السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

كثيرًا ما أقرأ معلومة عن الحياة الفنية يتم تناقلها عبر (الميديا) ويصبح لها مذاق الحقيقة، وعندما أكذّبها بالمنطق الزمني والنفسى تأتى الإجابة أن فلانًا قالها فى مذكراته (صفحة كذا)، وكأن القائل لا يمكن أن يتطرق إلى حديثه أدنى شك.

كلنا عندما نروى عن موقف عشناه، تسقط شعوريًا أو لا شعوريًا تفاصيل، وغالبًا يضع الراوى لنفسه مكانة تتجاوز الحقيقة، مثلاً سمير صبرى فى مذكراته التي كتبها وسَجّلها وأحاديثه الموثقة بالصوت والصورة يروى أن له ابنًا وأحفادًا، وبَعد رحيله قلت إن هذا مجرد حلم مستحيل، لم يحققه «سمير» فى الواقع فقرر أن يعيشه فى الخيال، وكذّبَنى ولا يزال كل أصدقاء سمير صبرى.. كثيرًا ما أتأمل كلمات النجم السورى الكبير دريد لحام، عندما تطرَّق بنا الحوار لضرورة أن يكتب مذكراته، حتى لا تختلط الحقائق بالأوهام، ويأتى مَن يضيف أو يَحذف منها كما يحلو له، فقال لى بلهجة قاطعة: (لم ولن أكتب مذكراتى، وأرفض أن يقدم فيلم عن حياتى)، قالها وملامحه تفيض حيوية وحبًا للحياة، رغم أنه يقف على باب التسعين.

كان أيضًا الراحل د.محمد عبدالوهاب أستاذ الأشعة وأرمل السيدة فاتن حمامة؛ قد رفض تمامًا فكرة تقديم حياة سيدة الشاشة فى مسلسل أو فيلم، أكد لى أنه لن يكتب مذكراتها، ولا حياته معها، واعتبر ذلك منطقة محرمة، رغم أنه عاش 40 عامًا، زوجًا لها، فهو ثالث أزواجها بَعد المُخرج عزالدين ذوالفقار والنجم عمر الشريف.. سبق أن أعلنت مديحة يسرى قبل رحيلها بعامين، وأوصتنا جميعًا، ألا نسمح بعد أن يحين أجلها بتقديم حياتها دراميًا.. شادية قد أبدت انزعاجها عندما بدأت إحدى شركات التليفزيون قبل نحو 17 عامًا فى تصوير مسلسل يتناول سيرتها الذاتية، وتم إسناد دورها- وقتها- إلى دنيا سمير غانم.. غضب شادية كان كافيًا تمامًا للتوقف عن تنفيذ المشروع.. هند رستم أوصت ابنتها الوحيدة «بسنت» بألا تسمح لأحد بذلك، ولا تزال الابنة حريصة على تنفيذ وصية هند رغم الإغراءات المادية.

هل نحن نقول كل الحقيقة، أمْ نروى فقط ما يضعنا فى البؤرة ومقدمة (الكادر)؛ خصوصًا عندما نتأكد من غياب شهود النفى عن الحياة، ولنا فى العديد مما يُروَى عن عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى ما يؤكد أن الكذب والادعاء كان هو البطل الحقيقى رغم أن كل من يروى قصة يكاد يقسم بالثلاثة أن تلك هى الحقيقة ولا حقيقة غيرها!

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

تم نسخ الرابط