احتفالية مبهرة بمعبد دندرة.. ضمن مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية
في مشهدٍ ساحر تتعانق فيه عراقة التاريخ مع وهج الإبداع، شهد معبد دندرة الأثري مساء اليوم انطلاق فعاليات مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، وسط أجواء احتفالية مبهرة احتضنتها ساحة المعبد العريق، الذي وقف شامخاً كأنه يستعيد ذاكرة الزمان في حضرة الفن والتراث.
المهرجان يُقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتنظمه مؤسسة "س" للثقافة والإبداع بالتعاون مع محافظة قنا، ليؤكد من جديد أن الجنوب المصري بات قبلة للفن والجمال والتراث الأصيل.
افتتاح مهيب ورسائل إنسانية وثقافية
افتتح فعاليات المهرجان الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا بحضور نخبة من القيادات والشخصيات العامة، من بينهم الدكتورة يمنى البحار نائب وزير السياحة، والدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، والمهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر، والدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا، واللواء سامي علام السكرتير العام للمحافظة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، والناقد الفني هيثم الهواري رئيس المهرجان، إلى جانب حضور جماهيري غفير من أبناء قنا ومحبي الفنون والتراث من مختلف المحافظات.
- الثقافة طريق التنمية
في كلمته التي ألقاها نيابةً عن رئيس مجلس الوزراء، رحّب الدكتور خالد عبدالحليم بالحضور والمشاركين، مؤكداً أن إقامة هذا الحدث في قلب الجنوب تجسّد رؤية الدولة في تحقيق العدالة الثقافية، ونشر الفنون كقوة ناعمة تسهم في التنمية المستدامة وتعزيز الوعي المجتمعي.
وأشار المحافظ إلى أن محافظة قنا تمتلك إرثاً حضارياً فريداً يجعلها متحفاً مفتوحاً للتاريخ المصري القديم، خاصة منطقة دندرة التي تحتضن واحداً من أعرق المعابد في العالم، مشيراً إلى سعي المحافظة لإدراج المعبد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأضاف: أن قنا كانت ولا تزال منبعاً للفنون والحرف الشعبية التي تعبّر عن روح المصري الأصيل، وأن التنمية الحقيقية في الجمهورية الجديدة تقوم على الموازنة بين الحفاظ على التراث وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعم الصناعات اليدوية وتنشيط السياحة الثقافية وتشجيع الاستثمار في مجالات الإبداع والفن.
ـ دندرة جسر بين التاريخ والحاضر
من جانبه، عبّر الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس المهرجان، عن اعتزازه بإقامة المهرجان في هذا الموقع التاريخي الفريد، مؤكداً أن معبد دندرة يحمل رمزية عميقة تربط بين عبق التاريخ المصري وإبداع الحاضر، وأن المهرجان يأتي امتداداً لجهود الدولة في دعم الفنون التراثية بوصفها أحد أهم مكونات الهوية الوطنية المصرية.
ـ عروض فنية تبهر الحضور
انطلقت فعاليات الافتتاح بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية في مشهد مهيب جسّد روح الانتماء والفخر الوطني، أعقبه تقديم باقة من العروض الفنية المبهجة لفرق:
الفنانة فاطمة عيد التي أضفت على المكان طابعاً احتفالياً بأغنياتها الشعبية العذبة.
فرقة زين للفنون الشعبية التي قدّمت لوحات راقصة تحاكي الموروث الصعيدي الأصيل،
فرقة النيل للموسيقي والغناء الشعبي التي قدّمت فقرات موسيقية جسّدت تنوّع التراث المصري وغناه.
تفاعل الجمهور بحرارة مع الفقرات الفنية، فتعالت الهتافات والتصفيق في أجواء من البهجة والاعتزاز بالهوية، بينما كان المعبد يكتسي بأضواء الاحتفال كأن جدرانه تستعيد أنغام الماضي في حضرة الحاضر.
- عاصمة التراث والفن الأصيل
واختُتم الحفل وسط حالة من الفخر والاعتزاز، حيث أشاد الحضور بالتنظيم المتميز وجودة العروض المقدمة، مؤكدين أن مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية أصبح منصة ثقافية سنوية كبرى تُعيد إحياء الفنون الشعبية وتبرز ملامح الجنوب الحضارية، وتؤكد أن قنا تسير بثقة نحو أن تكون عاصمة التراث والفن الأصيل في صعيد مصر.



