلاب بمجموعة من اللوحات المعبرة التي جسدت رؤيتهم لعالمهم المحيط، وأظهرت مواهبهم الفنية وخيالهم الإبداعي، في أجواء احتفالية تفاعلية جمعت بين الفن والمعرفة.
وهكذا تواصل ثقافة الفيوم دورها الريادي في بناء الوعي وتعزيز الهوية الوطنية، عبر برامجها المتنوعة التي تدمج بين الفكر والفن والقيم الإنسانية، لتظل الثقافة المصرية مرآةً تعكس جوهر الشخصية المصرية الأصيلة التي تجمع بين الطيبة، والإبداع، والانتماء.



