نقاد باتحاد الكتاب: هويدا عطا أعادت إحياء رحلة الربع الخالي بعيون عربية بعد 70 عامًا
في أمسية استثنائية احتضنها اتحاد كتاب مصر، أقامت شعبة السرد برئاسة الدكتورة عطيات أبو العينين ندوة أدبية لمناقشة كتاب الكاتبة هويدا عطا بعنوان «عابرو الربع الخالي.. مرافقو مبارك بن لندن يتكلمون»، وهو العمل الذي فتح نوافذ جديدة على واحدة من أعظم الرحلات التاريخية في صحراء الجزيرة العربية.
شهدت الندوة حضورًا لافتًا من كبار النقاد والمفكرين والدبلوماسيين، من بينهم السفير محمود عزت عميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، والإذاعية عزة جنيدي، والإذاعي الكبير حازم طه، وعدد من الأدباء والمثقفين.
استعرضت هويدا عطا تفاصيل رحلتها البحثية التي قادتها إلى الغوص في أعماق رحلة المستكشف البريطاني الشهير ويلفرد ثيسجر المعروف بلقب مبارك بن لندن، والذي عبر «الربع الخالي» قبل أكثر من سبعين عامًا، برفقة أربعة من الأدلاء العرب هم سالم بن كبينة، سالم بن غبيشة، العمير بن عمر، ومحمد صالح بن كلوت.
وقالت إن هدفها كان إعادة الاعتبار لهؤلاء الرفقاء الذين رافقوا الرحالة في أخطر صحارى العالم، موضحةً أن الكتاب جاء ثمرة سنوات من الحوار والتوثيق، ونجح في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بلندن لما يحمله من فرادة في التناول والإنجاز.
الناقد والروائي أحمد فضل شبلول وصف الكتاب بأنه «نقلة نوعية في أدب الرحلات»، معتبرًا أن هويدا عطا نجحت في نقل أسرار عابري الربع الخالي من الرمال إلى الذاكرة، مقدّمة صيغة جديدة من أدب الرحلات الغيرية الذي يوثّق تجارب المرافقين العرب للرحالة الأجنبي، كاشفًا عن تفاصيل إنسانية لم تُروَ من قبل.
أما المؤرخ والروائي الدكتور طارق منصور، رئيس نادي أدب مصر الجديدة، فأشاد بالكتاب بوصفه «واحة مفتوحة على التاريخ»، معتبرًا أن الكاتبة أعادت كتابة الرحلة الأصلية برؤية موازية تجمع بين الماضي والحاضر، ومن منظور عربي أصيل.
وأضاف أن عبقرية العمل تكمن في كونه «رحلة جديدة من رحم رحلة قديمة»، مؤكدًا أن الكاتبة جديرة بالتكريم لما قدمته من جهد بحثي متميز جمع بين السرد الأدبي والوثيقة التاريخية.
وأكد المؤرخ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن هويدا عطا تعاملت مع الموضوع بروح الباحثة والمبدعة، وأنصفت الأدلاء العرب الذين لولاهم ما كان لمبارك بن لندن أن ينجح في عبور الربع الخالي. وأشار إلى أن المنطقة، رغم قسوتها الطبيعية، تمثل قيمة استراتيجية وتاريخية عظيمة، وأن الكاتبة كشفت ذلك بعمق وتحليل دقيق.
واختُتمت الندوة بمداخلات لعدد من المثقفين، منهم الدكتور هشام السيسي، والدكتور صلاح معاطي، والدكتور صبري زمزم، والمهندس طارق الدياسطي، والشاعر سيد يونس، والشاعر الممثل هشام ذكري، الذين أجمعوا على أن الكتاب يمثل تجربة فريدة تمزج بين الأدب والتاريخ، وتعيد الاعتبار لصوت الإنسان العربي في سرد واحدة من أكثر الرحلات خطورة وسحرًا في الذاكرة الإنسانية.



